الأسهم الخليجية تلحق بالبورصات الدولية وأسعار النفط مستردة جزءا من خسائرها
بعد جلسات عدة من الخسائر الفادحة طيلة الأيام الماضية، ارتدت الأسهم الخليجية في تعاملات الأمس بنسب قياسية هي الأعلى في يوم منذ شهر باستثناء السوق البحرينية التي واصلت هبوطها إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2004، ولحقت الأسواق الخليجية بالبورصات الدولية صعودا مدعومة بعودة أسعار النفط من جديد فوق حاجز الـ 60 دولارا للبرميل .
واستردت الأسهم الخليجية جزءا من الخسائر الفادحة التي تكبدتها على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة منذ منتصف الشهر الماضي، حيث دخلت في موجة تصحيح قاسية زاد من حدتها تراجعات أسعار النفط من أعلى مستوياتها فوق الـ 70 دولارا إلى ما دون الـ 60 دولارا إضافة إلى عودة المخاوف من جديد من عدم قدرة الاقتصاد العالمي على التعافي بعد الإعلان عن ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة.
غير أن بصيصا من الأمل لاح قبل يومين من تحسن أوضاع البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية وكذلك تحسن أسعار النفط أعطى دفعة للأسواق المالية ومن بينها الأسواق الخليجية لوقف الخسائر، ولهذا جاء الارتداد قويا في سوق دبي المالية التي ارتفعت بنحو 3.8 في المائة، وعادت بعد يوم واحد «أمس الأول» من تبديد كامل مكاسب العام إلى المنطقة الخضراء بنحو 3.4 في المائة.
كما ارتدت بورصة قطر بنحو 2.6 في المائة بدعم من أسهم الصناعة خصوصا سهم صناعات قطر، تلتها بورصة الكويت 1.9 في المائة وسوق أبو ظبي 1.8 في المائة وسوق مسقط 1.6 في المائة فيما واصلت السوق البحرينية هبوطها بنسبة 0.75 في المائة.
وتحسنت إلى حد ما أحجام وقيم التداولات مقارنة بالأيام السابقة في إشارة إلى عودة بعض المحافظ الاستثمارية للدخول من جديد لشراء كميات من أسهم منتقاة عند مستويات الأسعار المغرية التي انحدرت إليها الأسواق خلال الفترة الماضية، وبرز ذلك بوضوح في الأسواق الإماراتية خصوصا سوق دبي حيث دعمت مشتريات الإماراتيين والعرب بالتحديد الصعود القوي للمؤشر في حين واصل الخليجيون والأجانب من الجنسيات الأخرى البيع .
وهذا الدعم مكن مؤشر سوق دبي من الاقتراب أكثر من العودة إلى مستوى الـ 1700 نقطة، وشهدت السوق ارتفاع 22 شركة مقابل انخفاض ثلاثة أسهم منها سهم «بنك الإمارات دبي الوطني» الذي تراجع بنحو 1.2 في المائة إلى 3.16 درهم وتسبب هبوطه في تقليل قوة ارتفاع السوق حيث يعد الأثقل في المؤشر.
وسجلت جميع الأسهم القيادية والنشطة نسب ارتفاعات قياسية بدعم من عمليات الشراء القوية التي طالتها حيث صعد سهم «أرابتك» الأكثر خسارة أول أمس بنسبة 11.4 في المائة إلى 2.44 درهم و»إعمار» 8.3 في المائة إلى 2.47 درهم، وحافظ على صدارة الأسهم النشطة من حيث الحجم بتعاملات قيمتها 99 مليون درهم من إجمالي 410 ملايين درهم، كما ارتفع سهم «دبي المالي» بنسبة 7.3 في المائة إلى 1.46 درهم و»ديار» 6 في المائة إلى 71 درهم و»دبي الإسلامي» 4 في المائة إلى 2.33 درهم.
ودعمت أسهم الصناعة والبنوك عودة البورصة القطرية من جديد للارتفاع بعد أكثر من أسبوع من الانخفاض القاسي تخلت خلاله عن أكثر من حاجز دعم، وعادت نسبيا أحجام وقيم التعاملات للتحسن إلى 302 مليون ريال من تداول 11.4 مليون سهم منها 7.2 مليون لثلاثة أسهم هي «ناقلات»، «الريان»، و»بروة» وارتفعت أسعارها مجتمعة بنسب 4 و1.8 و2.8 في المائة على التوالي.
