هانك بولسون: لم ينته الذعر المصرفي
وصلت إلى بارينجتون، إلينوي، قبل ساعة لتناول وجبة الغداء مع هانك بولسون. سماء البراري الصافية كبيرة على الرغم من صغر حجم البلدة. ورغم أنها على بعد 40 ميلا فقط من شمال غرب شيكاغو، إلا أن بارينجتون ليس لديها أي من مظاهر جارتها الحضرية الكبيرة. يوجد في الشارع الرئيس كشك حيث يمكنك وضع "أعلامك التالفة" للتخلص منها بالطريقة الصحيحة، عادة تقتصر إلى حد كبير على البلدات الصغيرة الأمريكية.
هذا هو المكان الذي نشأ فيه بولسون، وزير الخزانة الأمريكي أثناء الأزمة المالية لعام 2008، ويوجد فيه مقر إقامته الأساسي. سنلتقي في المطعم الإيطالي في المدينة الذي لا غنى عن حضوره، مؤسسة عائلية تقدم كرات اللحم ويطلق عليها بشكل غريب اسم تشاو بيبي.
بعد أن استكشفت شارع التجزئة الرئيس وعبرت خطوط السكك الحديدية، حضرت مبكرا بعشر دقائق. وأخبرتني سيدة، من الواضح أنها كانت تنتظرني "السيد بولسون في انتظارك". قادتني إلى غرفة جيدة التهوية في الخلف. بولسون، البالغ من العمر 77 عاما، الذي لا يزال يحتفظ بمشيته القوية كمصارع في المدرسة الثانوية ولاعب هجوم في فريق كرة القدم الأمريكي في كليته، استقبلني بمصافحة قوية جدا. ويقول "أنا سعيد لأننا نقوم بهذا".
استغرق تنسيق وجبة الغداء هذه بعض التحضير. تواصلت مع بولسون أثناء انهيار "سيليكون فالي بنك" وبنك سيجنيتشر الشهر الماضي. ذعر مالي صغير تسميه الأسواق "جنون آذار (مارس)"، مع التلميح إلى أنه قد انتهى بالفعل. يعتقد بولسون أن هذا مجرد أمنيات.
بصفته الرجل الذي عمل في عامي 2007 و2008 كرجل المرحلة في إدارة جورج دبليو بوش لما يختصره التاريخ جي إف سي-الأزمة المالية العالمية- فهناك قلة من هم في مكانة أفضل منه لتقييم الوضع. كانت فترة ولاية بولسون أكثر أهمية بكثير من العامين اللذين دامتهما. وقد قضى العام الأول في المساعدة على إعادة ترتيب رئاسة بوش، التي سارت على نحو سيئ.
أكسب هذا بولسون نوعا من الثقة التي مكنت بوش من تفويض كل القرارات الكبرى إليه خلال العام الثاني، عندما كان الانهيار المالي يجتاح العالم الغربي. استجابته واستجابة الاحتياطي الفيدرالي القوية للانهيار أنقذت الاقتصاد الأمريكي، لكنها ساعدت أيضا على إثارة الانتقاد الذي أعقب ذلك من قبل حزب الشاي الشعبوي. ومن الجدير بالذكر أن بولسون، الجمهوري منذ وقت طويل، أيد هيلاري كلينتون على دونالد ترمب في 2016.
رغم أن بولسون يتحدث بشكل منتظم مع جانيت يلين، وزيرة الخزانة الحالية، وجيف زينتس، رئيس موظفي جو بايدن، إلا أنه يميل إلى رفض المقابلات. ويقول "باعتباري شخصا كان في المنصب وانتقده الناس بشكل لاذع من الخارج، فأنا أعرف كيف يبدو الأمر". لقد قرر إجراء استثناء اليوم لأن هناك أشياء يريد قولها. وهذه الأشياء تتلخص في موضوعين، الحالة الخطيرة للعلاقات الأمريكية - الصينية، وهشاشة الأنظمة المالية في أمريكا وأوروبا. أعتبر أنه واجبي عدم السماح للمحادثة بالانتهاء مقيدة.
