رافاييلا بيمنتا: بعضهم يعتقد أنه وحده من يفهم في كرة القدم
كانت رافاييلا بيمنتا وكيلة كرة القدم البرازيلية في طريقها إلى جنازة مينو رايولا، شريكها في العمل، عندما تلقت مكالمة هاتفية من نادي ويست هام يونايتد. كان النادي اللندني يريد التفاوض بشأن عقد حارس المرمى ألفونس أريولا.
في تلك الأثناء، كان عملاء آخرون يحاولون سرقة لاعبيها. ولذلك، في لحظة من الانفعال، ظهرت الوكيلة الكبيرة الوحيدة في كرة القدم من وراء الكواليس لإدارة ما عده كثيرون في الرياضة عرض رايولا الانفرادي الأكبر.
بيمنتا ورايولا عملا معا لأكثر من 20 عاما. ترأس الهولندي-الإيطالي واجهة وكالتهما في موناكو، ون سبورت بزنس استراتيجي، التي تدير شؤون لاعبين من بينهم إيرلينج هالاند، وبول بوجبا وزلاتان إبراهيموفيتش.
توفي رايولا، أحد صانعي الصفقات الأكثر مهابة والأعلى أجرا في كرة القدم، في نيسان (أبريل) العام الماضي، عن عمر يناهز 54 عاما.
بيمنتا شخصية ترتدي ملابس باهظة الثمن، وتعد من بين أثرياء كرة القدم في بلدها، لكن هذه هوية مكتسبة. عندما التقت برايولا عام 2000 تقريبا، كان يوسع نطاق عملياته في البرازيل، حيث كانت تدرس القانون الدولي في جامعة عامة. تقول بالإنجليزية، إحدى لغاتها المتعددة، خلال زيارة أخيرة إلى لندن: "كانوا يدفعون لي، نحو ستة يوروهات في الساعة. بأجر قدره ستة يوروهات في الساعة، لن تتمكن من الدفع مقابل موقف السيارات حتى".
بعد أن تخلت عن درجة الدكتوراه، لحقت برايولا في موناكو، حيث تقول إنهما أصبحا شريكين متساويين. كان مكتبهما "بحجم طاولة، على الأرجح"، لذلك كانا يتناوبان على إجراء المكالمات الهاتفية. لقد حافظا على وكالتهما صغيرة نسبيا، حيث تعاملا مع نحو 30 لاعبا فقط، حتى يتمكنا من تقديم "خدمة خاصة" لكل منهم. إلى جانب التفاوض على العقود والانتقالات، يمكنهم مراقبة النظام الغذائي للاعبين، والتخطيط لعطلاتهم، ومنعهم من الاستثمار في المخططات المشبوهة التي يقترحها أصدقاؤهم.
بعض الوكالات الأخرى لديها عدد أكبر من العملاء، لكن بيمنتا تقول: "لو كان لدينا 100 لاعب، فهذا يعني أن لدينا 100 أم، و100 أب و100 زوجة".
وهي تعتقد أن رايولا كان "صانع القرار الأسرع" وأنها كانت الأقوى فيما يتعلق بالتفاصيل – سمات تشك في أنها مبنية على الجندر. عندما يسافران حول أوروبا معا للتفاوض مع الأندية، كان يتم تقديمها باعتبارها "المحامية".
اعتقدت رايولا أن هذا يبدو "أنيقا". تقول مازحة إنها تمتلك قدرة المحامي لتكون "وجع رأس"، لكنها تعترف أيضا: "لأعوام، لم أكن أسمح لأي شخص أن يقدمني على أني وكيلة في كرة القدم. فلدى الناس كثير من التحيز ضد الوكلاء، لدرجة أنه يؤثر في تقديرنا لذاتنا".
كذلك واجهت بيمنتا تحيزا على أساس الجندر. "لو كانت مارجريت تاتشر وكيلة، سيشكون في قدراتها. يمكنها أن تدير بلدا، لكن لا يمكنها أن تكون وكيلة كرة قدم. لأنه في كرة القدم يعتقد كثير من الرجال أنهم وحدهم على اطلاع بالأمور".
المرأة الوحيدة التي تعاملت معها بانتظام كانت مديرة نادي تشيلسي السابقة، مارينا جرانوفسكايا.
تقول بيمنتا: "في البداية، كان (التحيز) أقوى تجاهي، أولا لأننا كنا صغار الحجم. وعندما تكون صغيرا، يكون الناس أكثر بذاءة تجاهك".
لكن مع تعرفها على أناس أكثر في الأندية، "فهموا أنني آتي لأقوم بعملي، ويتعاملون معي ببعض الاحترام. لكنها لا تزال صناعة يهيمن عليها الذكور بشكل كبير". يعتقد بعض الناس بصدق، أنها لا تعرف كيف تجري عملية انتقال "إنها امرأة".
في إحدى عمليات التفاوض مع أحد المديرين التنفيذيين لناد كان يحاول التراجع عن دفع المكافآت المتفق عليها للاعبها، قال المدير التنفيذي: "لقد تبادلت معك الكثير عبر البريد الإلكتروني. إذن أنت موجودة بالفعل (...) اعتقدت أنك مجرد امرأة من البرازيل".
تقول: إنها لا تزال تتعامل مع هذا الرجل. "لا أعتقد أن كوني امرأة أمر مهين. لذلك لا أهتم. إذا كانت هذه الطريقة التي تحاول بها أن تجعلني أشعر بالسوء، فهذا غباء. وقد رأيت نساء في الصناعة يساعدنني لأنني كنت امرأة".