وقاد سهم «صناعات قطر» الأثقل في المؤشر حركة الارتداد للبورصة مسجلا ثاني أكبر ارتفاع بين 33 شركة صاعدة بنسبة 5 في المائة إلى 92.70 ريال بعد سهم «التحويلية» الأكثر صعودا بنسبة 6.4 في المائة إلى 40 ريالا، وتباين أداء أسهم البنوك بين استقرار لسهم «بنك قطر الوطني» الأثقل في مؤشر المصارف عند 110.50 ريال وارتفاع لأسهم «التجاري» بنسبة 4.8 في المائة إلى 64.10 ريال و»المصرف» 1.5 في المائة إلى 68.50 ريال.
ووفقا لوسطاء في البورصة القطرية فإن السوق اقتفت آثر البورصات الدولية والخليجية في صعودها حيث تدخلت محافظ الاستثمار الأجنبي والمحلية بالشراء الذي تركز على أسهم منتقاة في وقت لا تزال السوق تترقب نتائج الشركات للنصف الأول.
وعلى الرغم من نتائج تراجع الأرباح النصفية لعدد من الشركات والبنوك وفي مقدمتها بنك الكويت الوطني، ارتدت بورصة الكويت بدعم من جميع قطاعاتها خصوصا البنوك والاستثمار والخدمات وإن بقيت أحجام وقيم التداولات على طبيعتها عند 81.3 مليون دينار من تداول 390.7 مليون سهم.
كما تراجعت أرباح «المزايا القابضة» بنسبة 60 في المائة إلى 9.9 مليون دينار مقارنة مع 24.4 مليون دينار ومع ذلك ارتفع السهم بنسبة 3.8 في المائة إلى 0.214 دينار، كما انخفضت أرباح دبي الأولى بنسبة طفيفة 3 في المائة إلى 7.1 مليون دينار من 7.4 مليون دينار، وارتفع السهم بنسبة 7.2 في المائة إلى 74 فلسا.
وسجلت جميع أسهم البنوك ارتفاعا قويا بواقع 3.6 في المائة لسهم «بيتك» عند 1.140 دينار و3.8 في المائة لـ «بنك بوبيان» عند 0.540 دينار و3 في المائة لسهم «برقان» عند 0.335 دينار و2 في المائة لسهم «الأهلي» عند 0.510 دينار، وواصل سهم «زين» قفزاته بنسبة 1.7 في المائة إلى 1.180 دينار وتردد أن الشركة تلقت عروضا من ثلاث شركات لشراء عملياتها في إفريقيا.
وقادت أسهم الاستثمار والبنوك ارتدادات سوق مسقط التي شهدت تعاملات نشطة نسبيا أيضا بقيمة 6.8 مليون ريال من تداول 17.3 مليون سهم منها تعاملات بقيمة 2.4 مليون ريال لثلاثة أسهم وهي «النهضة للخدمات»، «بنك مسقط»، و»عمانتل» وهي من بين الأسهم النشطة والثقيلة، وارتفعت أسعارها مجتمعة بنسب 2.3 و4 و3.2 في المائة على التوالي.
وخالفت السوق البحرينية مسار بقية أسواق الخليج مفضلة السير في مسارها الهابط الذي لا يزال عند أدنى مستوياته منذ منتصف عام 2004، وضغطت جميع القطاعات الرئيسية وهي البنوك، الاستثمار، والخدمات على السوق التي لا تزال تعاملاتها ضعيفة بقيمة 110 آلاف دينار من تداول 680 ألف سهم منها 500 ألف لـثلاثة أسهم هي «السلام»، «بيت التمويل الخليجي»، «البنادر «.
وسجلت ثلاثة أسهم فقط ارتفاعا هي «بيت التمويل الخليجي» بنسبة 2.6 في المائة إلى 0.770 دولار والسلام 1.7 في المائة إلى 0.114 دينار و»ناس» 1.7 في المائة إلى 0.240 دينار في حين هبطت بقية الأسهم المتداولة بقيادة سهم «أنوفست» بنسبة 8 في المائة إلى 0.750 دينار والبركة 7.3 في المائة إلى 1.380 دينار و»بنك البحرين» والكويت 5.2 في المائة إلى 0.360 دينار والبنادر 1.5 في المائة إلى 0.065 دينار والخليجي 1.4 في المائة إلى 0.138 دينار.