لذا أبدأ بالسؤال عن البلدة التي نشأ فيها. نظرا لأن بولسون عالم مسيحي ولا يتناول المسكرات، فأنا أعلم أنه من الأفضل ألا أضغط عليه لتناول كأس من النبيذ. طلب أرنولد بالمر، مزيج شاي مثلج وعصير الليمون الذي سمي على اسم لاعب جولف أمريكي. وطلبت دايت كولا. كلاهما تعاد تعبئته بشكل مستمر. وافقنا على تقاسم سلطة المقبلات. حيث تبين أن سلطة واحدة كبيرة جدا لشخصين: كلما كانت البلدة أصغر، زادت الكمية.
يتحدث بولسون عن كيفية بنائه منزال بجوار منزل والديه هنا في أوائل السبعينيات، بعد أن بدأ في جني الأموال في بنك جولدمان ساكس، الذي أصبح لاحقا رئيسه التنفيذي. توفيت والدته قبل عامين عن عمر يناهز 99 عاما.
يقول "إننا محاطون بآلاف الأفدنة من الغابات المحمية ويمكنني الوصول إلى أوهير (أكبر مطار في شيكاغو) بسرعة لأنني أسافر كثيرا". يقع المكتب الرئيس لمعهد بولسون، "مؤسسة التفكير والتنفيذ" الخاص به، في وسط مدينة شيكاغو، حيث يمتلك أيضا شقة. يركز المعهد بشكل أساسي على الكربون والتمويل الأخضر والصين، حيث لديه أيضا موظفون.
رغم أنه زار الصين أكثر من 100 مرة، إلا أنه سيسافر إلى بكين الأسبوع المقبل لأول مرة منذ بداية جائحة كوفيد. إنه يعرف جميع قادتها جيدا، بمن فيهم شي جين بينج وسلفه هو جينتاو. يقول بولسون "هذه صين مختلفة تماما عما كانت عليه حتى قبل بضعة أعوام. العلاقات الأمريكية الصينية على حافة الهاوية. لقد توقفت الاتصالات بينهما. هناك كثير من الأمور المقلقة في العالم لكن بالنسبة إلي فإن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هي الأكثر إثارة للقلق".
أسأل من هو الملوم على ذلك؟ يقول بولسون "ما نراه الآن هو انتظار بايدن لإجراء مكالمة تمس الحاجة إليها مع شي، وفي الوقت نفسه، فإن استراتيجية شي التي تنص على كل شيء ما عدا أمريكا زوبعة من النشاط. يلعب شي دور رجل الدولة العالمي، حيث يلتقي رؤساء الدول حول العالم وفي الصين. يجادل الصينيون بأن الولايات المتحدة تحاول احتواءهم والشعب الصيني يعتقد ذلك بالتأكيد. إنهم يعلنون للعالم، وللرؤساء التنفيذيين الأمريكيين، أن الصين منفتحة للعمل مرة أخرى. إذا تجاوزت أمريكا حدودها في تقليص التجارة والاستثمار مع الصين وتجاوزنا ما يريد حلفاؤنا وشركاؤنا القيام به، فستكون النتيجة عزل الولايات المتحدة".
ألاحظ كيف تغيرت الأمور جذريا منذ أن كان بولسون في واشنطن، عندما أقام حوارا روتينيا بين الولايات المتحدة والصين، الذي توقف في عهد دونالد ترمب. في تلك الأيام، كانت الشركات الأمريكية تضغط بقوة من أجل مزيد من الانخراط مع الصين، لأنها أسهمت بحصة كبيرة من أرباحها النهائية. اليوم، يدل صمت الشركات على رأيها. ويقول "الناس هادئون لأنك إذا كنت مديرا تنفيذيا ولديك شركة في الصين، وتنظر إلى ما هو مقبول أن تقوله في الصين وما هو مقبول أن تقوله في أمريكا، فستبقى مساحة فارغة صغيرة جدا.
