مستقبل معاشات التقاعد في المملكة المتحدة .. متأخرة ومشوشة
نظام المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة لا يزال لا يعرف ماذا يريد أن يكون عندما يكبر.
ذلك هو الانطباع الذي تركته موجة الاستشارات والدعوات للحصول على أدلة وردود الحكومة والتقارير، التي صدرت بعد خطاب جيريمي هنت في مانشن هاوس. إن بث الأفكار الهائج والتماس المشاهدات لا يبعث على الثقة بأن هناك "اتجاه حركة" واضح كما وعد المستشار.
يتضح ذلك أكثر عندما يتعلق الأمر بمستقبل نظام الاشتراكات المحددة، أهم المجالات من ناحية القصور في توفير المعاشات التقاعدية، وفي نهاية المطاف، الفرصة للاستثمار الأكثر مغامرة.
إن أنظمة الاشتراكات المحددة، حيث يضع الموظفون وأرباب العمل المال في صندوق واحد لتمويل التقاعد، في طريقها لتصبح أكبر جزء من سوق المعاشات التقاعدية.
سيزيد شراء شركات التأمين لخطط الاستحقاقات المحددة القديمة في القطاع الخاص بفضل التحسينات في مستويات التمويل، حيث ارتفعت أسعار الفائدة. بحلول نهاية العقد، قد يكون لدى المملكة المتحدة ما يقارب 900 مليار جنيه استرليني من المعاشات التقاعدية في عالم التأمين، ويتبقى 800 مليار جنيه استرليني في خطط الاستحقاقات المحددة – وبفضل قواعد التسجيل التلقائي في المعاشات التقاعدية، التي جاءت قبل عقد تقريبا، فإن تريليون جنيه استرليني ستكون في أنظمة الاشتراكات المحددة.
إحقاقا للحق، تتخذ الحكومة خطوات معقولة لمحاولة تنظيم صناديق خطط الاشتراكات المحددة الصغيرة، وتقديم مجموعة أسهل من الخيارات للمدخرين عند التقاعد، وزيادة تركيز الأمناء على قيمة المال.
الطموح طويل المدى هو الحصول على صناديق أكبر من المال تدار بشكل أفضل، وزيادة الاستثمار في الأصول ذات العوائد الأعلى، وتحقيق مخرجات أفضل للمدخرين. قالت الحكومة إنها "ستسهل" الاندماج. لكن المكاسب السهلة من مجرد دمج الأنظمة الفرعية مبالغ فيها. انخفض عدد خطط الاشتراكات المحددة بالفعل من 55 ألفا في 2008 إلى نحو 27 ألفا. ولدى 95 في المائة أقل من 12 عضوا، وفقا لرابطة شركات التأمين البريطانية، التي تعد 84 في المائة منها خططا للمعاشات التقاعدية التنفيذية عوضا عن خطط مكان العمل.
أحد الدروس، التي تؤخذ من السوق الأسترالية، التي تحظى بإعجاب كبير، نظام الاشتراكات المحددة ذو مخصصات استثمارية أكبر للأسهم غير المدرجة والبنية التحتية، هي أن التقدم يأتي بشكل أسرع عند جعل الأنظمة الكبرى تعمل مع بعضها. أنشأت المخططات المهنية الأسترالية أداتها الخاصة لتجميع إدارة الاستثمار وتخفيض التكاليف وتجنب دفع طبقات من الرسوم.
من المخجل أن "الاتفاقية" الطوعية، التي أعلنتها أكبر مشاريع الاشتراكات المحددة في المملكة المتحدة التي تتضمن تخصيص 5 في المائة من صناديقها الافتراضية للأسهم غير المدرجة بحلول 2030، لم تتخذ خطوة إضافية لتشكيل أداة كهذه، مع تفويض أوسع. حتى أكبر مشاريع المملكة المتحدة وأكثرها خبرة ينقصها الثقل للتنافس عالميا مع الصناديق من كندا وأستراليا وأوقاف الجامعات الأمريكية.
بدلا من ذلك، تتعامل الحكومة مع أنموذج مختلف بالكامل – نسخة من الأنموذج الهولندي لأنظمة الاشتراكات المحددة المشتركة. هذه ليست فكرة جديدة: إن مفهوم مكان في المنتصف بين عالم الاستحقاقات المحددة والاشتراكات المحددة كان يدور منذ 2013 (على الأقل)، عندما أطلق عليه ستيف ويب، حين كان وزير المعاشات التقاعدية، "الطموح المحدد". تتمثل الفكرة في أن تجميع المخاطر عبر كثير من الأشخاص يمكنك من تقديم "معاش تقاعدي مستهدف" للمدخرين بدلا من صندوق من المال فقط، ودخل تقاعدي أعلى في نهاية المطاف. يمكن توسيع نظام المملكة المتحدة الذي أنشئ خاصة لتسهيل تعويم رويال ميل (التي لم تطلق مشروعها بعد) للسماح لأنظمة أرباب العمل المتعددين أو الأنظمة على مستوى الصناعة، التي شهدت في الخارج.
يبدو أن هذا حافل للغاية من الناحية العملية. تراجع الهولنديون عن الطبيعة المشتركة لمخططهم بعد عدة مشكلات. تعاني الاشتراكات المحددة المشتركة من تقديم شيء يبدو مضمونا لكنه ليس كذلك. تتفاوت الاستحقاقات مع الأداء. وجاذبيتها لأرباب العمل في عالم الاشتراكات المحددة بالفعل هي موضع تساؤل – كما هي ميزة تقديم أنموذج معقد آخر ببساطة إلى سوق مفككة بالفعل وصعبة الفهم.
هناك اتفاق عام بالطبع على شيء واحد بسيط سيحسن مخرجات التقاعد ويعني مزيدا من الأموال للاستثمار: مساهمات أكبر من أرباب العمل. كان متوسط مساهمة أرباب العمل لخطط معاشات تقاعد الاشتراكات المحددة في القطاع الخاص 3.5 في المائة العام الماضي، مقارنة بـ22.2 في المائة للاستحقاقات المحددة، كما تقول رابطة شركات التأمين البريطانية. تبلغ نسبة المساهمات المسجلة تلقائيا في المملكة المتحدة 8 في المائة من الراتب، معظمها من الموظف، مقارنة بنسبة 12 في المائة التي يتجه إليها النظام الأسترالي.
سيل المعاملات الورقية الحكومية كان هادئا – قد يكون ذلك بسبب أنه سيبدأ لتوه بتنفيذ توصيات مراجعة التسجيل التلقائي في 2017 لتقليل عمر الالتحاق إلى 18 وبدء المساهمات من أول جنيه استرليني يكسبه الشخص. يلخص ذلك وضع سياسة معاشات التقاعد المتأخرة والمشوشة في المملكة المتحدة، أمر لم تغيره الجهود الأخيرة بعد.