النفط الصخري .. شركات منهكة تضغط على زر التوقف

النفط الصخري .. شركات منهكة تضغط على زر التوقف

في الأسبوع المقبل، تنظم كروس أسيت مانجمنت، وهي شركة مزادات في تكساس، مزادا على حفارتين غير مستعملتين من أفضل أجهزة الحفر.
الهياكل الشاهقة المصممة لحفر آبار النفط والغاز معروضة بأسعار بيع محروقة. كانت مقيمة بـ40 مليون دولار و30 مليون دولار عند بنائها في عام 2019، بينما تبدأ أسعار المزايدة عليهما عند 12.9 مليون دولار و2.3 مليون دولار، تباعا.
بحسب دان كروس، الرئيس التنفيذي لشركة المزادات التي تتخذ من سان أنطونيو مقرا لها، الذي يبيع معدات حقول النفط منذ أربعة عقود "لا يوجد سبب يجعلها رخيصة للغاية، لكن ليس هناك طلب".
تعد زيادة المعروض من المعدات علامة صارخة على أن الحفر في مناطق النفط الصخري في الولايات المتحدة آخذ في الاستقرار. في الوقت نفسه يستجيب المنتجون لانخفاض أسعار السلع الأساسية والضغط من وول ستريت الذي يستهدف توجيه السيولة الفائضة للمساهمين.
بعد صعود بطيء من أعماق الجائحة، انخفض عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة بنسبة 6 في المائة منذ بداية العام إلى 731 منصة في الأسبوع الماضي، وفقا لشركة بيكر هيوز لخدمات حقول النفط. كان نحو ألفي منصة عاملة في منتصف عام 2014، عندما كانت ثورة النفط الصخري في ذروتها. وفي الأسبوع الماضي، انخفض عدد الحفارات التي تعمل في البحر 16 حفارة أو ما نسبته 10 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ عام 2016.
قال مات جونسون، الرئيس التنفيذي لشركة برايماري فيجن لبيانات الطاقة "أصبح المشغلون اليوم أكثر تمييزا من أي وقت مضى"، مضيفا أن "الشركات المنتجة التي حصلت على مكاسب غير متوقعة من ارتفاع أسعار النفط والغاز العام الماضي كانت تراقب أسعار النفط قبل التعاقد مع أطقم حفر جديدة"، مشيرا إلى أن "الاقتصاد الإجمالي لا يزال في حالة من عدم اليقين الحذر والشركات الموردة والمنتجة تولي اهتماما".
في الوقت نفسه، تم الاستحواذ على مزيد من الشركات الخاصة التي شكلت جزءا كبيرا من الزيادة المتواضعة في نشاط الحفر الصخري العام الماضي من قبل الشركات العامة الغنية بالسيولة النقدية، التي تخضع لمزيد من التدقيق بشأن إعادة الأموال للمساهمين.
قال ناثان نيميث، المحلل في شركة وود ماكينزي الاستشارية "لقد كانت بالفعل محرك النمو. أما الآن فيتم شراء هذه الشركات الخاصة وإخراجها من العمل المستقل حيث كان الاتجاه يمثل تباطؤا في النمو".
في الآونة الأخيرة، استحوذت شركة ميتادور ريسورسيز، المدرجة في بورصة نيويورك، على شركة بيرميان أدفانس إنيرجي للحفر، المدعومة من الأسهم الخاصة، مقابل 1.6 مليار دولار. بينما اشترت شركة أوفينتيف العامة أصولا بقيمة 4.3 مليار دولار من شركة إنكاب إنفستمنتس الشهر الماضي.
في غضون ذلك يتجه إنتاج النفط الخام والغاز الجاف في الولايات المتحدة نحو تحقيق أرقام سنوية جديدة قياسية هذا العام، وفقا لإدارة معلومات الطاقة. لكن مع وصول الحفر إلى مرحلة الاستقرار، فقد بدأ النمو في التباطؤ.
بين عامي 2012 و2014 سجل إنتاج الولايات المتحدة من النفط ارتفاعا تجاوز مليون برميل يوميا ووصل ذروته عند 13 مليون برميل في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019. وتقول إدارة معلومات الطاقة "إن الإنتاج سيرتفع 200 ألف برميل يوميا فقط خلال الـ12 شهرا المقبلة ليبلغ 12.6 مليون برميل يوميا.
تحسنت إنتاجية الآبار في الأعوام الأخيرة مع تطوير الشركات مهاراتها في اختراق الموارد الصخرية، لكنها بدأت في الانخفاض في بعض المناطق التي كانت يوما غزيرة الإنتاج مثل حقل باكن في داكوتا الشمالية، حيث ارتفع إنتاج النفط الجديد لكل منصة من نحو 100 برميل يوميا في 2007 إلى أكثر من 2700 برميل يوميا في 2020، لكنه انخفض منذ ذلك الحين إلى أقل من 1700 برميل يوميا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة.
أدى ضعف أسعار الطاقة إلى زيادة التراجع في عمليات الحفر في الولايات المتحدة. استقرت أسعار النفط الأمريكي عند أقل من 71 دولارا بقليل يوم الثلاثاء، متراجعة أكثر من 40 في المائة بعد أن أدت الحرب الروسية - الأوكرانية إلى تجاوزها 120 دولارا للبرميل العام الماضي. وانخفضت أسعار الغاز القياسية في الولايات المتحدة نحو الثلثين خلال الفترة نفسها، إلى ما يزيد قليلا على دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
أشارت شركات إنتاج الغاز المتداولة في البورصات، بما فيها شيسابيك إنيرجي وكومستوك ريسورسيز -إلى جانب مجموعة من الشركات الخاصة- إلى أنها ستخفف هذا العام عمليات الحفر في حوض هاينزفيل الصخري الذي يمتد عبر تكساس ولويزيانا.
قال أنتوني بيتريلو، الرئيس التنفيذي لشركة نابورز إنداستريز لمقاولات الحفر، في مكالمة أرباح أخيرا "فيما يتعلق بأسواق الغاز، من الواضح أننا نشهد انخفاضا مفاجئا. عندما جاءت نهاية آذار (مارس) ضغط كثير من هؤلاء الأشخاص على زر التوقف".
مثل منافساتها، سعت شركة نابورز إلى نقل منصات الحفر من الأحواض التي تركز على الغاز إلى المناطق المعروفة بتركيزها على النفط مثل حوض بيرميان المعروف بإنتاجه الغزير في غرب تكساس ونيو مكسيكو. وقالت شركة رايفال بريسيشين دريلينج في مكالمة مع المحللين أخيرا "إنها تخطط لنقل منصات الحفر الموجودة شمال الحدود إلى كندا".
يعتمد عديد من شركات التنقيب عن الغاز على بناء محطات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وهو منفذ مبيعات واعد لمنتجي الغاز المحليين في الولايات المتحدة. لكن هذه المشاريع تستغرق أعواما حتى تبدأ ولا توجد أي مشاريع جديدة مقرر لها البدء حتى أواخر عام 2024.
بالنسبة إلى كروس، البائع في المزاد، فقد فات الأوان. أوضح أنه يتطلع الآن إلى ما هو أبعد من السوق الأمريكية "الهشة"، باحثا عن مشترين مقيمين في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.
وقال "إننا نقوم بالتسويق في كل مكان، لكن العثور على المشتري في الخارج هو مسألة أكثر واقعية، على ما أعتقد حيث يوجد مزيد من المستخدمين النهائيين. على الأرجح الساحة الدولية هي المكان الذي ستجد فيه الحفارات سوقا".

الأكثر قراءة