طلب مرتفع على العمالة في السوق الألمانية .. 1.75 مليون وظيفة خلال الربع الأول

طلب مرتفع على العمالة في السوق الألمانية .. 1.75 مليون وظيفة خلال الربع الأول

تراجع عدد الوظائف الشاغرة في سوق العمل الألمانية في الربع الأول من العام الحالي على نحو ملحوظ مقارنة بالمستوى القياسي الذي سجله في الربع الأخير من 2022.
وأوضح المعهد الألماني لأبحاث سوق العمل والتوظيف "أي إيه بي" التابع للوكالة في مدينة نورنبرج أن نتيجة المسح الذي أجراه بين الشركات أظهرت أن عدد الوظائف الشاغرة في الربع الافتتاحي من 2023 تراجع بمقدار 237 ألف وظيفة ليصل إلى 1.75 مليون وظيفة.
وعلى أساس سنوي، تراجع عدد الوظائف الشاغرة في الربع الأول على نحو طفيف بمقدار 7700 وظيفة فقط مقارنة بالربع الأول من 2022، وفقا لـ"الألمانية".
ووفقا للمعهد، كان هناك في الشهور الثلاثة الأولى من 2022 نحو 150 عاطلا لكل 100 وظيفة معلن عنها، ووصل هذا المعدل في غرب ألمانيا إلى 140/100 وفي شرق ألمانيا إلى 200/100.
من جانبه، قال الكسندر كوبيس الباحث في سوق العمل في المعهد "مقارنة بالربع السابق، فإن هذا يعني بعض التهدئة في سوق العمل لكن الطلب على العمالة لا يزال مرتفعا كما كان".
ويقوم المعهد بفحص مجمل الوظائف المعروضة بما في ذلك أيضا الوظائف التي لم يتم إبلاغ وكالات العمل بها، وذلك من خلال مسح الوظائف الذي يجريه أربع مرات سنويا. وشمل مسح المعهد في الربع الأول نحو 7100 رب عمل من كل قطاعات الأعمال في ألمانيا.
وفي سياق الشأن الألماني، رحبت الرابطة الاتحادية لشركات الصناعة الألمانية "بي دي آي" بموافقة الحكومة الألمانية على استحواذ مجموعة كوسكو الصينية الحكومية على جزء من محطة حاويات في ميناء هامبورج.
وقالت تانيا جونر الرئيسة التنفيذية للرابطة في تصريحات أمس، "إن قرار الحكومة الألمانية بالموافقة على حصة الأقلية أمر جيد بالنسبة إلى ألمانيا كبلد استيراد وتصدير ومقر استثماري".
وأضافت جونر أن "القدرة التنافسية الاقتصادية والسيادة التكنولوجية لألمانيا والاتحاد الأوروبي تتطلبان انفتاحا مبدئيا على الاستثمارات الأجنبية بما في ذلك أيضا الاستثمارات القادمة من الصين".
وتابعت جونر أن "الصين هي أكبر شريك تجاري لألمانيا ولميناء هامبورج، والمساهمة ستعزز التعاون بين الشريكين والقدرة التنافسية للميناء، إضافة إلى الموقع اللوجستي وبالتالي ستعزز ألمانيا كدولة صناعية".
ورأت جونر أنه من المعقول توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية مع الصين حتى رغم التوترات الجيوسياسية المتنامية، وقالت "إن الوصف الثلاثي للصين كمنافس ومنافس منهجي وشريك تجاري، وهو الوصف الذي قدمته المفوضية في عام 2019 وتم التأكيد عليه في اتفاق الائتلاف الحاكم في ألمانيا، يمثل النهج الصحيح في التعامل مع الصين".
يشار إلى أنه بعد خلاف استمر لشهور، قررت الحكومة الألمانية أمس الأول بناء على قرار لمجلس الوزراء صادر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي الإفراج عن حصة أقلية لمجموعة كوسكو لا تزيد على 24.99 في المائة في محطة "تولرورت".
وكانت المجموعة الصينية تسعى في الأساس إلى الاستحواذ على حصة بـ35 في المائة في الشركة المشغلة للمحطة مقابل ترقية المحطة لتصبح نقطة الشحن والتفريغ المفضلة في أوروبا، لكن هذه الخطوة قوبلت باحتجاجات من عدة وزراء اتحاديين.
وكانت مجموعة "إتش إتش إل إيه" للوجستيات الموانئ في هامبورج أعربت عن ارتياحها للقرار وأكدت أنه من الممكن الآن ترقية محطة تولرورت لتصبح نقطة شحن وتفريغ مفضلة لمجموعة كوسكو، عميل "إتش إتش إل ايه" منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أنه بذلك يمكن تركيز تدفقات الشحن بين آسيا وأوروبا في هذه المحطة.
إلى ذلك، دعت نقابة العاملين في السكك الحديدية والنقل "إي في جي" في ألمانيا أمس، إلى تنظيم إضراب تحذيري في كل أنحاء البلاد لمدة 50 ساعة تبدأ من مساء الأحد المقبل في سعي من النقابة إلى إصابة حركة النقل في السكك الحديدية بالشلل للضغط على أرباب العمل في نزاع الأجور.
وأوضحت النقابة أنه من المنتظر تنظيم الإضراب في الفترة بين العاشرة مساء يوم الأحد حتى منتصف الليل يوم الثلاثاء في قطارات المسافات البعيدة والقطارات الإقليمية وقطارات نقل البضائع.
من جانبها، قالت شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان"، "إنها تتوقع أن يؤدي الإضراب إلى تأثيرات كبيرة في مجمل حركة القطارات، وإضافة إلى ذلك يجب أن يوضع في الحسبان أيضا حدوث تأثيرات كبيرة في مجمل حركة نقل البضائع في عموم أوروبا".
تجدر الإشارة إلى أن ستة من كل عشرة ممرات شحن أوروبية تستخدم شبكة السكك الحديدية الألمانية. وأعلنت الشركة عن تقديم تسويات منصفة للعملاء المتضررين من الإضراب في قطاع نقل الركاب.
من جانبه، انتقد مارتين زايلر مدير شؤون العاملين في الشركة الإضراب ووصفه بأنه "أخرق" و"مبالغ فيه تماما"، وقال "بدلا من البحث عن حلول توافقية تسعى نقابة (إي في جي) إلى شل حركة البلاد لمدة 50 ساعة على نحو لا يمكن تصديقه. إنه يشبه إضرابا كاملا بدون إجراء تصويت عام".
ويأتي هذا بعد إضراب العاملين في السكك الحديدية على مستوى البلاد في أبريل الذي تسبب في شل حركة القطارات، كما أنه تزامن مع إضرابات في مطارات ألمانية أعلنها أعضاء من اتحاد آخر.
ويسعى الاتحاد، الذي يتفاوض نيابة عن 230 ألف موظف من بينهم 180 ألفا يعملون في "دويتشه بان"، إلى رفع الأجور 12 في المائة أو زيادتها 650 يورو "715 دولارا" على الأقل شهريا.
واقترحت "دويتشه بان" زيادة 10 في المائة للعاملين من ذوي الأجور المنخفضة والمتوسطة و8 في المائة لأصحاب الأجور المرتفعة، مع تطبيق هذه الزيادات على مراحل.

سمات

الأكثر قراءة