صفقة 175 مليون دولار تتهاوى بعد تهمة تآمر جنائي
القصة وراء تهم الاحتيال الجنائي هذا الأسبوع ضد تشارلي جافيس، بزعم اختلاق بيانات لحث بنك جيه بي مورجان تشيس على شراء شركتها الناشئة مقابل 175 مليون دولار، اتبعت نمطا مألوفا الآن.
فتنت المؤسسة الشابة ذات الشخصية الجذابة مجموعة من الشخصيات البارزة في المؤسسات، الذين قدموا المشورة، وأضفوا عليها السمعة المرموقة، وأسهموا في التمويل حتى فشلت الشركة في الوفاء بوعودها، وتبع ذلك دعاوى قضائية واتهامات جنائية.
أسست جافيس شركة فرانك لمساعدة الطلاب على التقدم للحصول على مساعدة مالية جامعية في 2017 عندما كانت تبلغ من العمر 24 عاما فقط وحصلت على دعم مبكر من مارك روان من بنك أبولو، وكذلك من شركة رأس المال المغامر الإسرائيلية أليف. لم ترد "أليف" على طلب للتعليق.
بحلول 2019، ورد اسمها في قائمة فوربس 30 للأشخاص الأصغر من 30 عاما، وكانت تحضر جلسات حصرية للتواصل في مؤتمر كود في أريزونا. هناك، أجرت محادثة مع مصرفي استثماري من شركة ليون تري الصغيرة، الذي وجد فيها شخصية ذكية، وطموحة ومتحمسة لإيصال شركة فرانك إلى مرحلتها التالية من النمو.
كما كانت متفائلة دائما، وهي حقيقة اعترفت بها في مقابلة في 2021 مع "بودكاست بلانيت إيكونوميكس". قالت "كانت هناك بالتأكيد أوقات رسمت فيها صورة وردية أكثر مما كانت عليها الأمور حقا".
عندما وظفت شركة فرانك خدمات شركة ليون تري في 2021 لإدارة عملية البيع، لفتت جافيس انتباه بنك جيه بي مورجان تشيس وجيمي ديمون رئيسه التنفيذي، الذي دعم عملية الاستحواذ، وفقا لوثائق المحكمة.
لكن الصفقة التي تبلغ قيمتها 175 مليون دولار تهاوت بشكل مذهل. فقد تم رفع دعوى قضائية ضد جافيس من قبل بنك جيه بي مورجان ووجهت إليها في 3 نيسان (أبريل) تهمة التآمر الجنائي لارتكاب عمليات احتيال مصرفية وعلى صعيد الحوالات والأوراق المالية. يزعم المدعون العامون أن جافيس وضحت لبنك جيه بي مورجان أن شركة فرانك كان لديها 4.25 مليون عميل بينما كان لديها في الواقع 300 ألف عميل فقط.
لم يستجب محامو جافيس لطلبات التعليق. لكن في دعوى مضادة ضد بنك جيه بي مورجان، أنكرت جافيس مزاعم البنك بأنها زورت بيانات المستخدمين. لقد عرضت شقتها في ميامي بيتش للبيع لتأمين كفالة بقيمة مليوني دولار فرضتها المحكمة مقابل إطلاق سراحها من الحجز.
وقال متحدث باسم بنك جيه بي مورجان، الذي تستهدف دعواه أيضا موظفا سابقا آخر في شركة فرانك، "إن الخلاف سيتم حله عبر العملية القانونية". رفضت شركة ليون تري التعليق.
يقول الخبراء القانونيون والخبراء في شؤون الشركات "إن طبيعة الشركات الناشئة، التي تتطلب من المؤسسين السعي باستمرار للحصول على دعم إضافي، تثير خطر الادعاءات المبالغ فيها".
قال ديفيد هيس، أستاذ الإدارة في جامعة ميشيجان "عندما يسعى مؤسس لبيع شركته أو طرحها للاكتتاب العام، يكون لديه كثير ليخسره إذا تم اكتشاف إخفاقاته. يمكن للميل الطبيعي نحو السعي وراء المخاطرة لتجنب الخسارة إلى جانب ثقة المؤسسين (...) أن يجعلاهم يواصلون السير في طريق يمكن أن يتجاوز الخط ويصبح احتيالا".
التقت جافيس روان لأول مرة عبر مستثمر في مجال التأثير الاجتماعي، ووضع عملاق الأسهم الخاصة أمواله الخاصة في شركة فرانك في 2017. تحدث الاثنان مرات عديدة، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. إذ إن كليهما من خريجي كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا حيث يعمل روان كرئيس لمجلس المستشارين. رفض روان التعليق.