تقول عندما كان رايولا يحتضر لم يناقشا أبدا موضوع خلافته. "كان هناك شيء أكبر يدور في ذهنه: حياته الخاصة، واستعراض حياته الخاصة. كيف عشت حياتي؟ ما الذي ما زلت أريد أن أخبر أطفالي به؟". وأهم شيء "كيف يمكنني المحافظة على صحتي؟، حتى لا يكون اليوم أسوأ من أمس".
هل فكرت في إغلاق الوكالة؟ "لا. لأنه -وأنا أعلم أن هذا يبدو ضربا من الوهم- في مؤخرة ذهني كنت أكرر ربما لن يموت مينو". رفضت أن أسأل نفسي، "ماذا سأفعل عندما يموت مينو؟ حتى توفي مينو".
وعندما توفي، عرض أكبر وكلاء كرة القدم، مثل خورخي مينديز، دعمهم لبيمنتا، لكن بعضا آخر كان "متعاليا للغاية".
اتصل بها بعضهم، قائلا: "سأعتني باللاعبين من أجلك". واتصل بعض المنافسين بلاعبيها مباشرة: "لقد مات وكيلك للتو، اعمل معي!". بعض الذين فعلوا ذلك كانوا من المتعاونين مع وكالتها – عادة ما يكونون وكلاء صغارا يعملون في إدارة الشؤون اليومية للاعبين في مدن معينة. أدركت أن هؤلاء الأشخاص يأملون "في أن يصبحوا مينو الجديد".
بمفردها، أنهت بيمنتا أهم انتقالات الصيف الماضي، حين انتقل هالاند من بوروسيا دورتموند إلى مانشستر سيتي. تتنهد قائلة: "لم يعلم مينو أن إيرلينج انتقل إلى نادي سيتي".
لكن مثل كثير من الانتقالات، كانت تلك خطوة خططوا لها منذ أعوام. "لا يمكننا أن نجلس وننتظر قائلين، ربما سيتصلون بي لأن هالاند رائع". لا يمكنك أن تتوقع من النادي أن يستيقظ ويقول: "يا له من يوم جميل، سأنفق 100 مليون".
"تحتاج إلى تخطيط هذا والمضي قدما في العملية مع النادي، حتى يكون النادي واثقا من أنه عندما يضع هذه الميزانية -وربما يستغرق ذلك موسما، أو موسمين أو ثلاثة- ينبغي أن تكون موجودا، للتأكد من أن هذا سيحدث".
تقضي بيمنتا موسم كرة القدم في جولات عبر الأندية، تخطط للانتقالات: "من الذي سيتقاعد؟ من يتقدم في السن؟ من المصاب؟ من يؤدي بشكل سيئ؟ إنها مثل لعبة شطرنج وأنت تحاول توقع الخطوات".
تمثل الوكالة لاعبة كرة قدم واحدة، الإيطالية باربرا بونانسي، لكن من المقرر أن تلتقي بيمنتا رياضية ثانية محتملة. تقول: "من المهم بالنسبة لي أن ينظر إلى لاعبات كرة القدم على أنهن لاعبات كرة قدم. إنهن لسن دمى، وأشياء لطيفة لإعلانات شفرة جيليت".
وهي تؤمن بمنح الوظائف على أساس الجدارة، لكنها تريد ترقية مزيد من الموظفات. "في المرحلة التي وصلنا إليها، هناك حاجة إلى إعطاء المساواة دفعة".
في الوقت الحالي، تعمل مع ثلاث موظفات بدوام كامل، وثلاثة رجال يعملون لحسابهم الخاص، إضافة إلى مستشارين بدوام جزئي في مدن مختلفة. أصبحت احتياجات لاعبي كرة القدم معقدة للغاية. إحدى الخدمات التي تقدمها الوكالة الآن للاعبي كرة القدم هي "تكوين صورة للاعب" لتعزيز عمله مع الرعاة. لكنها تخبر اللاعبين: "هذه ليست وظيفتك الثانية. لأنه ليس لديك وظيفة ثانية. لديك وظيفة واحدة، وهي لعب كرة القدم. لست مؤثرا. ليس من المفترض أن تنظر إلى منصة إنستجرام طوال اليوم لترى ما هو نمو المتابعين؟ وما الذي يجب أن أنشره اليوم؟ لأن هذا يستغرق وقتا وطاقة".
إنها تدافع عن أجور اللاعبين المرتفعة. "إنك في صناعة يوجد فيها كثير من المال، هذا من حقك. ما يزعجني هو وجود حالة انفصال عن الواقع: أجني كثيرا من المال، يمكنني أن أفعل ما أريد، يمكنني أن أقول ما أريد، سأستقل سيارة فيراري وأذهب إلى موناكو".
بينما تضم الجيل القادم من لاعبي كرة القدم للوكالة، تحاول أن تسأل نفسها لماذا تقوم بعملها. إجابتها: "لأن هذا ما أنا عليه الآن. يتطلب الأمر روحك بأكملها لتكون وكيلا. لا يمكنك تقسيمها (...) يمكنك تغيير حياة الناس عندما تفعل ذلك بشكل صحيح. وأعتقد أنه أمر لا يقدر بثمن عندما تقابل شخصا نائما على الأرض في الأحياء الفقيرة في البرازيل، وبعد بضعة أعوام، تكون لديه القدرة على إعالة الأجيال الثلاثة القادمة من عائلته".