انهيار بنك أمريكي لتمويل الشركات الصغيرة يلوح في الأفق
تمتعت الأسهم العالمية باندفاع قوي هذا الأسبوع بعد صدور موجة من بيانات الأرباح المطَمْئِنة، خصوصاً من قطاع البنوك، وعلامات تشير إلى أن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة من التعافي، ما شجع المشترين على الدخول من جديد إلى السوق. لكن الدلائل على «البراعم الخضراء» في مختلف البلدان ظلت على نحو عنيد خفيفة وقريبة من الأرض، وتشكلت غيمة داكنة في الأفق على شكل الانهيار المحتمل لبنك سي آي تي، وهو بنك أمريكي يتعامل في قروض الشركات الصغيرة.
وقالت لينا كوميليفا، رئيسة قسم اقتصاد السوق في مجموعة السبع لدى شركة تاليت بريبون Tullett Prebon: استعداد السوق للاندفاع بفعل الأرباح التي كانت أفضل من التوقعات، وتجاهُل البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، والأنباء عن أن بنك سي آي تي يواجه احتمال الإفلاس، كل ذلك يعطينا دليلاً إضافياً على أن هناك فائضاً من السيولة على الجوانب، على استعداد للدخول حين تنشأ الفرصة لتحسن الأحوال والأسعار».
في مايلي مزيد من التفاصيل:
تمتعت الأسهم العالمية باندفاع قوي هذا الأسبوع بعد صدور موجة من بيانات الأرباح المطَمْئِنة، خصوصاً من قطاع البنوك، وعلامات تشير إلى أن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة من التعافي، ما شجع المشترين على الدخول من جديد إلى السوق. لكن الدلائل على «البراعم الخضراء» في مختلف البلدان ظلت على نحو عنيد خفيفة وقريبة من الأرض، وتشكلت غيمة داكنة في الأفق على شكل الانهيار المحتمل لبنك سي آي تي، وهو بنك أمريكي يتعامل في قروض الشركات الصغيرة.
وقالت لينا كوميليفا، رئيسة قسم اقتصاد السوق في مجموعة السبع لدى شركة تاليت بريبون Tullett Prebon: «استعداد السوق للاندفاع بفعل الأرباح التي كانت أفضل من التوقعات، وتجاهُل البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، والأنباء عن أن بنك سي آي تي يواجه احتمال الإفلاس، كل ذلك يعطينا دليلاً إضافياً على أن هناك فائضاً من السيولة على الجوانب، على استعداد للدخول حين تنشأ الفرصة لتحسن الأحوال والأسعار». هذه التعليقات تكررت على لسان كريس إيجو، كبير الإداريين الاستثماريين للدخل الثابت لدى شركة أكسا لإدارة الاستثمار Axa Investment Managers.
وقال: «طالما تظل خلفية الاقتصاد الكلي ضعيفة، ستستمر البنوك المركزية في مساندة النمو القوي للسيولة، إلى أن يتضح لها أن آلية التحويل النقدي قد صلحت وأخذ النشاط يدب في نمو الائتمان على نطاق واسع، وهي أمور لم تحدث حتى الآن. نتيجة لذلك فإن التحسن المدفوع بالسيولة في الأسواق يمكن أن يستمر، وهذا يمكن بالتالي أن يكون له أثر ومضامين إيجابية في الاقتصاد الحقيقي».
هذا الأسبوع كانت هناك أدلة قوية على أن صفقة التحفيز في الاقتصاد الصيني عملت على تعزيز الطلب المحلي في وجه تراجع الصادرات. وحقق الناتج المحلي الصيني نسبة نمو مقدارها 7.9 في المائة في الربع الثاني من العام، بعد أن كانت النسبة 6.1 في المائة في الربع الأول، وأشارت بيانات أخرى إلى الارتفاع الكبير في إقراض البنوك وعرض النقود. وهناك بيانات قوية محلية أخرى أظهرت اندفاعاً بنسبة 20 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي في سنغافورة.
وقال كريستيان برودا، وهو اقتصادي لدى بنك باركليز كابيتال: «إن تعافي النمو الصيني خلال النصف الأول من العام كان أمراً لافتاً للنظر، ويشير إلى تكامل التعافي في بلدان الأسواق الناشئة في آسيا». لكن في حين أن التعافي الآسيوي حقق التكامل، إلا أن النمو الإيجابي يظل مراوغاً في الولايات المتحدة. تشير بيانات شهر حزيران (يونيو) إلى أن الولايات المتحدة مستمرة في التحول من نهاية السقوط الحر إلى النمو الإيجابي.
