"فيكس1دي" مقياس جديد للخوف في "وول ستريت"
يمر مؤشر فيكس - مؤشر التقلب المعروف باسم "مقياس الخوف في وول ستريت" - بأكبر تغيير منذ أعوام، تزامنا مع إنشاء نسخة جديدة منه من شأنها تتبع توقعات تقلبات السوق على المدى القصير.
يعد مؤشر التقلب ليوم واحد، "فيكس1دي" Vix1d، الذي أطلقته بورصة شيكاغو لعقود الخيارات الإثنين، استجابة لتحول حدث أخيرا في أسواق المشتقات وأثار مخاوف بشأن فعالية وأهمية مؤشر فيكس الأصلي.
المؤشر الجديد يقيس التقلبات المتوقعة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في اليوم التالي للتداول، وليس الشهر التالي كما يفعل مؤشر فيكس.
روب هوكينك، رئيس قسم ابتكار المنتجات في بورصة شيكاغو لعقود الخيارات، قال في مقابلة مع فاينانشيال تايمز، إن الطفرة في تداول الخيارات قصيرة الأجل "أعطت إحساسا معينا للسوق بأن 30 يوما لم تكن توفر تمثيلا دقيقا (...) ونأمل أن يقدم المؤشر الأقصر مدى تطابق بشكل أفضل".
كان نحو نصف التداول في خيارات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حتى الآن هذا الشهر في عقود تنتهي صلاحيتها في يوم تداولها. مثل هذه العقود قصيرة الأجل تسمح للمتداولين بأخذ مزيد من المراكز المستهدفة حول فعاليات مثل إصدارات البيانات الاقتصادية أو اجتماعات السياسة النقدية، لكن النشاط لا يتم تضمينه في حساب مؤشر فيكس الرئيس.
تضاعفت أحجام التداول على المدى القصير أربع مرات تقريبا منذ بداية 2020، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى إضافة العقود الجديدة التي سمحت للمستثمرين بإجراء صفقات يوم الصفر (التي تنتهي صلاحيتها في يوم شرائها نفسه) كل يوم من أيام الأسبوع.
قال هوكينج إن مؤشر فيكس الأصلي "لا يزال يقيس ما كان مصمما لقياسه بالضبط"، مضيفا، "كان الناس يتطلعون إليه ليمنحهم نظرة عن التحركات التي لم يتم تصميمه مطلقا لالتقاطها (لذلك) كان من المنطقي أن نضيف مزيدا إلى مجموعة منتجات مؤشر فيكس".
ساعد مؤشر فيكس، الذي يصادف هذا الشهر مرور 30 عاما على إطلاقه، في إحداث ثورة في الأسواق الأمريكية من خلال استخراج أسعار الآلاف من عقود الخيارات المختلفة في رقم واحد، أصبح اختصارا لتوقعات المستثمرين بشأن تقلبات السوق.
تم تداول ما معدله 750 ألف عقد من عقود مؤشر فيكس الآجلة وعقود الخيارات يوميا خلال 2022، ويتبع المصرفيون المؤشر عن كثب، ويتخذونه مؤشرا لتوقيت صفقات جمع الأموال مثل العروض العامة الأولية.
لكن عديدا من المراقبين تفاجأوا بمدى هدوء المؤشر طوال فترة تراجع سوق الأسهم التي بدأت العام الماضي. كان أداء بعض صناديق الاستثمار التي اعتمدت على مؤشر فيكس للتحوط من انخفاض الأسهم أسوأ حتى من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأشمل في 2022. قال أحد كبار المصرفيين في مجال الاكتتابات العامة الأولية اعتاد استخدام المؤشر محفزا للجولات الترويجية للصفقات، "فيكس لا يعمل الآن كمؤشر".
وفقا لمختصين في مجال الخيارات، المؤشر لم يكن فيه خلل لكنه أصبح شائعا لدرجة أنه في الأغلب ما أسيئ استخدامه أو تبسيطه بشكل مفرط.
قال إدوارد مونراد، رئيس هيكل السوق في شركة أوبتيفر ـ صانعة سوق مقرها هولندا، "غالبا ما يساء فهمه. إنه بمعنى ما منتج ضيق إلى حد ما، فهو (...) ليس مقياسا لما حدث، أو ميل اتجاهي في مؤشر الأسهم، الذي يفترض الناس أنه قد يكون كذلك".
يميل مؤشر فيكس إلى الارتفاع عندما تنخفض الأسهم، لكنه قد يقفز إذا توقع المستثمرون تحسنا شديدا في الظروف. وعلى العكس من ذلك، إذا انخفضت الأسهم ببطء وثبات - كما حدث العام الماضي - قد يبقى منخفضا إلى حد ما.
قال روني إزرائيلوف، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة إن دي في آر والمدير السابق لاستراتيجيات الخيارات في أيه كيو آر، "مقياس الخوف ليس مفيدا. لقد فوجئ الناس بأداء الاستراتيجيات القائمة على العقود الآجلة لمؤشر فيكس العام الماضي (...) لكنه كان بطيئا (في أسعار الأسهم) في معظم العام. ونظرا للتقلب الأساسي في الأسهم، فليس من الواضح أن مؤشر فيكس أبدى سوءا في التصرف".
التركيز قصير المدى لـ"فيكس1دي" من المتوقع أن يجعل المؤشر أكثر تقلبا من الإصدار الأصلي الذي يركز على مدى يبلغ 30 يوما. في الفترة الأخيرة قفز مؤشر فيكس من 19 إلى 26.5 - فوق متوسطه على المدى الطويل، لكن ليس قريبا من المستويات المرتبطة عادة بالذعر. في المقابل قفز مؤشر فيكس1دي من 15.3 إلى 40.2.
في الوقت الحالي، ليس لدى البورصة خطط لتقديم عقود مرتبطة مباشرة بمؤشر اليوم الواحد. قال هوكينج إن تسوية التداولات المرتبطة بالمؤشر قصير الأجل ستثير تحديات عملية، لكنه أضاف، "إذا كان هناك طلب سنبحث دائما عن طرق لمنح السوق طرقا للتداول".
تنشر شركة بورصة شيكاغو لعقود الخيارات بالفعل عددا قليلا من المؤشرات البديلة بما فيها مؤشر فيكس لمدة تسعة أيام ومؤشر فيكس لعام واحد، لكنها تكافح للحصول على المستوى نفسه من الاهتمام الذي يحظى به المؤشر الأصلي.
مع ذلك، شجعت مجموعات التداول، مثل أوبتيفر، على إنشاء مؤشر جديد وقال هوكينج إن تطويره تم "نزولا عند رغبة العملاء".
إنها أيضا إشارة إلى أن البورصة تتوقع استمرار حماس المستثمرين الأخير للخيارات قصيرة الأجل، على الرغم من مخاوف بعض المحللين والمنظمين من أن ذلك قد يؤدي إلى تشويه الأسواق والتسبب في تقلبات حادة في السوق خلال اليوم.
قال هوكينج، "خيارات المدى القصير (...) هناك كثير من الأشخاص المختلفين الذين يستخدمونها، مع حالات استخدام مختلفة (...) لا أرى أن كل هذه الخيارات ستختفي بين عشية وضحاها".