شركات الطيران تأمل التحليق في صيف أفضل

شركات الطيران تأمل التحليق في صيف أفضل

رسم الوقوف على حافة المدرج في مطار جاتويك في لندن في صباح مزدحم الأسبوعين الماضيين لمحة عن الهوامش الدقيقة التي يعتمد عليها السفر الجوي.
تهبط طائرة أو تقلع كل 62 ثانية من أكثر المطارات ذات المدرج الواحد ازدحاما في العالم، حيث تصطف الطائرات على الأرض وتتكدس في الهواء بقدر ما يمكن أن تراه العين. بمجرد إخلاء إحدى الطائرات من المدرج، تكون الطائرة التالية في طريقها بالفعل في عملية معقدة ومصممة بدقة لا مجال فيها للخطأ.
لا عجب أنه عندما يتذبذب جزء واحد من النظام الإيكولوجي الهش للطيران، يمكن أن يكون الاضطراب مذهلا. انهيار تكنولوجيا المعلومات، ونقص الموظفين، وحتى ذوبان المدرج في الحرارة، لقد شهد الركاب في أوروبا كل ذلك منذ استئناف السفر بجدية الصيف الماضي.
الآن، تتعرض الشركات لضغوط لتقديم رحلات أكثر سلاسة مع بدء الجزء الأكثر ازدحاما في الصيف، بزيادة 10 في المائة في الرحلات الجوية المقررة الأسبوع الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لشركة يوروكنترول لإدارة الحركة الجوية.
كانت هناك بعض التغييرات الطفيفة المبكرة، من ضمنها تأخيرات وإضرابات مراقبة الحركة الجوية. في الوقت نفسه، أثار قرار شركة إيزي جت الأسبوع الماضي بإلغاء 1700 رحلة بشكل استباقي ذكريات أسوأ أيام الصيف الماضي، عندما عانى الركاب وابلا من الإلغاءات وصفوف الانتظار والتأخيرات حيث كافحت الصناعة للتوسع في الوقت المناسب لتلبية الطلب المتزايد على السفر.
لكن رؤساء صناعة السفر واثقون بأن هذا العام سيكون أكثر سلاسة، وهناك علامات مشجعة. في المملكة المتحدة، بلغت نسبة إلغاء الرحلات الجوية خلال النصف الأول من العام 1.5 في المائة، وهذا أدنى مستوى منذ 2019، وفقا لشركة سيريوم لتزويد بيانات الصناعة. يقارن ذلك بأكثر من 5 في المائة في أسوأ أسابيع العام الماضي.
إن هذا جزئيا نتيجة لمجرد وجود وقت كاف لتوظيف الموظفين وتدريبهم وفحص خلفياتهم الأمنية لوضعهم على رأس العمل. يعمل لدى شركة مينزيز للمناولة الأرضية، التي تقدم خدمات دعم مهمة من إعادة التزود بالوقود إلى مناولة الأمتعة في المطارات، 40 ألف موظف هذا العام، ارتفاعا من 18 ألفا في ذروة الجائحة. قال الرئيس التنفيذي فيليب جوينج: "يتعلق الأمر بتدريب الموارد المناسبة وأداء المهام".
لكن بعض شركات الطيران اختارت زيادة مرونتها التشغيلية إلى مستويات كانت تعد غير ضرورية قبل الجائحة، بما في ذلك وجود طواقم وطائرات احتياطية.
استثمرت شركة الطيران ذات التكلفة المنخفضة "ويز إير" المدرجة في لندن 90 مليون جنيه استرليني في جعل عملياتها "أكثر مرونة وسرعة"، وفقا لمديرها الإداري في المملكة المتحدة ماريون جيفروي. وستكون لدى" ويز" هذا الصيف سعة في الطائرات الإضافية بنسبة 11 في المائة، وطاقم إضافي بنسبة 10 في المائة لتوفير حاجز وقاية ضد الاضطرابات.
قد يكون هذا مكلفا وغير منطقي لشركات الطيران منخفضة التكلفة التي لديها نماذج أعمال مبنية لاستبعاد كل تكلفة ممكنة ونقل الوفورات إلى المستهلكين عبر أسعار التذاكر المنخفضة. لكن شركات الطيران رأت البديل، وهو ليس جميلا. تعمل شركة ويز على إعادة بناء سمعتها بعد أن تم تصنيفها على أنها أسوأ شركة طيران في المملكة المتحدة من مجموعة ويتش الاستهلاكية بعد مشكلات السفر العام الماضي.
في الولايات المتحدة وعدت شركة ساوث ويست أيرلاينز هذا العام باستثمار 1.3 مليار دولار - أكثر من العام الماضي بـ25 في المائة - في تكنولوجيا المعلومات بعد أن تسببت عاصفة ثلجية في كانون الأول (ديسمبر) في انهيار تشغيلي. من جانبها، قالت إيه أي جي، مالكة شركة الخطوط الجوية البريطانية إنها أنفقت "مبلغا كبيرا" على أنظمتها بعد سلسلة من الإخفاقات البارزة في تكنولوجيا المعلومات.
يقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن التكاليف الإضافية هي أحد العوامل الكثيرة وراء ارتفاع أسعار تذاكر الطيران هذا العام، والتي ارتفعت أكثر من ضعفي معدل التضخم.
في الوقت الحالي، يبدو أن العملاء على استعداد للدفع. ولكن إذا هدأ الانتعاش في السفر وأدى عدم اليقين الاقتصادي إلى تلاشي الطلب، فهل ستميل شركات الطيران إلى النظر في الإنفاق على المرونة الإضافية لخفض التكاليف حتى تتمكن من خفض أسعار التذاكر وتحفيز الطلب على الرحلات الجوية؟
يعتقد أحد كبار المديرين التنفيذيين أن بعض المرونة الإضافية ستكون جزءا دائما في العمليات، لكن التكاليف التشغيلية وتكاليف التوظيف المرتفعة سينخفضان قليلا حتما بمجرد أن تسير الأمور بسلاسة مرة أخرى.
قالت شخصية أخرى في الصناعة إنه قد يكون من الصعب إقناع فرق الإدارة أو مجلس إدارة بدعم الإنفاق على أمور "غير مثيرة"، بدلا من تجديد الكبائن أو طلب طائرات أحدث.
لكنها حذرت أيضا أي شخص يفكر في خفض الإنفاق. "قد يكون من المغري إنفاقها على مكاسب أسرع. لكن بعد ذلك تندم عندما يحدث خطأ ما."

الأكثر قراءة