أسرع وتيرة نمو لإيرادات السينما السعودية .. قفزت من 15 % إلى 40 %

أسرع وتيرة نمو لإيرادات السينما السعودية .. قفزت من 15 % إلى 40 %

لطالما لعبت الفنون دورا محوريا في تشكيل الوعي لدى المجتمعات على مر العصور، فالفنون بشتى أنواعها تتجاوز كل الفوارق اللغوية منها والثقافية، لتمكن الشعوب من مد جسور التواصل والتقارب والتعارف فيما بينها.
وتأتي السينما كواحدة من أكثر الفنون تأثيرا في المجتمع الحديث، وجزءا رئيسا من المشهد الثقافي المجتمعي، انطلاقا من دورها المهم في إعادة تشكيل ثقافة المجتمع، وفكره، لتصبح بذلك من أقصر الطرق وصولا وتأثيرا لعقل الجمهور وتفكيرهم ووجدانهم.
وشهد قطاع السينما في المملكة أخيرا، قفزات نوعية وتقدما كبيرا، وذلك نتاج للجهود المتواصلة التي تقدمها المملكة لتعزيز صناعة السينما، كونها أحد القطاعات الثقافية الأسرع نموا وعنصرا مهما في صناعة الترفيه.
‏وتأتي هذه الجهود المبذولة في قطاع السينما، عبر أعمال وإسهامات تحاكي التطور الثقافي والحضاري، من خلال إقامة مهرجانات سينمائية محلية ودولية منها "مهرجان البحر الأحمر"، و"مهرجان أفلام السعودية"، لتصبح بهذا مركزا للإبداع والتميز، وبيئة جاذبة تستقطب المخرجين والممثلين والفنانين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وتوفر فرصا استثمارية من خلال الدعم المالي للمشاريع السينمائية المحلية، الذي يقدمه الصندوق الثقافي.
وفي هذا الصدد حرصت المملكة على دعم صناعة الأفلام، وأسست عديدا من الجهات الداعمة، من بينها "هيئة الأفلام" التي تهدف إلى بناء وتنمية قطاع أفلام سعودي إبداعي وتعزيز قدراته على مستوى الأسواق المحلية والدولية، كما تعمل على تشجيع الكوادر الوطنية في قطاع الأفلام، إذ تم تجهيز 66 صالة سينما بأحدث التقنيات في 20 مدينة حول المملكة، بإجمالي 607 شاشات عرض، وقدرة استيعابية تصل إلى 62,530 مقعدا، ويتم تشغيل هذه الصالات بواسطة سبع شركات عالمية، ما يوفر تجربة سينمائية فريدة ومتنوعة للجمهور.
وأكد عبدالله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، تطور صناعة السينما المحلية، وسعيها إلى أن تصبح مركزا عالميا لإنتاج الأفلام، مشيرا إلى أن الإيرادات السينمائية في المملكة في الوقت الحالي تحظى بأسرع وتيرة نمو لتقفز بذلك إيراداتها من 15 في المائة إلى أكثر من 40 في المائة، من خلال المشاركة في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث كانت هيئة الأفلام قد أطلقت برنامجها التنافسي لحوافز الاسترجاع النقدي بنسبة 40 في المائة العام الماضي في المهرجان، لتشجيع منتجي الأفلام المحليين والإقليميين والدوليين لإقامة أعمالهم الإبداعية في المملكة.
من جانبها تلعب الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، دورا حاسما في رقابة وتصنيف المحتوى، بناء على معايير دقيقة تهدف إلى حماية المجتمع وتعزيز قيمه لكونها السلطة الرسمية والمسؤولة عن جميع الأفلام التي تعرض على شاشات دور السينما السعودية، حيث يتم التحقق من قيمة محتوى الفيلم لتحديد التصنيف العمري المناسب له، وفي حال دعت الحاجة لإجراء تعديل ما يتم التأكد من نوعية هذه التعديلات وجودتها قبل السماح بعرض الفيلم للجمهور.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، تم فسح وتصنيف أكثر من 153 عملا سينمائيا، وتضمنت هذه التصنيفات 28 فيلما سينمائيا، إضافة إلى 44 مقطعا تشويقيا سينمائيا، و27 عملا مرئيا خارج صالات السينما.
كما تم إصدار 47 ملصقا سينمائيا، وسبعة إعلانات تجارية لصالات السينما، لجذب الجمهور وزيادة الإقبال على الأعمال السينمائية.
وانطلاقا من سعي المملكة لرفع كفاءة صناعة السينما، فقد وفرت عديدا من مواقع التصوير المميزة لأفلام "هوليوودية" كبرى، حيث استضافت "العلا" فيلم الحركة والإثارة "قندهار" للمخرج ريك رومان ووه، من بطولة جيرارد بتلر، وفيلم الإثارة "ماتش ميكر" من إنتاج "نيتفليكس".
كما تبرز "نيوم" كأكبر منشأة حديثة في المنطقة، بأربع مراحل تشغيلية، وست مراحل أخرى من المقرر افتتاحها بحلول نهاية 2023، مقدمة الدعم لما مجموعه 30 إنتاجا، منها فيلم الملحمة التاريخي "محارب الصحراء" لروبيرت وايت، وبطولة أنتوني ماكي، ومسلسل المغامرة الخيالية "رايز أوف ذا وتشيز" - أكبر مسلسل تلفزيوني أنتج بالتعاون مع طاقم عمل سعودي -، وفيلم الكوميديا "دونكي" من إخراج راجكومار هيراني وبطولة النجم العالمي الشهير شاروخان.

الأكثر قراءة