رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


هل للسياحة العربية عمر افتراضي؟ (2)

إن ما يشغل المشرف أو المسؤول أو المدير التنفيذي هو تعبئة الاستمارات، أو حصر ما تم صرفه من أدلة أو كتيبات، أو وجود الموظفين في المواقع وغير ذلك من إجراءات يومية يمكن أن يباشرها نظام آلي. أما أن يكون همه أبعد من ذلك كأن يفكر في عدد وماهية القضايا المعلقة في الأعوام الماضية، والحاجة لتنسيق أكثر مع جهات لم تكن مرتبطة بشكل مباشر، وضخ آليات وأفكار سياحية جديدة... إلخ، فذلك ضرب من الخيال وهذا ما يجعل الخدمات تتقادم. (7) من ناحية النقل، فتهالك الموجود أو عدم وجود وسائل المواصلات بأنواعها المختلفة بكفاية وشكل لائق، يضطر السائح إلى المعاناة أو صرف مبالغ طائلة تمكنه من التحرك بشكل معقول، مما يكون مصدر إزعاج كبير لخططه في الرحلة، وقد تنتهي بإثارة المشكلات فتصبح تجربة مريرة. (8) أما من ناحية استخدام التقنية فحدث عن ذلك ولا حرج، فكثير من الدول العربية لا توفر أنشطة أو برامج أو ألعابا مؤسسة على استخدام التقنيات الحديثة تمكنهم من قضاء الوقت فيها بشكل مسلٍّ فعلا، سواء داخل المدينة أو في القرى والمجمعات السياحية. أعتقد أن المستثمر هنا لم يحاول التعرف على أدوات الجذب السياحي وكيفية كسب الشباب سواء أبناء الوطن أو الزائرين. إضافة إلى ذلك لم تناقشه الجهات المسؤولة عما يمكن أن يقدمه من جديد في عالم السياحة. (9) لو أردنا تجاوز كل ذلك واعتمدنا على أن هناك تطويرا واهتماما فالملاحظ بطء التنفيذ أو عدم ظهور تحرك ملموس ومشجع في كثير من الخدمات والأنشطة، وهذا واضح في أمثلة كثيرة جدا مثل استكمال نشر اللوحات الإرشادية السياحية، وطباعة ونشر خرائط المواقع المحدثة على مستوى وطني، وسفلتة الطرق المؤدية للمواقع السياحية، وإعادة ترميم وتحديث بعض المباني لإعادة استخدامها والاستثمار فيها بشكل متطور... إلخ. (10) من ناحية الأسعار يكفي أن أقول إنه في كل مرة يناقش هذا الموضوع نجد أن الحق مع الجهات المسؤولة وإن على السائح تقبل الواقع حتى ولو لم يكن هناك نظم لتسعير الخدمات أو الوحدات أو الأنشطة السياحية. لقد بلغت المغالاة في الأسعار أن وصلت حدا يفوق نسبة 700 في المائة دون وجود ما يبررها سواء ما تم تحديثه أو إضافته أو عمله في كل مشروع، ودون أن تحسب الأسعار بناء على الحجم والعمر ومستوى الإثارة والموقع ... إلخ. هذا يجعل طبقة من المجتمع تختار دولا أخرى لتقليص التكاليف، دون الشعور بأنها قد تدخل في متاهات لا حصر لها أمنيا وماليا وصحيا وتتحمل بذلك أخطاء المسؤولين والمستثمرين في هذا البلد أو ذاك. إضافة إلى ذلك نقل صورة سيئة عن السياحة في بعض الدول بالرغم من أنها تتمتع بما يميزها في جوانب عدة وقد لا تفوقها أي جهة أخرى. هذا يؤكد ما ثبت بالتجربة والعلم فعليا أن السير على الأقدام لتطوير الخدمات أو المنتجات السياحية لا يضاهيه حتى استخدام الخريطة المعلقة على الجدار، أو المجسم الموضوع على طاولة بحجم الغرفة لتحديد ماهية الحلول وكيفية الوصول إليها وحسب أي أولوية. إن من آثار تداعي هذا الجانب الاستثماري المهم والكبير هو فقدان عامل الجذب بتقادم كل ما يمكن أن يجذب السياح دون محاولة للتطوير، ناهيك عن فقد أو تلاشي الطبقة الوسطى المحركة للاستثمارات بأنواعها كافة، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فالنتيجة بالطبع غير محمودة؛ حيث تُفضَّل مواقع غربية أو شرقية مزعجة وغير لائقة. بعد ذلك يبدأ تشكي المستثمرين ومسؤولي السياحة من بعضهم بعضا مما يؤدي إلى انهيار الخدمات الواحدة تلو الأخرى وبالتالي دخول المتطاولين على السياحة ليحتكروا الخدمات ويتطاولوا على حقوق السياح منهين بذلك الأيام الباقية لما يمكن أن يسمى سياحة عربية.
أعتقد أن من الحلول العملية حاليا؛ تكثيف التنسيق بين الجهات المسؤولة من القطاعين العام والخاص، لكسب الوقت وإعادة البناء على أسس منهجية ومنظمة. كما أنه يمكن أن يفرض التكامل فيما بين الدول العربية لاحتواء كثير من المشكلات والمنغصات والسعي لتنظيم البرامج السياحية القائمة على تفويج الوفود السياحية. ثم لا بد من خلق حوار مع الشباب الذي تمكن من السفر والسياحة الخارجية، يضاف لهم المنتسبون للمعاهد أو الكليات السياحية وخريجو الجامعات الذين يبحثون عن عمل. يمكن أن نستفيد من مثل هذا الحوار في تطوير السياحة ووضع خطط مستقبلية قابلة للتنفيذ لأنها في النهاية منهم ولهم. تشكيل هيئات أو لجان مصغرة تمثل الجهات الإدارية المشرفة على المستوى الوطني يكون أعضاؤها من الشباب والشابات ويعملون على مدار الساعة مستخدمين التقنية بهدف قيادة المستقبل بالحفاظ على الموروث وتحسين الموجود وتطويره. التفكير في بدائل التمويل لإلغاء عملية الاحتكار وتحقيق الصالح العام في كل موقع، مع الاهتمام بمسألة التخطيط السياحي المنظم بناء على رغبات السياح المحليين والوافدين. هذا سيساعد المسؤولين على تحسين صورة الأداء العام وجعل السائح العربي أو الأجنبي يكتب التقدير الصحيح للعمر الجديد للسياحة العربية النظيفة، والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي