نمو قوي .. 80 % من الاتصالات عبر شبكات 5G بحلول 2028
تزداد شبكات الجيل الخامس 5G انتشارا حول العالم، حيث تعد الخطوة الكبيرة نحو تحقيق مزيد من الاتصال والسرعة في الإنترنت، وتعد هذه الشبكات أكثر سرعة وأداء من الجيل السابق، ما يسمح بتحسين تجربة المستخدمين على الإنترنت ودفع التطور التكنولوجي إلى مستويات جديدة، حيث توفر سرعات وسعات نقل بيانات أسرع بكثير وأوقات استجابة أقل، ويتوقع أن تساعد شبكات الجيل الخامس في دفع التطبيقات الجديدة والابتكارات التكنولوجية، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والسيارات الذاتية القيادة، وحتى الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تستحوذ شبكة الجيل الخامس على نحو 80 في المائة من جميع اتصالات الوصول اللاسلكي الثابت بحلول 2028.
وكشف تقرير حديث، أنه على الرغم من التحديات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي الكلي في بعض الأسواق، إلا أن مزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء العالم يواصلون الاستثمار في شبكة الجيل الخامس، حيث يواصل مزودي الخدمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاستثمار في الجيل الرابع 4G ويتوقع أن يرتفع عدد الاشتراكات به بمعدل 4 في المائة سنويا بين عامي 2022 و2028، ليبلغ نحو 60 في المائة من الإجمالي في المنطقة بنهاية الفترة، وسيرى النمو القوي في الاشتراكات بالجيل الخامس ارتفاعا، حيث سيشكل نحو 32 في المائة من الإجمالي في 2028، حيث تصدر مزيد من الدول تراخيص وتخصيصات تردد لتمكين الاستثمار في شبكات الجيل الخامس.
وفي منطقة الخليج على وجه الخصوص تعد دول مجلس التعاون الخليجي روادا في نشر وتقديم خدمات شبكات الجيل الخامس على المستوى العالمي، حيث تتميز بسياسات تنظيمية وأطر قوية، إضافة إلى المبادرات الحكومية التي تدفع تسارع نمو سوق الجيل الخامس، ومن المتوقع أن تنمو الاشتراكات بالجيل الخامس من 13 إلى 70 مليونا بين عامي 2022 و2028، ما يشكل 86 في المائة من إجمالي الاشتراكات بنهاية الفترة.
وفي الهند، وبعد إطلاق خدمات شبكة الجيل الخامس في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، بدأت سوق شبكات الجيل الخامس في الهند تشهد عمليات نشر ضخمة في إطار مبادرة الهند الرقمية، فيما كان الإقبال على اشتراكات الجيل الخامس في أمريكا الشمالية أقوى مما كان متوقعا في التوقعات السابقة، ففي نهاية 2022، كانت المنطقة تتمتع بأعلى نسبة انتشار للاشتراكات العالمية في شبكات الجيل الخامس، وصلت إلى 41 في المائة، وتشهد كل منطقة في جميع أنحاء العالم نموا في اشتراكات الجيل الخامس، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.5 مليار بحلول نهاية 2023، كما تستمر حركة بيانات شبكة الهاتف المحمول العالمية في النمو مع توقعات بأن يتجاوز متوسط الاستخدام العالمي الشهري لكل هاتف ذكي 20 جيجا بايت بحلول نهاية 2023.
وبلغ النمو في حركة مرور البيانات على الشبكات المحمولة نسبة 7 في المائة بين الربع الرابع من 2022 والربع الأول من 2023، فيما بلغ إجمالي حركة المرور الشهرية على الشبكات المحمولة العالمية 126 إكسابايت. وبالأرقام المطلقة، يعني ذلك أن حركة المرور على الشبكة المحمولة تضاعفت تقريبا في غضون عامين فقط، من 66 إكسابايت شهريا في الربع الأول من 2021. ويتم دفع نمو حركة المرور على المدى الطويل من خلال ارتفاع عدد اشتراكات الهاتف الذكي وزيادة حجم البيانات المتوسطة لكل اشتراك، التي يتم تغذيتها بشكل رئيس بزيادة مشاهدة محتوى الفيديو.
هذا ويشير التقرير الذي أصدرته شركة إريكسون أيضا إلى استمرار نمو الإيرادات في أسواق الجيل الخامس الرائدة، حيث تخطى الانتشار العالمي لاشتراكات الجيل الخامس المليار اشتراك، الأمر الذي أدى إلى نمو إيجابي في الإيرادات لمزودي خدمات الاتصالات في أسواق الجيل الخامس الرائدة، وبات الارتباط واضحا بين زيادة اشتراكات الجيل الخامس ونمو إيرادات الخدمات، وعلى مدار العامين الماضيين، أدى إدخال خدمات الجيل الخامس في أكبر 20 سوقا حول العالم إلى زيادة الإيرادات بنسبة 7 في المائة. ويوضح هذا الاتجاه القيمة المتزايدة لشبكة الجيل الخامس، فضلا عن أنه يعود بالفائدة على المستخدمين ومزودي الخدمات على حد سواء.
وكشف التقرير أيضا أن شبكة الجيل الخامس تواصل تعزيز الابتكار في مجال عروض خدمات الهاتف المحمول، وبات من الملحوظ بشكل متزايد أن مزودي خدمات الاتصالات يقدمون حزم بيانات مع عديد من خدمات الترفيه الرائجة في أسواقهم، كخدمات البث التلفزيوني أو الموسيقي أو منصات الألعاب السحابية. ويقوم نحو 58 في المائة من مزودي خدمات الجيل الخامس بذلك حاليا بأشكال مختلفة.
وهناك أكثر من 100 مزود خدمات اتصالات، يشكلون نحو 40 في المائة من إجمالي مزودي خدمات الوصول اللاسلكي الثابت، يقدمون حاليا الوصول اللاسلكي الثابت عبر شبكة الجيل الخامس، كما يشهد الوصول اللاسلكي الثابت نموا قويا ينعكس بشكل جلي من خلال عدد مزودي خدمة الهاتف المحمول الذين يقدمون خدمات الوصول اللاسلكي الثابت ونسبة المزودين الذين يقدمون الوصول اللاسلكي الثابت عبر شبكة الجيل الخامس، ونسبة مزودي خدمات الاتصالات الذين يقدمون هياكل رسوم تستند إلى سرعة البيانات، إلى جانب مقدار حركة مرور البيانات التي يتم تقديمها، حيث يزداد عدد الاتصالات وحجم حركة المرور لكل اتصال.
ومع ذلك، ما زالت شبكات الجيل الخامس تواجه بعض التحديات أيضا، مثل تكلفة بناء البنية التحتية اللازمة وتأثيرها على بعض الصناعات المتأثرة بالتحول التكنولوجي، إلا أن الفوائد المحتملة منها تفوق التحديات، ومن المتوقع أن تسهم في تعزيز الابتكار والتنمية في مختلف أنحاء العالم.