«ريستاد إنرجي»: برنت نحو 100 دولار للبرميل قريبا .. تفاؤل بتعافي الطلب الصيني

«ريستاد إنرجي»: برنت نحو 100 دولار للبرميل قريبا .. تفاؤل بتعافي الطلب الصيني

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد أربعة أسابيع من المكاسب المتتالية، بسبب خفض إنتاج تحالف "أوبك+" بشكل إضافي، وسط تفاؤل بتعافي الطلب الصيني على النفط الخام، إضافة إلى تقلص المخاوف من الركود الاقتصادي العالمي.
وأوضح المحللون أن تخفيضات إنتاج "أوبك+" تقلص بالفعل المعروض وإمدادات النفط الخام بشكل كبير خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهو ما جعل وكالة الطاقة الدولية ترجح حدوث مكاسب سعرية واسعة خاصة مع انخفاض مخزونات صناعة النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 39 مليون برميل في مارس الماضي.
ونقلوا عن شركة ريستاد إنرجي الدولية للاستشارات توقعها أن تخفيضات "أوبك+" المعلنة أخيرا ستزيد من تشديد سوق النفط الضيقة بالفعل، ما يدفع برنت نحو 100 دولار للبرميل في وقت أقرب من السابق، كما من المتوقع دفع السعر إلى نحو 110 دولارات للبرميل هذا الصيف.
وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش أيه لخدمات الطاقة: "إن المكاسب السعرية على الأرجح ستستمر للأسبوع الخامس على التوالي، حيث تميل معطيات السوق إلى رفع المكاسب في ضوء تقلص المعروض وتنامي الطلب عقب قرار (أوبك+) إجراء خفض إنتاجي جديد، لتشديد العرض تحسبا للتباطؤ الاقتصادي الذي أعقب الأزمة المصرفية العالمية".
وأشار إلى أن خفض الإنتاج دفع أسعار خام برنت إلى أكثر من 85 دولارا للبرميل من أدنى مستوياته في مارس عند 70 دولارا للبرميل، موضحا أن المكاسب جاءت عقب التخفيضات الطوعية الإضافية لبعض دول "أوبك+"، علاوة على خفض الإنتاج الروسي بمقدار 500 ألف برميل يوميا من مارس، الذي تم تمديده حتى نهاية العام الجاري.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية: "إن نقص الإمدادات أصبح هو السمة المسيطرة على السوق النفطية والمحفزة لمزيد من المكاسب السعرية في الأسابيع المقبلة"، مشيرا إلى أن "أوبك+" كانت مضطرة إلى وقف الانزلاق في أسعار النفط العالمية عقب الأزمة المصرفية الدولية، وانهيار بنك سيليكون فالي والاستحواذ على بنك كريدي سويس، إضافة إلى المخاوف بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، إلى جانب ارتفاع مخزونات النفط العالمية في بداية العام الجاري.
أما بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة فيرى أن العوامل المقاومة لارتفاع الأسعار ما زالت مؤثرة في سوق النفط الخام وقد تستمر تداعياتها على السوق خاصة بعد تأكيد "أوبك" في تقريرها الشهري أن المخزونات التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفعت 14.1 مليون برميل في فبراير لتصل إلى 2.9 مليار برميل أي ما يزيد بنحو 18 مليون برميل عن متوسط الأعوام الخمسة، كما سجلت المخزونات في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان انخفاضا ضخما بمقدار 38.9 مليون برميل في مارس الماضي وهو أكبر انخفاض شهري لها في أكثر من عام.
ونوه بأن منتجي النفط في "أوبك+" يعملون من خلال استراتيجية عمل رشيدة تقوم على دعم الأسعار من خلال كبح الإنتاج وتقييد الإنفاق الرأسمالي في وقت تواجه فيه الصناعة تحديات متنوعة ومستمرة خاصة الشكوك المحيطة بتعافي الطلب، خاصة في ضوء تقارير دولية تشير إلى أن أهم عميل في صناعة النفط الخام وهو قطاع النقل غير موثوق به في الاستمرار في قيادة الطلب.
وتتفق إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية مع أن النفط الخام أقرب إلى مسار استمرار حصد المكاسب خاصة في ضوء توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي ترجح انخفاض الإنتاج العالمي في العام الجاري مقابل استقرار الطلب وتوقعات غير متغيرة نسبيا لاستهلاك النفط العالمي.
وأوضحت أن الأزمات الأخيرة في القطاع المصرفي تزيد من احتمالية أن يكون نمو الطلب النفطي أقل من التوقعات السابقة وعلى الأرجح ستكون أسواق النفط العالمية في توازن نسبي خلال العام المقبل، كما من المتوقع أن يبلغ متوسط الأسعار 86 دولارا للبرميل خلال ما تبقى من 2023.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات جلسة الجمعة مسجلة المكاسب الأسبوعية الرابعة على التوالي بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية.
وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.26 في المائة إلى 86.31 دولار للبرميل. كما صعدت عقود النفط الأمريكي بنسبة 0.44 في المائة عند 82.52 دولار للبرميل، مسجلة مكاسب أسبوعية بنحو 2.3 في المائة. وأشار محللون إلى تراجع المخاوف بشأن ارتفاع التضخم وتأثيره في مستويات الطلب على الطاقة.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع بعد انخفاضها أربعة الأسبوع الماضي. وأشار تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية لأنشطة الحفر إلى انخفاض إجمالي عدد الحفارات إلى 748 هذا الأسبوع -55 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022- لا يزال 327 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت إلى انخفاض حفارات النفط في الولايات المتحدة بمقدار اثنين هذا الأسبوع، للأسبوع الثاني على التوالي حيث هبطت عند 588 كما انخفضت منصات الغاز بمقدار واحدة إلى 157 فيما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه بارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاثة، كما انخفض عدد الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار اثنين، مبرزا ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 100 ألف برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 7 أبريل إلى 12.3 مليون برميل يوميا، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

الأكثر قراءة