الإجماع .. ميزة تدقيق الحقائق على تويتر
أعتقد أنني تذمرت بصوت عال في تشرين الثاني (نوفمبر) عندما سمعت إيلون ماسك يعلن أن مهمته هي جعل منصة تويتر "أدق مصادر المعلومات حول العالم على الإطلاق".
في النهاية هو رجل لم يظهر على وجه الخصوص التزاما شديدا للحقيقة في الماضي. في 2018، قال ماسك في تغريدة شهيرة الآن إنه قد حصل على "التمويل المضمون" لجعل "تسلا" شركة خاصة "صفقة لم تتحقق أبدا". وفي 2020، غرد بأن الأطفال لديهم مناعة في الأساس من كوفيد - 19 "اتضح أن ذلك خاطئ".
لكن هناك ميزة في منصة التواصل الاجتماعي التي يبدو أن ماسك متحمس حقا بشأنها، التي ستغير الأمور فيما يتعلق بتدقيق الحقائق المبني على الإنترنت: Community Notes، أو ملاحظات المجتمع.
"ملاحظات المجتمع" هي ميزة تسمح للمستخدمين بـ"إضافة سياق" تحت تغريدات الآخرين إذا كانوا يعتقدون أنها تحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة. تسبق نشأتها استحواذ ماسك على "تويتر"، جربت لأول مرة في الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) 2021، لكنها كانت تسمى Birdwatch، أو "مراقبة الطيور"، كان ماسك يقول "إن الاسم يشعره بالخوف" حتى نوفمبر، لكنها توسعت منذ تولى المؤسس المشارك لـ"تسلا" القيادة.
يمكنك أن تنظر إلى الميزة على أنها نظام محاربة للمعلومات المغلوطة عن طريق الحشد الجماعي: يستطيع المساهم إضافة ملاحظة إذا شعر بأن التغريدة خاطئة أو تحتاج إلى سياق إضافي، ثم يطلب من المساهمين الآخرين التصويت على إذا ما كانت هذه الملاحظة "مفيدة" أم لا. إذا قرر عدد كاف من المساهمين أنها مفيدة فستظهر الملاحظة تحت التغريدة الأصلية "حتى في التغريدات المضمنة في مواقع أخرى، ميزة أعلن عنها الأسبوعين الماضيين". إن لم تكن مفيدة، فلن يراها مستخدمو تويتر الآخرون.
تختلف "ملاحظات المجتمع" عن تدقيق الحقائق التقليدي -الذي أعتقد أنه قد يكون ذا قيمة لكنه استخدم بشكل كبير كسلاح سياسي- بعدة طرائق مهمة.
الطريقة الأولى والأكثر وضوحا هي حقيقة أنها تعمل عن طريق الإجماع بدلا من رأي شخص واحد تقلل من احتمالية الأخطاء الفردية أو الانحياز وتأثيرهما. ثانيا، لا تطلق الميزة على نفسها "تدقيق الحقائق"، بل ما يظهر لنا هو "سياق أضافه القراء". هذا فرق مهم، إنها طريقة تعامل الحقائق على أنها معقدة ومحل نزاع ومتغيرة، بدلا من الاعتقاد أنها مباشرة ولا جدال فيها وثابتة دائما. أخيرا، بخلاف مواقع تدقيق الحقائق العادية وبقية "تويتر"، "ملاحظات المجتمع" مجهولة الهوية تماما، ما يعني أن الحافز الطبيعي لإظهار الفضيلة في الشخص غير موجود وحتى جمع النقاط.
إنه ليس نظاما مثاليا. تقول "تويتر"، "إنه حالما يصنف عدد كاف من المساهمين فقط ممن لديهم وجهات نظر مختلفة ملاحظة ما فإن حالتها تصبح مفيدة". كما تقول "إن التقييم يكون من خلال النظر إلى كيف صنف الناس الملاحظات في السابق لا من خلال جمع المعلومات مثل الجنس أو التوجه السياسي. يبدو كل هذا معقولا، لكن من الصعب ضمان أن مجموعة المساهمين متنوعة بما يكفي في البداية". ما مدى اختلاف وجهات النظر المتباينة هذه، وهل الوسطى في المركز أم منحرفة قليلا إلى الجانب؟
علاوة على ذلك، من غير الواضح كيفية ضمان التوازن من ناحية أي التغريدات تحصل على سياق مضاف إليها. معظم التغريدات التي رأيت فيها "ملاحظات المجتمع" كانت من الأشخاص في اليسار، مثل مهدي حسن مقدم في قناة "إم إس إن بي سي" الأسبوع ما قبل الماضي، بعد ادعاء قدمه عن معدلات العنف بين الأعراق. رد حسن على السياق المضاف الذي كان، في وجهة نظري، عادلا ومبررا بقوله "إن ميزة ملاحظات المجتمع قد أصبحت سلاحا آخر في يد اليمين في تويتر ماسك".
قد ينتهي الأمر بأن تصبح هذه مشكلة ذاتية التحقق: إذا لم ينخرط المستخدمون اليساريون كالآخرين، فستميل "ملاحظات المجتمع" نحو اليمين. تخبرني مولي وايت، مساهمة انضمت بينما كانت الميزة لا تزال تسمى "مراقبة الطيور"، وهي أيضا محررة في "ويكيبيديا" وتصف نفسها بأنها "يسارية"، بأنها توقفت إلى حد كبير عن المساهمة في النظام منذ استحواذ ماسك. "لم أكن مهتمة بالعمل مجانا لتويتر أبدا حتى تحت الملكية السابقة، خاصة الآن تحت قيادة إيلون ماسك"، كما تقول.
لكن على الرغم من عدم كمالها، فإن "تويتر" تقدم نموذجا لطريقة أكثر عدلا وشفافية لتصحيح الأكاذيب وتقديم السياقات المفقودة على الإنترنت. كما أن الشركة قد اتخذت خطوة جذرية إلى حد ما بسماحها بأن تكون هناك "ملاحظات مجتمع" على الإعلانات "فوز للمستهلكين، بالتأكيد، رغم أن المعلنين قد لا يشعرون بالأمر نفسه".
أعطي دونالد ترمب حاليا احتمالية 5/2 للفوز بالانتخابات الرئاسية العام المقبل. القدرة على تصحيح المعلومات الخاطئة والمضللة سريعا قبل انتشارها عبر الإنترنت أصبحت مهمة أكثر من ذي قبل. قد لا ينفذ ماسك دائما ما يعظ به. لكن ذلك لا يعني أن مواعظه خاطئة دائما.