أسعار النفط تنهي الأسبوع باللون الأخضر .. الواردات الصينية تعزز الآمال حيال التعافي

أسعار النفط تنهي الأسبوع باللون الأخضر .. الواردات الصينية تعزز الآمال حيال التعافي

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، بعدما توقعت وكالة الطاقة انخفاضا في المعروض النفطي العالمي بمقدار 400 ألف برميل يوميا بحلول نهاية العام.
وبحلول الساعة 0820 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت عشرة سنتات، أو 0.12 في المائة، إلى 85.99 دولار للبرميل، وفقا لـ"رويترز".
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة سنتات، أو 0.06 في المائة، إلى 82.11 دولار للبرميل، وفقا لـ"رويترز".
وسجل الخامان القياسيان مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي في ظل تهدئة المخاوف من الأزمة المصرفية التي وقعت الشهر الماضي والقرار المفاجئ بزيادة خفض الإنتاج الذي اتخذته الأسبوع الماضي منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون آخرون بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم "أوبك +".
وقال محللون من بنك إيه.إن.زد في مذكرة للعملاء صباح أمس، "الصادرات الروسية تظهر علامات تراجع، حيث ورد أن الإنتاج تقلص 700 ألف برميل يوميا".
وأشارت "أوبك" أمس الأول، إلى مخاطر تراجع الطلب على النفط في الصيف لأسباب من ضمنها خفض الإنتاج بواقع 1.16 مليون برميل يوميا، عازية ذلك إلى نمو أضعف وتشديد السياسة النقدية وعدم الاستقرار في القطاع المالي العالمي.
لكن، أصدرت بيانات التجارة الصينية ارتفاع واردات النفط الخام 22.5 في المائة على أساس سنوي في مارس، ما عزز الآمال حيال التعافي الاقتصادي الصيني.
تأتي المستويات المرتفعة قليلا للأسعار في نهاية أسبوع وصل فيه الخامان القياسيان إلى أعلى مستوياتهما في أكثر من شهرين بفضل بيانات تظهر تباطؤ التضخم الأمريكي وضعف الدولار.
وقفز خام غرب تكساس الوسيط 2 في المائة منذ بداية الأسبوع، بينما ارتفع خام برنت 1.3 في المائة، وأغلق مؤشر الدولار الخميس عند أدنى مستوى منذ بداية فبراير، بعد صدور بيانات أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة هذا الأسبوع التي عززت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة رفع الفائدة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "إن المصافي الأوروبية لم تسارع إلى اللجوء إلى خام الشرق الأوسط متوسط الكبريت كبديل بجودة مماثلة للخام الروسي، وبدلا من ذلك عدلت مزيج الخامات التي تعتمد عليها وفضلت اللجوء إلى خامات أخف وأقل في الكبريت مثل تلك التي تنتجها الولايات المتحدة".
وأضافت الوكالة أنه "على عكس شركات التكرير الآسيوية التي استفادت من الخصومات الكبيرة في أسعار الخام الروسي، لم تحصل شركات التكرير الأوروبية على أي حافز سعري حتى تقبل على خامات الشرق الأوسط".
وتفسر الاختناقات والقيود اللوجستية التي تمنع بعض المصافي الأوروبية من التعامل مع ناقلات النفط الخام الكبيرة للغاية والفروق الكبيرة في هوامش أسعار خام الشرق الأوسط إلى المنطقة إلى حد ما سبب تجنب الأوروبيين خام الشرق الأوسط متوسط الكبريت.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "إن من بين الأسباب أيضا ارتفاع تكاليف الطاقة اللازمة لخفض محتوى الكبريت في الخام لإنتاج وقود أنظف"، وهي عملية تعرف باسم المعالجة الهيدروجينية.
وأشارت الوكالة إلى زيادة متوقعة في الإنتاج قدرها مليون برميل يوميا من خارج "أوبك +" بدءا من مارس مقابل 1.4 مليون برميل يوميا ستخفضها الدول المنتجة في المجموعة.
لكنها قالت "إنه في الوقت نفسه من المقرر أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار مليوني برميل يوميا في 2023 إلى مستوى قياسي يبلغ 101.9 مليون برميل يوميا".
وأغلق مؤشر الدولار عند أدنى مستوى منذ بداية فبراير، بعد صدور بيانات أسعار المستهلكين والمنتجين في الولايات المتحدة هذا الأسبوع التي عززت التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأمريكي يقترب من نهاية دورة رفع الفائدة. وضعف الدولار يجعل النفط المقوم بالعملة الأمريكية أرخص للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى، ما يعزز الطلب.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في "يو.بي.إس"، "بشكل عام، أود أن أقول إننا رأينا ارتفاعا في مخزونات النفط هذا الأسبوع في تلك البلدان التي تنشر بيانات المخزونات، لذلك ربما يكون هذا هو ما أدى إلى إدراك أن السوق لم تتحول إلى عجز".
وعلى الرغم من الخسائر، دفع قرار "أوبك +" زيادة الخفض في الإنتاج العقود الآجلة لخام برنت إلى الارتفاع بنحو 80 في المائة منذ بداية الشهر، ويستمر في رفع التوقعات بشأن شح مستقبلي محتمل في أسواق النفط.
وتجاهلت الأسواق الأربعاء زيادة طفيفة في مخزونات الخام الأمريكية، وعزتها جزئيا إلى سحب للنفط من احتياطي الطوارئ الأمريكي بتكليف من الكونجرس وانخفاض الصادرات في بداية الشهر.
وقالت إدارة معلومات الطاقة "إن مخزونات الخام ارتفعت 597 ألف برميل في الأسبوع الماضي مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض 600 ألف برميل".
وسجلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعا أقل من المتوقع. وصعدت سوق النفط قبل أسبوعين بعد أن اتفقت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا على تقليص الإنتاج.
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، "إنه نتيجة لذلك قد تشهد سوق النفط العالمية شحا في النصف الثاني من عام 2023، ما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 86.64 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 85.41 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.49 دولار للبرميل".

الأكثر قراءة