تركز دعوى بنك جيه بي مورجان والشكوى الجنائية على العملية التي أدت إلى عملية البيع البالغة قيمتها 175 مليون دولار. عملت شركة ليون تري باعتبارها الجهة المصرفية لشركة فرانك بينما عملت شركة سيدلي أوستن كمستشار قانوني لشركة فرانك. وامتنعت شركة ليون تري عن التعليق ولم ترد شركة سيدلي أوستن.
بدأ المستشارون بقائمة مستهدفة تضم نحو 100 مشتر محتمل، بما في ذلك تشيج، شركة التكنولوجيا التعليمية التي يتداولها العموم التي كانت أيضا مستثمرة في شركة فرانك، حسبما قال أشخاص مطلعون على العملية. لم تستجب شركة تشيج لطلب للتعليق.
كان معظمهم غير مستعدين لمتابعة الشركة نظرا لنتائجها التشغيلية المحدودة. كما أبدى بنك كابيتال ون، ومقره فرجينيا، اهتماما جادا بالاستحواذ على شركة فرانك، على حد قول أشخاص مطلعين على المفاوضات. قال بنك كابيتال ون "إنه لن يعلق على التكهنات المتعلقة بالصفقة".
يؤكد بنك جيه بي مورجان في الدعوى المدنية التي رفعها أن شركة ليون تري قد ضغطت في إحدى الحالات على جافيس لتصحيح المعلومات حول معايير المستخدمين التي تمت مشاركتها مع مقدم عرض آخر. وبعد أن فعلت ذلك، انسحب هذا الطرف من عملية البيع، وفقا لشكوى بنك جيه بي مورجان.
قالت دونا هيتسشيريتش، مصرفية سابقة ومحامية تدرس في كلية كولومبيا للأعمال، "إن واجبات المصرفيين محكومة بشروط رسائل الالتزام مع العملاء". لا تتضمن هذه عادة الموافقة على دقة البيانات التشغيلية أو المالية المقدمة من قبل المديرين التنفيذيين للشركة.
قالت هيتسشيريتش "إذا استأجرت شخصا لطلاء منزلك، فلن يتوقع من عامل الطلاء أن يجز العشب أيضا".
وأضافت "العناية الواجبة ليست ممارسة غير مكلفة بالنسبة إلى المشتري أو البائع. وغالبا ما تكون دالة على الميزة المحددة للهدف الذي يبحث عنه المشتري ومدى أهمية المعاملة، وكلاهما يمكن أن يؤثر في مقدار الجهد المبذول".
بالنسبة إلى بنك جيه بي مورجان، كانت صفقة شركة فرانك في أيلول (سبتمبر) 2021 جزءا من فورة الاستحواذ التي جاءت بعد أن أخبر ديمون المستثمرين بأن البنك يعتزم أن يكون "أكثر نشاطا في عمليات الاستحواذ في جميع المجالات".
أجرى البنك 45 عملية استثمارية وعملية استحواذ استراتيجية في 2021، وهو أكبر عدد منذ أكثر من عقد، وفقا لبيانات شركة ديلوجيك. شملت هذه عمليات شراء مدونة الطعام ذا إنفواتشويشن ووكيل السفر الفاخر فروش، وشراء حصة مسيطرة في ذراع مدفوعات شركة فولكسفاجن إضافة إلى حصة أقلية في البنك الرقمي البرازيلي سي 6.
اجتذبت كثرة الصفقات تدقيقا تنظيميا، ما دفع مكتب المراقب المالي للعملة إلى بدء تدقيق في عملية العناية الواجبة في بنك جيه بي مورجان.
اشترى البنك شركة فرانك كجزء من قسم الخدمات المصرفية للأفراد في تشيس بهدف الوصول إلى العملاء الشباب. قال ممثلو الادعاء "إن جافيس، التي انضمت إلى بنك جيه بي مورجان كمديرة عامة بعد الشراء، كان من المتوقع أن تجني 45 مليون دولار شخصيا من الصفقة".
أيد ديمون الصفقة شخصيا، وفقا لدعوى جافيس. ونقلت عنه أنه أخبر جافيس في تموز (يوليو) في 2021 بأنه يعتقد أن بنك جيه بي مورجان ينبغي أن "يتمم الصفقة".
عند مناقشة عملية الاستحواذ مع زملائها الجدد في البنك، قالت جافيس "إن ديمون أخبرها بأنها مستقبل بنك جيه بي مورجان"، وفقا لما ذكره شخص سمعها وهي تدلي بهذه الملاحظات.
ظهرت المشكلات بعد شهور من إبرام الصفقة. حيث وجد بنك جيه بي مورجان أن أسعار التسليم وفتح رسائل البريد الإلكتروني لعملاء شركة فرانك كانت أقل بكثير من المتوقع. وأطلق تحقيقا داخليا كشف النقاب عما تزعم السلطات الأمريكية أنه مكيدة امتدت لأشهر لتلفيق بيانات المستخدمين.