البنك الأمريكي المتخصص في قروض الشركات الصغيرة ينجو من الإفلاس

البنك الأمريكي المتخصص في قروض الشركات الصغيرة ينجو من الإفلاس

ذكرت صحيفة «وول ستريت» البارحة الأولى أن دائنين رئيسيين وافقوا على تقديم نحو ثلاثة مليارات دولار لمجموعة سي أي تي للتمويل التي تعد من كبرى المجموعات التي تقدم قروضا للشركات الأمريكية الصغيرة التي كانت في الأسبوع الماضي على وشك الإفلاس.
وأفادت الصحيفة أن الشركة تمكنت من الحصول على موافقة الدائنين التي تعني أنه بوسع الشركة تجنب الإفلاس وتنفيذ إعادة هيكلة أوضاعها خارج محكمة التفليسة، وقام مجلس إدارة الشركة بدراسة الاتفاق البارحة الأولى.
وذكرت وكالة بلومبرح للأنباء المالية أن مجموعة سي أي تي سجلت خسائر تقدر بثلاثة مليارات دولار خلال الثمانية أرباع الماضية وهناك سندات بقيمة مليار دولار ذات معدلات فائدة متغيرة مقرر استحقاقها الشهر المقبل، وأضافت الصحيفة نقلا عن أشخاص رفضوا الإفصاح عن هويتهم مطلعين على الاتفاق، أن هذا الاتفاق سيكلف الشركة معدلات فائدة عالية ولن يوفر علاجا دائما للاحتياجات طويلة الأمد للشركة.
ومن شأن الإفلاس أن يبث الفزع في سلسلة من الشركات الصغيرة التي تعتمد على المجموعة مثل شركات التجزئة التي تحاول الاستعداد لمبيعات موسم الكريسماس، وعقدت المجموعة التي تقدم قروضا بنحو مليون من الشركات الصغيرة والمتوسطة مباحثات على مدار اليوم لمناقشة كيفية حصولها على المساعدة.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد رفضت التدخل لمساعدة المجموعة، ويختلف الاقتصاديون والسياسيون حول مدى القلق الذي قد يسببه إفلاس مجموعة سي أي تي بالنسبة إلى الاقتصاد الأمريكي حيث إنه سيصبح أكبر بنك ينهار منذ انهيار مجموعة واشنطن ميوتوال في الخريف الماضي ويخشى البعض أن يؤدي الإفلاس إلى إعاقة الانتعاش المؤقت الذي تشهده البلاد من الركود العميق، ولكن مجموعة سي أي تي ليست مهمة للغاية للنظام المالي مثل بنك ليمان براذرز الذي أدى انهياره إلى انهيار بورصة وول ستريت تقريبا خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، وتقدم مجموعة سي أي تي قروضا في الغالب لشركات التجزئة وشركات التصنيع الصغيرة وليس لها معاملات دولية مثل التي كان يحظى بها ليمان براذرز.
وتلقت المجموعة بالفعل 2.3 مليار دولار على هيئة قروض طارئة من الحكومة، وفقا لما ذكرته وسائل إعلامية أمريكية فإن إدارة أوباما منقسمة حول ما إذا كان يتعين عليها تقديم مزيد من المساعدات للمجموعة أم لا.
على صعيد السوق، ارتفعت الأسهم الأمريكية أمس مواصلة مكاسبها في أعقاب أفضل أسبوع تشهده وول ستريت على مدى أربعة شهور وبعدما أبرمت سي أي تي صفقة قد تجنبها الإفلاس ما بدد جانبا من عدم التيقن في وقت يتعافى فيه القطاع المالي من أزمة عميقة.
وصعد مؤشر «داو جونز الصناعي» لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 54.03 نقطة أي ما يعادل 0.62 في المائة ليصل إلى 8797.97 نقطة، وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 5.54 نقطة أي 0.59 في المائة مسجلا 945.92 نقطة.
وتقدم مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 7.14 نقطة أي 0.38 في المائة إلى 1893.75 نقطة، تراجع الدولار بوجه عام أمس ليسجل أدنى مستوياته في ستة أسابيع أمام اليورو في ظل إقبال المتعاملين على الأصول ذات المخاطر وارتفاع أسعار الأسهم بفضل التكهنات بنتائج أعمال قوية للشركات.
وأسهم تنامي شهية المتعاملين للإقدام على مخاطر في ارتفاع اليورو إلى نحو 1.4235 دولار وفقا لبيانات وكالة رويترز ليسجل أعلى مستوياته منذ أوائل حزيران (يونيو) الأمر الذي دفع الدولار إلى أدنى مستوياته منذ ستة أسابيع أمام سلة من العملات، وبين بعض المتعاملين في السوق أن خطة إنقاذ حجمها ثلاثة مليارات دولار لمجموعة سي أي تي الأمريكية ساعدت أيضا على ارتفاع إقبال المستثمرين على المخاطر.
وواصلت الأصول التي يعتقد أنها تنطوي على مخاطر عالية بما في ذلك الأصول المقومة باليورو والجنيه الاسترليني والدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي مكاسبها بعد أن انتعشت الأسبوع الماضي عندما اعتبر المستثمرون نتائج أعمال الشركات الأمريكية علامة إيجابية على تحسن الاقتصاد.

الأكثر قراءة