ظاهرة فسيولوجية تخفض إنتاج زيت الزيتون المحلي 90 %

ظاهرة فسيولوجية تخفض إنتاج زيت الزيتون المحلي 90 %

أكدت مصادر زراعية سعودية أن الإقبال الاستهلاكي الكبير على زيت الزيتون، وحدوث ظاهرة فسيولوجية تتعلق بالشجرة المباركة، وبعض طرق الري والزراعة تسبب في تدني إنتاج هذا الصنف خلال موسم 2005 إلى رقم قياسي يصل في بعض البلاد إلى 90 في المائة مقارنة بالأعوام الماضية.
وفي هذا الشأن، أوضح المهندس إبراهيم بن محمد أبو عباة مدير عام "الوطنية" الزراعية أنه مهما تكن أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون في العالم اليوم، فإنه لا توجد حلول واقعية سريعة لمجابهة الندرة في الكمية المعروضة للبيع وارتفاع الأسعار سواء في السوق المحلية أو الدولية.
ويضيف أبو عباة قائلا: إن المشكلة ناشئة من عدة أسباب تعود إلى طبيعة هذه الشجرة المباركة. فعلى الرغم من ملاءمة الظروف البيئية لنمو وإنتاج محصول غزير من الزيتون في مناطق إنتاجه وهي: منطقة حوض البحر المتوسط بشكل رئيسي، ومنطقة الجوف في السعودية، وبمجهود قليل يبذل في الرعاية والعناية، فإن إنتاج الزيتون في عام 2005م تدنى بدرجة كبيرة في دول مثل السعودية، الأردن، سورية، وتركيا، وغيرها من المدن الأساسية في إنتاج زيت الزيتون.
ويرحج مدير عام "الوطنية" الزراعية أن السبب الرئيسي في هذا الانخفاض هو عامل فسيولوجي ناشئ من طبيعة الشجرة، ويدعى المعاومة. وتعني المعاومة عدم الثبات في الإنتاج من عام إلى آخر ويحصل في جميع مناطق زراعة الزيتون في العالم دون استثناء بحيث يحمل الزيتون محصولا وفيرا في عام ويحمل محصولا قليلا في العام الذي يليه، وهي ظاهرة معروفة في كثير من أشجار الفاكهة المثمرة. فقد أدت إلى تدني الإنتاج من الثمار وتبعا لذلك كمية الزيت المتوافر للعرض في الأسواق، هذا بالإضافة إلى زيادة الإقبال على تناول زيت الزيتون في العالم خلال السنوات الأخيرة. وسبب هذه الظاهرة الفسيولوجية هو ما يعرف عن شجرة الزيتون بقدرتها على إعطاء محصول غزير من الثمار بالرغم من عدم قدرتها على مدها كلها بالغذاء اللازم حتى النضج، ويؤثر هذا الحمل الغزير على نمو الأغصان الحديثة التي سينشأ منها المحصول في العام التالي. وتزداد هذه الظاهرة كلما كبرت الأشجار في العمر. 
وبالإضافة إلى ذلك فإن تأخير القطاف في الموسم السابق يساعد على زيادة تذبذب الإنتاج السنوي من الزيتون، والعوامل البيئية المتذبذبة من عام لآخر، كارتفاع درجات الحرارة أثناء موسم التلقيح يؤثر سلبا على العقد، وبالتالي عدد الثمار المشكلة.
وينصح المهندس أبو عباة باتباع وسائل للتقليل من شدة هذه الظاهرة, ولكن لا يمنعها كليا, مثل اتباع برنامج تسميدي مناسب يعتمد على التسميد بالأسمدة العضوية قبل موسم الحمل الغزير لإمداد الثمار بالغذاء اللازم، وتشجيع النموات الحديثة لكي تنمو منها الإزهار في الموسم التالي، إضافة إلى العمل وفق برنامج تقليم إنتاجي يعتمد للتخفيف من ظاهرة المعاومة لأنها توازن بين النمو الخضري والثمري وخاصة في الأشجار البالغة. وتتم هذه العملية عادة في الشتاء بعد موسم القطاف وتمتد حتى بداية الإزهار في الربيع، ويراعى إجراء تقليم خفيف على النموات التي يزيد طولها على 36 سم، وتقليم جائر إذا كانت أقصر أو ضعيفة لتقوية النموات الجيدة.
وأخيرا ينصح باتباع برنامج ري مناسب ليعطي ريا مستمرا بكميات قليلة وعلى دفعات وفق احتياج الشجرة شباط (فبراير) وآذار (مارس) قبل الإزهار لإعطاء براعم زهرية كثيرة وجيدة وبعد العقد يعطى ريا مستمرا حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) مع تخيف الري في آب (أغسطس) ومعاودته في أيلول (سبتمبر).

الأكثر قراءة