محامو الأسهم الخاصة يتعلمون جني حصادهم

محامو الأسهم الخاصة يتعلمون جني حصادهم

إذا كان هناك تذكير نحتاج إليه بأننا نعيش في عالم مادي فقد ظهر هذا الأسبوع في مهنة قانون الشركات التي كانت خانقة في السابق.
اقتحمت شركة بول، ويس، ريفكيند، وارتون آند جاريسون منافستها الأكبر كيركلاند آند إيليز لأخذ عدد من أكبر شركاء الأسهم الخاصة، الأشخاص من النوع الذي يتقاضى ما يصل إلى 20 مليون دولار في العام.
إنه سبب آخر لفشل الولاء، الذي كان يبقي المحامين من نخبة الشركات في لندن ونيويورك في أماكنهم طوال حياتهم المهنية. لقد تقدموا بشكل مطرد خطوة بخطوة حيث يزيد ما يتقاضونه مع تقدمهم في العمر والخبرة.
كانت ممارسة معقدة في الإشباع المالي والنفسي الذي انهار في العقد الأخير مع انقسام الشراكات.
كما أنها وظيفة من وظائف النمو الحتمي لتمويل الأسهم الخاصة، على الرغم من الانتكاسات الأخيرة مع ارتفاع أسعار الفائدة.
عندما يجمع عملاؤك أموالا جديدة باستمرار، ويستحوذون على الشركات، وينظمون صفقات ستحقق مكاسب لهم ولمستثمريهم ولمسؤولي الشركات التنفيذيين، فيبدو من الطبيعي أن تبدأ بالسعي وراء حصة أكبر من العمل بنفسك.
يؤلم هذا قادة شركات المحاماة الذين يحاولون المحافظة على الشركاء الثمينين، ليس فقط الذين ينشقون ويتقاضون قدرا أكبر في مكان آخر، بل لا يرون أي سبب أخلاقي لمقاومة الإغراء. "كان الولاء يعني شيئا، لكن بدأت الأجور ترتفع بشكل كبير، ثم بدأت أنظمة التدرج في الرواتب تفشل واحدا تلو الآخر"، كما قال أحد كبار المحامين بحزن.
الشركات تقتنص الشركاء الآن من الشركات الأخرى عن طريق تقديم ضمانات بأجور أعلى بدلا من الاعتماد بالكامل على الترويج للناشئين من الداخل.
يجلب هؤلاء المحامين العمل معهم، على الرغم من أنهم ممنوعين من التماس ذلك قبل مغادرتهم. قال أحدهم إنه قبل تبديله بين الشركات وظف محاميا لتقديم المشورة له بشأن ما يجب عليه أن يخبر العملاء.
إحدى الجناة الذين تسببوا بجعل المحامين طليقين للغاية هي كيركلاند آند إيليز، التي حولت نفسها إلى أعلى شركات المحاماة ربحا في العالم من خلال رفض التقاليد واقتناص الشركاء من الشركات الأخرى. يتصرف منافسو كيركلاند بوقاحة بشأن ذلك من وراء ظهرها (يقول أحدهم، "أنت مجرد ترس في آلة هناك") لكن المال يتحدث: حصل شركاؤها المساهمين البالغ عددهم 505 على متوسط 7.5 مليون دولار العام الماضي.
كما لم يمنع ازدراء الأعضاء القدامى لكيركلاند من تبنيها تكتيكات مماثلة. وبالتالي فإن الضجة التي اندلعت في لندن بينها وبين بول ويس، شركة في نيويورك تأسست في 1875 وظفت هذا الأسبوع أربعة شركاء في الأسهم الخاصة من مكتب كيركلاند في لندن. جاء ذلك بعد اقتناص كيركلاند لرئيس مكتب بول ويس في لندن.
كما يظهر الخلاف، أصبح شركاء الأسهم الخاصة الآن أكثر المعينين قيمة. إن عقد مثل هذه الصفقات هو عمل أقل جاذبية من تقديم المشورة إلى مجالس إدارة الشركات العامة الشهيرة، لكنه عمل مجز. تقدم شركات الأسهم الخاصة مثل بلاك ستون وبين كابيتال وسي في سي كابيتال بارتنرز للمحامين تدفقا مستمرا من المعاملات.
أولا، يجمعون مليارات الأموال للاستحواذ على الشركات. يبقي هذا وحده كثيرا من المحامين مشغولين: تنفق شركات الأسهم الخاصة الأمريكية أكثر من 4 في المائة من الالتزامات للصناديق على التكاليف القانونية، وفقا لأحد التقديرات. بالنظر إلى أن سي في سي قد جمعت للتو صندوق استحواذ بقيمة 26 مليار يورو، فهذه اختيارات غنية.
ثم تبدأ الصناديق في الاستحواذ على الشركات. على المحامين من جميع الأطراف تحديد شروط كل صفقة، وكيف ستقسم المكاسب من النمو المستقبلي لكل شركة بين المستثمرين والمسؤولين التنفيذيين.
تخصص شركات الأسهم الخاصة الآن كثيرا من هذه المساومة لمحامين خارجيين لخبرتهم في ذلك.
يقول رامي وهبة، القائد المشارك للأسهم الخاصة لسيدلي، شركة المحاماة الأمريكية، "أنا أتقدم في العمر لكن عملائي يصغرون". كان يعمل في هذه الوظيفة فقط في لندن منذ يونيو بعد أن عينته بول ويس، حيث عمل لمدة 18 عاما.
يكمن السر في أن تثق بك واحدة من أكبر شركات الأسهم الخاصة في العالم: الباقي سيتبع ذلك. أهم روابط الولاء كانت بين شركاء شركات المحاماة الكبرى، أما الآن فهي بين صانعي صفقات الأسهم الخاصة والمحامين الأفراد الذين يفضلونهم. لم يدمر هذا نظام تدرج الرواتب فحسب، بل وصل إلى سوق الانتقالات.
يعد هذا الأمر مألوفا في الصناعات الأخرى، من الترفيه حتى الرياضة. مع توسع الشركات عالميا وسماح التكنولوجيا للأفراد من أعلى المستويات بتوسيع نطاق وصولهم، يحصل النجوم على مزيد من المكاسب. تدمر تقاليد التوظيف التي ترسخ ولاء الفريق وتماسكه: كما هي الحال مع لاعبي كرة القدم، كذلك مع المحامين.
الاختلاف هو أن محامي الأسهم الخاصة يحاكون سلوك العملاء كما يمتثلون للحوافز الاقتصادية. تعرف سي في سي بأنها شركة فيها "يأخذ الممولون من نصيبك" من خلال الاحتفاظ بحصة من الصفقات التي يبرمونها. ارتفعت شراكات الولايات المتحدة المتدرجة من خلال خدمة شركات مثل أي بي إم وجينيرال موتورز وكانت رصينة بالقدر نفسه، إن هؤلاء المحامين موجودون بموجب الصفقة.
لكل هذا مخاطر على شركات المحاماة: الاضطرار إلى التنافس على المواهب الأكثر قيمة يرفع التكاليف ويضعف الشراكات. كما له مخاطر على الأفراد: إذا جفت الصفقات، فلن يتكاتف الشركاء الآخرون. لكن هذه هي الطريقة التي تعلم بها المحامون التصرف.

الأكثر قراءة