المصليات المتنقلة تجذب الشباب
كنا إلى وقت قريب إذا خرجنا في نزهة مع العائلة أو بعض الأصدقاء نجد الناس جماعات تبحث عن المجموعة التي لديها سجاد للصلاة معها، خصوصا الذي يذهب إلى أحد أماكن النزهة في مدينة الرياض (الثمامة) أو غيرها من البراري، ولكن هذا المنظر ربما لم يعد يشاهد إلا قليلا، إذ شرعت بعض المكاتب الدعوية والتوجيهية منذ سنوات قريبة إلى إيجاد ما يسمى ''المصلى المتنقل''، وهو مشروع دعوي نفذته مكاتب الدعوة والإرشاد ونفذه جهاز التوجيه والإرشاد في الحرس الوطني في المنطقة الشرقية.
جاءت فكرة المصليات - كما يذكر - على يد مواطن سعودي من محافظة المجمعة وليد بن محمد أبانمي، وقد أصبحت اليوم من أفضل الوسائل الدعوية لإيجاد مصليات أو مساجد مجهزة ومتنقلة في عديد من المناطق التي يزدحم فيها المتنزهون الذين لا يوجد حولهم أي مسجد, وقد كان لها أكبر الأثر في نفوس الناس.
وهي أيضا مشاهدة في جدة حسب الشباب المتابعين لهذا الأمر، ويركز المشروع على فرضي المغرب والعشاء خلال العطلة الأسبوعية ويوميا خلال العطلة الصيفية، بينما تشمل الحافلات الدعوية التي نفذها مركز الدعوة والإرشاد في منطقة الجوف - سكاكا ''حافلة صغيرة وعلى هيكلها الخارجي طلاء ملون كتب عليه عبارات دعوية ورسوم مميزة تأخذ طابعها الرسمي بكتابة اسم الجهة التي تتبعها بالتعاون مع أحد التسجيلات الإسلامية، وتحتوي السيارة على رفوف منظمة ومملوءة بالأشرطة الدعوية والكتيبات الإسلامية الصغيرة وتزود السيارة بسماعات متنقلة يمكن تحريكها وتشغيلها على مسجل السيارة''.
وفكرة هذا المشروع الدعوي الجميل تقوم على تجهيز بعض السيارات وفرشها بسجاد للصلوات، وإحضار بعض جوالين الماء للاستفادة منها أثناء الوضوء للصلاة مع بعض الأباريق وأجهزة الصوتيات ويشرف على ذلك بعض الدعاة الذين يتبعون بعض المكاتب الدعوية، وفي يقيني أن مثل هذه المشاريع تعد جذبا كبيرا للشباب لأداء الصلاة، وقد يكون بعضهم جاء وهو ينوي أداء الصلاة في وقتها، ولكن في النهاية دفع المشروع كثيرا من الشباب لأداء الصلاة في وقتها، وهو مشروع يغلب على القائمين عليه الوعظ والدعوة بالكلمة الطيبة، دون مواجهة وهذا هو الأهم (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وهذا ما يحتاج إليه جيل اليوم وجيل المستقبل. من يشاهد مثل هذه المصليات يفرح كثيرا، ولا سيما من يغمر قلبه حب الدين وحب الإيمان، والمؤمل أن تنتشر مثل هذه الوسائل كي تسهم في محافظة الناس على واجباتهم الدينية، وهذا يحدث - ولله الحمد - إقبالا كبيرا على الدين والتمسك به بعيدا عن الرسميات مع أن القائمين على هذه المشاريع جهات رسمية ممثلة في مكاتب الدعوة في بعض المناطق والمحافظات، وما دام مثل هذه الأفكار البسيطة تؤتي أكلها، فإن دعمها والمساهمة فيها دون شك له أجره عند الله، ونتمنى أن يشعر كل منا بأهمية دوره لخدمة دينه سواء عبر هذه الوسائل أو غيرها من الوسائل الأخرى التي تسهم في محافظة الشباب على صلواتهم وحرصهم على كل عمل يفيد المجتمع، ونتمنى أن يكون هذا هو ديدننا جميعا لتحقيق ما يحبه الله ويرضاه.