هذا وضع خطير. أعتقد بقوة أن بايدن يرغب في تحقيق الاستقرار في العلاقات مع الصين، لكن الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في الكونجرس رسموا خطا قاطعا للغاية يعقد الأمور بالنسبة إلى بايدن. لدي قلق من أن الكونجرس يقلل من أهمية القوة النسبية للصين، وديمومة الصين، وعلاقة الصين بكثير من البلدان الأخرى".
أثار بولسون ضجة في وقت سابق من هذا العام عندما كتب مقالا في مجلة "فورين أفيرز" بعنوان "سياسة أمريكا تجاه الصين لا تحقق نجاحا". إلى جانب حفنة من كبار رجال الدولة الآخرين -خاصة هنري كيسنجر، الذي سيبلغ 100 عام الشهر المقبل، ومايكل بلومبيرج، عمدة نيويورك السابق، البالغ من العمر 81 عاما- فإن بولسون يتعارض مع اتجاه الإجماع الأمريكي المتشدد. ربما لهذا السبب يضغط بشدة من أجل وجهة نظره. أيا كانت الكمية الصغيرة التي أكلت من طبق السلطة كانت بسببي بالكامل تقريبا.
أسأل إذا ما كانت هناك أي سابقة في التاريخ لقوتين عظيمتين تتعاملان بشكل سلمي؟ ويقول "هذه فترة خطيرة للغاية. القوى العظمى لا تتطلع إلى خوض الحرب، بل تتعثر في الدخول إليها عبر مزيج من سوء الحساب أو سوء التقدير أو وقوع حادث. لذا أعتقد أنه من المهم أن نخفف من حدة الخطاب بشأن تايوان. على الرغم مما تقرأه، فإن آخر ما يحتاج إليه شي هو حرب من أجل تايوان". ويضيف أن "العام المقبل سيكون عاما بالغ الأهمية. ليس لأن هناك انتخابات رئاسية أمريكية في 2024 فحسب، بل هناك أيضا انتخابات في تايوان في بداية العام".
إذن، ما الذي يتطلبه الأمر بالنسبة إلى عملاقين للعيش والسماح للآخرين بالعيش؟ أضغط بسؤالي. "عندما سألت زعيما صينيا منذ عدة أعوام إذا ما كان بإمكانه التفكير في وضع تتعايش فيه قوة حالية وقوة صاعدة بشكل مستقر، قال هذا الرجل، وهو حكيم جدا، (لا يمكنني التفكير في أي وضع كهذا، لكننا سنفعل ذلك هذه المرة لأننا إذا لم نفعل ذلك، فستكون النتيجة كارثية)". إذن، الفشل ليس خيارا؟ "صحيح".
أعرف أن بولسون قال ما يريد قوله بشأن الصين. لكني أريد أن أعرف ما المسؤولية التي يعتقد أن الصين تتحملها في مأزق اليوم المتدهور. وأشير إلى أن شي أنهى جوهريا ترتيب "دولة واحدة، ونظامين" في هونج كونج عام 2020، الذي أرسل إشارة قوية جدا إلى تايوان بأنه لم يعد هناك مجال للتبادل بينهما. علاوة على ذلك، لا يوجد مكان في صين اليوم لبولسون وكيسنجر وبلومبيرج الصينيين للتنافس في خط شي. فمن هم نظراء بولسون الصينيون؟
يقول بولسون "لا أدافع أبدا عن الإجراءات التي رأيت الصين تتخذها. إنني أرفضها لكن ما أقوله هو أننا بحاجة لأن نكون أذكياء وصارمين وأن نقوم بالأشياء بطريقة واقعية ستكلل بالنجاح. أنا مهتم بالنتائج. لقد خدمتنا (سياسة الصين الواحدة) التي بموجبها تعترف الولايات المتحدة بجمهورية الصين الشعبية باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، لكنها تعترف فقط بموقف بكين بأن تايوان جزء من الصين، خدمتنا جيدا على مر الأعوام، ومن المهم جدا أن نتشبث بها. إذا تمسكنا بسياسة الصين الواحدة وكان لدينا رادع في المنطقة، فإن الحرب ليست حتمية".
