بدأت قبل سنوات بخطوة شاب .. وتبنتها المكاتب الدعوية وطورت عملها
تمثل المصليات المتنقلة، سمة مميزة تشاهد في بعض مناطق المملكة، وقد استحدثتها المكاتب التعاونية ومراكز الدعوة والإرشاد، خصوصا في التجمعات والمتنزهات البعيدة عن صخب المدن، ولا سيما المناطق البرية، ففيها تجد إقبالا من الناس لأداء الواجبات الدينية، وتمثل دعوة من القائمين عليها دون إجبار، وقد تبنى هذه المصليات عديد من الجهات الدعوية سواء التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، أو الحرس الوطني، أو مؤسسات دعوية أخرى تنظمها بشكل رسمي، وقد كان لها بالغ الأثر على الشباب الذين يتجاوبون مع دعوات القائمين عليها لأداء الواجبات الدينية وأثبتت أهمية وجودها في الأماكن التي ليس فيها مساجد حيث يتم التوجه إليها في أوقات الصلاة المكتوبة.
#2#
يتحدث عن هذه المصليات الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان في الرياض سابقا فيقول: إنها ظاهرة ليست جديدة وهي تنظم منذ سنوات وبدأت بخطوة شاب مبادر، جزاه الله خيرا. وتعتبر وسيلة دعوية مهمة لذا حرصت المكاتب الدعوية على تنفيذها، وكما أعلم فإن هذه المصليات ليست لإجبار الناس على الصلاة إنما لحثهم على تأدية هذه الفريضة.
جاءت هذه المصليات متسقة مع حركة الناس الاجتماعية والسياحية، وهذه السيارات مجهزة بالأجهزة اللازمة مثل المولدات الكهربائية ومكبرات الصوت المثبتة على حوامل، وكذلك هناك تجهيزات أخرى كالسجاد الخاص بالصلاة ووجود خزانات مياه للوضوء وبعضها فيها سواتر لتجهيز مصليات للنساء أيضا، ويقوم على هذه السيارات أو المصليات المتنقلة شباب مصرح لهم من قبل مكاتب الدعوة والإرشاد، وهي مكاتب حكومية، وانتشرت هذه السيارات بشكل مطور في عديد من المدن المملكة وتجدها في الأماكن المزدحمة بالناس، خصوصا أماكن الاصطياف والنزهات، والقائمون عليها مهمتهم فقط الوقوف في أماكن الازدحام وتواجد الناس وتجهيز المكان لإقامة الصلاة ورفع الأذان ثم الصلاة ثم الانصراف بسيارتهم دون إزعاج أحد أو جبر أحد على إقامة الصلاة أو خلافه.
يؤكد التربوي محمد سعد القرني من مدرسة الندوة في مكة المكرمة أن المصليات المتنقلة من الوسائل الحديثة التي استخدمتها بعض المكاتب الدعوية واستفاد منها المصطافون والمتنزهون الذين كانت لهم هذا بمثابة الفتح الذي استقبلوه استقبالا طيبا وفرحوا به وكذلك الشباب الذين كانوا يستفيدون من هذه المصليات بأداء الفرائض المكتوبة، خاصة أنها مجهزة بالسجاد وماء للوضوء فكان له أثر طيب في نفوسهم، وهي من الأفكار الجميلة التي عالجت وضع الصلاة في الأماكن التي تكون بعيدة عن معترك المدينة وزحمتها، وقد أكد لي بعض الشباب أن هناك عديدا من العائلات التي استفادت منها وسعدت بها، وهذا أمر ملموس، خصوصا في المصايف والمدن السياحية المنتشرة في بلادنا، وهذه جهود تشكر عليها هذه المكاتب الدعوية، ونسأل الله لهم مزيدا من التوفيق، وأن تحقق الفائدة المرجوة منها، ويشير الشاب عبد الله الحقوي إلى أنه ذهب في إحدى السنوات إلى المنطقة الشرقية ووجد هذا الفعل الطيب من أهل الدعوة المتمثل في المصليات المتنقلة وقال: إنها كانت فكرة طيبة والجميع فرح بها وهي ذات فوائد للناس الذين يأتون في الأماكن البعيدة عن المدينة .
