خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة

خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة
خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة
خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة
خدمة الحجاج شرف تتوارثه الأجيال في مكة المكرمة

يوزّع الموظّف عامر عبدالله وأبناؤه الخمسة أكواب الشاي بالحليب الدافئ وقطع الخبز الطازجة ليلا على الحجّاج المنهكين، في تقليد يعتبره "شرفا" تتناقله الأجيال في مكّة المكرّمة. ومع بدء توافد الحجّاج لأداء مناسك الحجّ التي تنطلق الأحد، أعدّ عبدالله (45 عاما) نفسه لخدمتهم، ويقول قرب المسجد الحرام "خدمة الحجّاج شرف لا يُضاهيه شرف لأهل مكّة".
ويضيف الرجل "أهل مكّة هذه الأشياء طبيعيّة عندهم. والدي فعل ذلك وأهلي فعلوه والآن أفعله وأحاول أن أعلّم أبنائي".
ويتابع الرجل  أنّه "شرف تتوارثه الأجيال هنا"، قبل أن يناول رجلا عجوزا كوب شاي وزجاجة مياه.
ومنذ منتصف النهار، يعدّ عبدالله وأبناؤه دالات الشاي الساخن وأباريق الحليب ومئات قطع الخبز وزجاجات المياه وأكوابا صغيرة مصنوعة من الورق المقوّى.
ويضع عبدالله هذه المؤن في أكياس بلاستيكيّة مُحكمة الغلق، ويتمركز يوميا في الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام التي تفيض بالحجّاج من الجنسيّات كافّة.
ويقف مع أبنائه أمام فندق وينادي "شاي شاي"، ليتجمّع حوله الحجّاج المتعبون ومعظمهم من البسطاء بعد يوم طويل مليء بالعبادة والصلاة .
 وفي أرجاء مكة، ينتشر شباب يوزعون وجبات من الأرز والدجاج أو اللحم مجانا على الحجاج الذين يصطفون في طوابير طويلة لاستلام حصصهم. من بينهم رجل الأعمال الباكستاني المقيم في مكة فيصل الحسيني الذي يوزّع وجبات ساخنة يوميا منذ بداية شهر ذي الحجة بحسب الفرنسية.
وقال وهو يناول حقيبة بلاستيكية زرقاء لحجاج "شرف كبير خدمة ضيوف الله"، في إشارة للحجاج.
وقال العامل المصري محمود طلعت (47 عاما) وهو يتسلّم وجبته "أعتمد على هذه الوجبات (يوميا) لأنني غير قادر على توفير ثمنها". وتحت شمس حارقة، في ظلّ حرارة تتجاوز 42 درجة مئويّة، يقف شبان من أهل مكة يوزعون قوارير المياه المثلجة على الحجاج. ويوضح خرّيج كلية الهندسة حمزة طاهر (25 عاما) أنّه وأصدقاؤه يوزّعون المياه يوميا نيابة عن فاعلي خير.
وأوضح "نقوم بشراء المياه وتبريدها جيدا ثم نبدأ في توزيعها مرة أو اثنتين يوميا بعد الصلوات"، قرب سيارة نصف نقل محمّلة بصناديق المياه.
 

سمات

الأكثر قراءة