كان من شأن الأرقام المخيبة للآمال في مبيعات التجزئة الأساسية في الولايات المتحدة، والأرقام الضعيفة من نشرة البنك المركزي في فيلادلفيا حول نشاط المصانع، كان من شأن ذلك تعميق الإحساس بالوضع الهش للاقتصاد الأمريكي، رغم أنه كانت هناك بعض الجيوب من مواطن القمة في بيانات هذا الأسبوع.
نورييل روبيني، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك والمشهور بوجهة نظره المتشائمة حول الأسواق والأسعار، قال إن أسوأ مراحل الركود الاقتصادي انتهت الآن، ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة يمكن أن تحتاج إلى صفقة جديدة للتحفيز الاقتصادي من المالية العامة.
في أوروبا هبط مؤشر معهد ZEW حول ثقة المستثمرين الألمان للمرة الأولى منذ تشرين الأول (أكتوبر)، في حين أن الأنباء المقلقة حول سوق العمل البريطانية كذلك أثارت القلق لدى المستثمرين. ولكن هذه الأرقام لم تفعل شيئاً يذكر لتثبيط الاندفاع الكبير في أسواق الأسهم، حيث إن الأسواق الرئيسية سجلت أفضل أداء أسبوعي لها منذ أوائل أيار (مايو) وتحولت جميع الأنظار نحو موسم الأرباح. كانت النتائج طيبة بصورة خاصة من بنك جولدمان ساكس وبنك جيه بي مورجان وشركة إنتل. قال ديفد روزنبيرج، وهو كبير الاقتصاديين والمحللين الاستراتيجيين لدى شركة جلاسكين شيف Gluskin Sheff: «حيث إن مجموعة بنك سي آي تي تقدم التمويل لنصف قطاع الشركات الصغيرة، فإنها أكثر أهمية بكثير للاقتصاد من بنك جولدمان ساكس، الذي يتخصص في إنتاج الإيرادات من التداولات».في نيويورك سجل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 زيادة أسبوعية مقدارها 7 في المائة، وهو أفضل أداء أسبوعي له منذ أربعة أشهر. كذلك قفز مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بنسبة 7 في المائة. أما مؤشر فيكس Vix للتقلب، الذي يعرف باسم «مؤشر الخوف» لدى وول ستريت، فقد شهد تراجعاً حاداً على مدى الأسبوع حيث أقفل دون مستوى 25».
كان أداء طوكيو أدنى من الأسواق الأخرى، حيث أن اللبس السياسي قبيل الانتخابات العامة في نهاية الشهر المقبل أبقى السوق في حالة من الضغط وعدم الحرية في الحركة. ارتفع مؤشر «نيكاي 225» بمقدار 1.2 في المائة، ولكن كانت هناك مكاسب أقوى من ذلك في معظم أسواق المنطقة. كذلك كان هناك حتى أداء أقوى من ذلك من أسواق الأسهم في بلدان الأسواق الناشئة غير الآسيوية، حيث قفز مؤشر الأسهم في موسكو بنسبة 11 في المائة، وفي بومباي ارتفع المؤشر بنسبة 9.2 في المائة.
الاندفاع في الأسهم مهد الطريق أمام المكاسب في الموجودات الخطرة الأخرى، مثل السلع. قفز الذهب من جديد إلى ما فوق مستوى 63 دولاراً للبرميل، وارتفع النحاس بنسبة 9.4 في المائة، وارتفع الذهب بنسبة 2.8 في المائة. كذلك استفادت الفروق في عوائد السندات من التحسن في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، حيث هبط مؤشر آي تراكس لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 700 نقطة أساس، أي أنه تقلص على مدى الأسبوع بنحو 70 نقطة أساس.
في أسواق العملات تراجع الدولار والين عن مركزهما كملاذ آمن، حيث إن هذا المركز تقلص بفعل التحسن في أسواق الأسهم. هبط الدولار بنسبة 1.2 في مقابل اليورو، وعانى خسائر أكبر في مقابل الريال البرازيلي والراند الجنوب إفريقي.
وهبطت السندات الحكومية بحدة، حيث إن الاندفاع في الأسهم أشعل فتيل جني الأرباح على مكاسب الأسبوع الماضي. وارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار 34 نقطة أساس، ليصل إلى 3.64 في المائة، في حين أن سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات ارتفع بمقدار ست نقاط أساس ليصل إلى 3.80 في المائة.