##تساعد الناس البعيدين
#4#
من جهته، أكد الشيخ مسعود الغامدي الداعية الإسلامي المعروف، أن المصليات المتنقلة إحدى الوسائل التي تساعد الناس على أداء الصلوات مطلوبة، لاسيما أنها توجد في أماكن بعيدة عن المساجد، وقد نفذت في أماكن عديدة، وأرى أنها حققت فوائد عديدة، وتشكر وزارة الشؤون الإسلامية على دعم فكرتها التي انطلقت منذ سنوات واستمرت حتى الآن، وكذلك بعض الجهات الدعوية والتوجيهية كجهاز التوجيه والإرشاد في الحرس الوطني، الذين كان لهم جهود في هذا الجانب، ونتمنى مزيدا من الوسائل الدعوية الطيبة التي تسهم في إيجاد الحلول التي يحتاج إليها ديننا الحنيف.
#3#
ويرى الشيخ أحمد السيف الداعية الإسلامي أن الإسلام دين عظيم ويستفيد من كل شيء جديد وكل وسيلة حديثة، ولفت نظري حقا هذه المصليات التي أقيمت بشكل مستمر خلال السنوات الماضية، خصوصا في الإجازات وفي أماكن تجمع الناس، وهذا أمر مطلوب ويسعدنا جميعا ويثلج صدورنا، وأي مسلم يفرح بمثل هذه الابتكارات التي تنفع المسلم وتسهم في إقباله على دينه دون إجبار، فقط عند الإعلان عن الصلاة يأتي هؤلاء المصلون لأداء الفريضة بعدما يرفع الأذان وهو أمر ملموس، وقد شاهدته في عديد من أماكن الزحام والتجمعات البعيدة عن المساجد وأحيانا تكون خارج المدن، وهو حقيقة يساعد الشخص الذي قد يتكاسل عن أداء الصلاة في وقتها بأن يؤديها في وقتها، وهذا ما يجب أن يسعى إليه كل مسلم ويحرص عليه، وقد كان لهذه المصليات أثر طيب في بعض الشباب الذين التقيتهم، وامتدحوها، وهذا دون شك يجعل المسؤولية على عاتق أهل الدعوة أكبر، نسأل الله لهم التوفيق والقبول عند الله.
وأكد طارق رمضان، مصري، أنه من أشد المعجبين بالمصليات المتنقلة التي كانت جميلة وباهرة، والحقيقة أنه بهذه الطريقة التي شاهدها ذهب دون تأخير لأداء الصلاة وقال : عندما ذهبت لمدينة جدة والعائلة وجلسنا على منطقة الكورنيش على البحر قبل سنوات حفزني المنظر للذهاب للصلاة دون تأخير، بعد أن كنت مترددا في تأخيرها لجمعها مع صلاة العشاء باعتبار أني مسافر، لكن المنظر شدني وجعلني أبادر لأداء هذا العمل الطيب والمبارك ويكفي أن الواحد كسب أجر الجماعة، وأرى أن استمرار مثل هذه الطرق الدعوية في أماكن الزحام يدفع الناس لأداء الصلاة في وقتها، ونحن في هذه البلاد التي فيها الحرمان الشريفان نشاهد أمورا تساعدنا على أداء الفرائض وعلى الإقبال على الدين بشكل كبير، وهذا ليس غريبا ما دامت هذه الدولة الكريمة تسعى لخدمة الإسلام والمسلمين.
والحقيقة أن مثل هذه الطرق الدعوية تجعلنا مسرورين، ويضاف إلى ذلك ما تقوم به المكاتب الدعوية من النصيحة وإقامة المحاضرات وغيرها من الأنشطة التي نشاهدها باستمرار في الإجازات، وأنا باعتباري أستغل مثل هذه الإجازات للترويح عن الأهل خاصة إذا تأخرت إجازتي السنوية، ويكون هذا بمثابة متعة كبيرة نستفيد منها وتعود علينا بالنفع.