حان الوقت أيضا لتغيير الموضوع. سألته إذا انتهى الذعر المصرفي؟ يقول بولسون "لا". من فضلك أشرح لي السبب. يرد بولسون قائلا "بعض الأشياء نعرفها وبعض الأشياء لا نعرفها. ما نعرفه هو أنك إذا كنت تدير بنكا صغيرا أو بنكا إقليميا الآن، فلن تقوم بالإقراض. أغلقت أسواق رأس المال لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. والآن تفتح لكن ليس بالقدر الذي كانت عليه. لذلك أعتقد أنه من المحتمل جدا أن نشهد ركودا، إذا نظرت إلى ما يحدث للائتمان". متى سيضرب ذلك؟ "سيستغرق الأمر بعض الوقت ليظهر".
ويستمر بالتحدث. "شيء آخر نحن على يقين بأننا سنراه، هو انتقال تقديم الائتمان إلى خارج القطاع المصرفي المنظم. هذا مختلف لدرجة أن الذعر ينتقل بشكل أسرع عندما تكون لديك وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصة تويتر، ومن يدري أين سيظهر مرة أخرى. سيكون هناك قدر كبير من التركيز على أوروبا، حيث المؤسسات المالية ليست قوية أو ذات رأسمال جيد كما هي هنا".
فقط للتأكد من أنني أفهمك، أقول، ستتجلى الأزمة بطريقتين، في الركود وفي مزيد من حالات إفلاس البنوك الصغيرة؟ "في الأسبوعين الماضيين، خرجت ودائع بقيمة 300 مليار دولار من النظام المصرفي، وربما تريليون دولار منذ بداية العام. ذهبت هذه الودائع إلى أسواق المال، وانتقلت أيضا من البنوك الإقليمية إلى البنوك الكبرى. هناك كثير من الاضطرابات".
فهل سيفلس مزيد من البنوك الإقليمية مع هروب المودعين؟ "لقد كنت موجودا لفترة طويلة بما يكفي لعدم توقع أي شيء. هناك حالة من عدم اليقين وسيأتي مزيد".
سألت بولسون إذا ما كان راضيا عن حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة تضمن الآن بشكل أساسي كل وديعة في البلاد. ألا يشبه ذلك وجود نظام مصرفي اشتراكي؟ "لقد كانت دعوة حقيقية للاستيقاظ. فقد اهتزت الثقة. وما زالت المخاطر قائمة. وكانت هناك نظرية مفادها أنه في خضم أزمة نظامية، تستطيع الحكومة أن تقضي على مؤسسة فاشلة، وأن توقف بذلك حالة الذعر دون الإضرار بالاقتصاد. كان ينبغي أن تدحض جائحة كوفيد ذلك. في أوائل مارس، كان فشل بنكين بحوزتهما ما يزيد قليلا على 1 في المائة من الأصول المصرفية الأمريكية يهدد بتدمير النظام المصرفي الإقليمي، ثم جاءت إدارة بايدن برد سريع للغاية لوقف ذلك. لا ينبغي أن تكون هناك خرافة مفادها أن مؤسسة (أكبر من أن تفشل) قد تم حلها، وذلك لأنه لم يتم حلها".
ثم أخذ بولسون يوضح بشيء من التفصيل لماذا يحتاج الكونجرس إلى منح المنظمين الأمريكيين سلطات أوسع في حالات الطوارئ لحل الأزمات النظامية في المستقبل. حيث خلص إلى القول "لا يمكننا أبدا إلغاء الأزمات المالية. فهي ستحدث دائما".
