«شافي» .. حاج نيوزيلندي يعيش قصة سلام داخلي وسط المشاعر المقدسة

«شافي» .. حاج نيوزيلندي يعيش قصة سلام داخلي وسط المشاعر المقدسة

نشأته في عائلة غير مسلمة ظلت تشعره بفقدان شيء ما يملأ فراغ روحه، ما حدا بالنيوزيلندي "جورج ليثبردج" بالبحث الحثيث عما يملأ له هذا الفراغ الروحي.
اعتنق "جورج ليثبردج" ديانة تلو أخرى لعله يملأ فراغ قلبه ويجد ضالته التي ظل يبحث عنها مرارا وتكرارا، لكن ذلك لم يشف طمعه في راحته المنشودة.
وبعد بحث وقراءة واسعة عن الديانات وجد "جورج ليثبردج" نفسه يبحث ويتعمق حول الإسلام عبر الإنترنت، ومن خلال سماع بعض أصدقائه المسلمين، وصل به الحال إلى قراءة أخبار ومعلومات عن شعيرة حج بيت الله ومناسكه.
أصيب "جورج" بالإعجاب، وكان الحج بالنسبة له، أمرا بديع الجمال، وتاق بشدة أن يكون جزءا منه يوما ما، وبدأت تنتابه المشاعر الجياشة حيال ذلك، فكان يقرأ القرآن، ومر على آية تتحدث عن جهنم، فاهتدى أخيرا إلى الدين الصحيح ذي المعنى الحقيقي الذي ينشده طيلة حياته.
ذهب "جورج" إلى صديقه المسلم ليحدثه عن الدين الإسلامي، وما يؤمن به، ليبدأ على أثر ذلك صديقه بتعليمه الصلاة، داعيا إياه لاعتناق هذه الديانة الجديدة السمحة بالنسبة لـ"جورج"، حيث كان يشعر بالاطمئنان حينها، وأنه وجد ما يبعث الدفء لقلبه الخالي، وفي ذلك الوقت حل شهر رمضان المبارك، فصام "جورج" بضعة أيام منه وعمل بجميع التوجيهات التي وجدها على الإنترنت، إضافة إلى الأمور الدينية التي تعلمها من صديقه المسلم.
وبعد انتهاء شهر الخير والعطاء، خرج "جورج" من هذه التجربة وهو يعلم يقينا أنه سيكون مؤمنا يوما ما، لكن لا يعرف متى سيكون ذلك، وبعد إنهاء دراسته الجامعية قام بزيارة الشيخ الموجود في منطقته وناقشه في أمور الدين، عندها حسم "جورج" أمره ونطق بالشهادة في حينها، وغير اسمه إلى "شافي".
ومنذ خمسة أعوام، ظل "شافي" مصليا، صائما، خاشعا لله وحده، وحاجا لبيته في هذا العام 1444هـ من خلال وجوده ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، مؤكدا أنه ومنذ نطقه الشهادة أتته لحظة الراحة الخالصة التي طالما بحث عنها.
وقدم الحاج "شافي"، شكره لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة في لجان ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة لإتاحتهم الفرصة له أن يكون ضمن الضيوف.
وقال، "لقد أنعم الله علي بهذه الفرصة لتجربة الحياة في مجتمع إسلامي ورؤية أمتنا موحدة، وإن شاء الله سأنقل جميع ما رأيته واقتديت به إلى مجتمعي"، لافتا الانتباه إلى أن نيوزيلاندا لديها الآن 60 ألف مسلم والعدد في تزايد مستمر.

الأكثر قراءة