متشائمون .. الأسهم الاستهلاكية الأمريكية ليست اختيار المستثمرين

متشائمون .. الأسهم الاستهلاكية الأمريكية ليست اختيار المستثمرين

يتجنب المستثمرون الشركات الاستهلاكية الأمريكية التي ستكون معرضة خصوصا لتراجع اقتصادي، وفقا لمحللين ومديري صناديق، في إشارة إلى أن مخاوف الركود لا تزال منتشرة على الرغم من البيانات الاقتصادية القوية والأرباح في سوق الأسهم الأوسع.
يخفي ارتداد قوي في مؤشرات أسهم رائدة هذا العام - مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفع 19 في المائة منذ بداية العام وناسداك المركب 36 في المائة - حقيقة أن عديدا من المستثمرين النشطاء ما زالوا يستثمرون بحذر.
"لا يوجد اقتناع أبدا بحدوث انتعاش دوري"، كما قالت سافيتا سوبرامانيان، استراتيجية الأسهم في بنك أوف أمريكا. "الطلب الوحيد الذي نراه هو على فئات نمو طويلة المدى مثل الذكاء الاصطناعي".
أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة مزيجا من تضخم منخفض وسوق عمل مرنة، ما أثار آمالا بأن يحقق الاحتياطي الفيدرالي إنجازا نادرا بإعادة التضخم إلى مستهدفه الذي يبلغ 2 في المائة دون التسبب في ركود.
لكن، مقياس بنك أوف أمريكا لانكشاف صناديق التحوط النسبي للشركات الدورية، التي تتأثر بالدورة الاقتصادية، مقارنة بالشركات الدفاعية، المستقرة نسبيا، قد وصل إلى أقل مستوى له منذ 2011 على الأقل، في حين كان الانكشاف بين مديري الصناديق التي تركز على استثمارات طويلة فقط قريبا من أدنى مستوياته على الإطلاق.
في أول خمسة أشهر من العام، العظماء السبعة - "أبل"، "مايكروسوفت"، "أمازون"، "تسلا"، "نفيديا"، "ميتا"، "ألفابيت" - شكلوا أكثر من 100 في المائة من ارتفاعات تقييمات مؤشر ناسداك، وفقا لبيانات "بلومبيرج".
تحسن اتساع السوق في الأسابيع الأخيرة، لكن الشركات السبع لا تزال تشكل ثلثي إجمالي الارتفاعات.
قال رافاييل ثوين، رئيس استراتيجيات أسواق رأس المال في تيكيهاو كابيتال لإدارة الأصول البديلة التي تبلغ قيمتها 40 مليار دولار، "إن خطر الركود لا يزال حقيقيا من وجهة نظرنا. نحن نستثمر باستراتيجية دفاعية في الأسهم (...) ونركز في كل من الأسهم والدخل الثابت على شركات ذات جودة والتي ستكون أكثر مرونة أثناء الركود وأقل تأثرا بالدورة الاقتصادية".
كان بعض المستثمرين قلقين تحديدا من الشركات التي تلبي مطالب المستهلكين الأغنياء، نظرا إلى إشارات تدل على أن العملاء يخفضون إنفاقهم متجهين إلى علامات تجارية أرخص.
أكثر الأسهم بيعا على المكشوف في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في أسهمه الحرة هو سهم بائع التجزئة الفاخر رالف لورين. كما تتضمن أكثر عشرة أسهم مستهدفة الخطوط الجوية الأمريكية وشركتي رحلات بحرية وصانع برك سباحة، وفقا لأرقام من شركة تحليل البيانات إس 3 بارتنرز.
تعكس المراكز الطبيعة غير العادية ارتفاع السوق هذا العام. بدأ كثير من المستثمرين في 2023 بانكشاف محدود من الأسهم بسبب توقعات دخول الولايات المتحدة في ركود في النصف الأول من العام. الخوف من إهدار الفرصة بعد ارتفاع كبير في شركات التكنولوجيا الكبرى أجبر كثيرا من المستثمرين على زيادة انكشافاتهم في مجالات محددة، لكن لم يغير ذلك وجهات نظرهم الأساسية عن التوقعات الاقتصادية.
"تغييرات كثيرة في المراكز في الآونة الأخيرة كانت مترددة"، كما قال باراج تاتي، استراتيجي في دويتشه بنك. "تم جر الناس إلى السوق لا أنهم رغبوا في مسايرتها".
شهد مؤشر المستهلك التقديري الفرعي من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاع 34 في المائة حتى الآن هذا العام، لكن ارتفاعه كان مختلفا عن السوق الأوسع ومتناقضا أكثر معها، حيث تمثل "أمازون" و "تسلا" معا أكثر من ثلاثة أرباع الارتفاع، وفقا لبيانات "بلومبيرج".
قالت سوبرامانيان من بنك أوف أمريكا إنها كانت متفائلة في الحقيقة بشأن توقعات أسهم الشركات الدورية، مشيرة إلى سوق عمل قوية، وإنتاجية مرتفعة، واقتراب الاحتياطي الفيدرالي من إنهاء دورة التشديد. "قد يجادل أحد بأن هذا وضع جيد للغاية للأسهم الدورية (...) قد يهيئ بدايات انتعاش متين نشط، لكني لم ألتق بعميل يبدو متفائلا بعد".

الأكثر قراءة