هل كان يعاني صعوبة في النوم عندما كان مسؤولا في 2008؟ سألته ذلك لأنني لا أستطيع أن أنسى أبدا الهالات السوداء تحت عيني بولسون بينما كان يخطو متعبا أمام الكاميرات إثر انهيار مؤسسة أخرى. وعن ذلك يجيب "أود أن أقول إنه لا يوجد ما هو أسوأ من الشعور بإحساس كبير بالمسؤولية مع عدم امتلاك كل السلطة التي تحتاج إليها. لقد واجهت صعوبة في النوم. لكن حقيقة أنها تحركت بسرعة كبيرة بينما كنا نلعب دور الهجوم طوال الوقت، قد ساعدتني في التغلب على ذلك".
ثم قمت بتذكيره باللحظة الشهيرة في انتخابات 2008 عندما أعلن المرشح الجمهوري جون ماكين أنه علق حملته الانتخابية من أجل العودة إلى واشنطن لحل الأزمة. وقد أجبر ذلك الرئيس بوش على استدعاء ماكين وخصمه باراك أوباما، وكذلك قادة من الكونجرس، لتبني موقف مشترك لوقف حالة الذعر. وابتسم بولسون لهذه الذكرى. وقال "هذه الصورة باقية سواء أكان ذلك للأفضل أو للأسوأ".
سرعان ما تحول الاجتماع في البيت الأبيض إلى مسابقة بالصراخ لينسحب الديمقراطيون بعدها من غرفة مجلس الوزراء إلى غرفة روزفلت في آخر الممر. وتبعهم بولسون إليها. "كانوا متجمعين حول أوباما وكانوا غاضبين واستداروا ليصرخوا في وجهي. في لحظة من الخفة، جثوت على ركبة واحدة، وقالت لي نانسي بيلوسي رئيسة المجلس، (لم أكن أعرف أنك كاثوليكي، يا هانك). لقد كسر ذلك الجمود. ثم قلت، لا أريدكِ أن تفسدي هذا الأمر، فقال أحدهم (لسنا نحن من يعمل على إفساده)".
ما شعورك عندما قام الممثل الشهير ويليام هيرت بتمثيل دورك في الفيلم الذي ظهر بعدها تو بيج تو فيل/أكبر من أن يفشل؟ رد بولسون "الأشخاص الذين يعرفونني قالوا إن هيرت كان هادئا ومرتاحا لدرجة أنه بالتأكيد لم يجسدك". فيما قال أطفالي "يجب أن تكون سعيدا، لأنه النسخة الأفضل عنك".
كيف ترد على الأشخاص الذين يقولون إنه بغض النظر عما يحدث، فإن الأغنياء دائما ما يتم إنقاذهم؟ "نعم. إنه أمر مؤسف، لأن هذا ما يحدث. إن الإجراءات التي يتعين عليك اتخاذها لحماية الجميع تؤدي إلى ارتفاع أسواق الأسهم، وهكذا يستفيد أصحاب الأسهم أكثر".
ثم بدأت بسؤال آخر، لكن بولسون بدا قلقا فجأة وقال "إنه يخشى أن يتخلص من كل الرسائل التي أريد أن أخرجها"، لأن الحديث بيننا تشعب كثيرا. أكدت له أنني سأنقل بأمانة ما ناقشناه. لكني شعرت بأن الوقت قد حان للختام. كما أن لدي رحلة للعودة إلى العاصمة واشنطن، علي اللحاق بها.
من الحقائق البديهية الأخرى للمدن الصغيرة، أن الفاتورة متواضعة مقارنة بحجم الوجبة الكبير. تمشيت مع بولسون عند المنعطف إلى موقف سيارات خاص حيث ترك سيارته. لكنها لم تكن هناك. قال "لقد تم سحب سيارتي. لم أكن أتوقع ذلك".
ثم سألته ما الذي يمكنني فعله للمساعدة؟ لكنه أصر قائلا "لا، لا، يجب عليك أن تلحق برحلتك". أشعر بشيء من الذنب بينما ألقي نظرة خاطفة على بولسون الذي تقطعت به السبل وأنا راكب في سيارة أوبر. سيتعين عليه إنقاذ نفسه. شعرت ببعض المسؤولية عن محنته التي لم تكن في الحسبان.