قمة الثماني تتعهد بدعم زراعة الدول الفقيرة بـ 20 مليار دولار
تعهد زعماء مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى بتقديم دعم بقيمة 20 مليار دولار للزراعة في الدول الفقيرة من أجل مساعدتها على الاكتفاء الغذائي وهو ما يفوق التوقعات في اليوم الختامي لقمة الثماني التي لم تحقق الكثير في مفاوضات التغير المناخي والتجارة.
واستغلت الولايات المتحدة اجتماع قادة العالم من أجل الدفع باتجاه التحول إلى الاستثمار في المساعدات الزراعية كبديل للمساعدات الغذائية وأنها ستوفر 3.5 مليار دولار للبرنامج الذي يستغرق ثلاث سنوات. لكن الدول الإفريقية ذكرت الدول الغنية بالحاجة إلى تنفيذ التعهدات السابقة.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني «العمل مع مجموعة الدول الثماني والدول الإفريقية والأوروبية والكيانات متعددة الجنسيات يمكنا من زيادة 15 مليار دولار إلى 20 مليار على مدار السنوات الثلاث المقبلة».
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم ارتفع خلال العامين الماضيين ومن المتوقع أن يصل إلى 1.02 مليار شخص هذا العام بعد أربعة عقود كان هذا العدد ينخفض خلالها.
وقال ستافان دي ميستورا نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي «20 مليار دولار كانت اتفاق اللحظة الأخيرة واستقبلت بفرحة عظيمة منا جميعا في غرفة المؤتمر. بينما نعيد بناء الزراعة نحتاج إلى مواصلة دعم المساعدات الغذائية لأن الأزمة المالية تدفع 103 ملايين شخص آخرين نحو الجوع هذا العام».
ونظرت القمة المجتمعة في إيطاليا في آخر أيامها إلى المشكلات التي تواجهها أفقر دول العالم بعد يومين من المحادثات التي ركزت على الأزمة الاقتصادية والتجارة وارتفاع درجة حرارة الأرض.
وكان قادة الدول الثماني قد وعدوا في جلين إيجلز عام 2005 بزيادة المساعدات السنوية بقيمة 50 مليار دولار بحلول عام 2010 كان نصفها موجها للدول الإفريقية. لكن منظمات المساعدات تقول إن بعض الدول الثماني تراجعت عن وعدها خاصة إيطاليا التي تستضيف قمة الثماني هذا العام.
وقال القادة الأفارقة إنهم سيعلنون عن مخاوفهم، فيما قال ملس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي لـ «رويترز» «رسالتنا الأساسية هي مطالبة الدول الثماني الصناعية الكبرى بالالتزام بوعودها».
ويشارك زعماء الجزائر، أنجولا، مصر، ليبيا، نيجيريا، السنغال، وإثيوبيا نظراءهم من الدول الثماني الصناعية الكبرى لمناقشة شؤون الزراعة والأمن الغذائي والتأكيد على مطلبهم بالتعويض عن أضرار التغير المناخي.
ولم يتبين كم من مبلغ 20 مليار دولار التي تعهدت بها القمة تمويل جديد وكم ستتحمل كل دولة. ويأتي التوجه نحو الاستثمارات الزراعية تجسيدا للتحول الذي تقوده الولايات المتحدة من مساعدات الإغاثة العاجلة إلى الاستراتيجيات طويلة الأجل من أجل محاولة تحقيق الاعتماد الذاتي.
وقال الرئيس السنغالي عبد الله واد لـ «رويترز» إن باراك أوباما الذي سيزور إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى للمرة الأولى كرئيس أمريكي عقب قمة الثماني قدم تركيزا مرحبا به على الزراعة في إفريقيا.
وقال واد الذي يقود جهودا لزيادة الزراعة في بلاده التي تقع في غرب إفريقيا وتعتمد بشكل كبير على الواردات الغذائية إن أوباما «لديه الرغبة فعلا للتركيز على الغذاء في إفريقيا». وقال واد «الولايات المتحدة تزرع الذرة وبعض المحاصيل وترسلها إلى
الناس الذين يعانون المجاعة لكن المبدأ الجديد هو إنتاج هذه المحاصيل في إفريقيا لا في الولايات المتحدة. وربما يقارن مبلغ 20 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات سلبا مع 13.4 مليار دولار تقول مجموعة الثماني إنها قدمتها بالفعل بين كانون الثاني (يناير) 2008 وتموز (يوليو) 2009 لكن منظمات المساعدة قالت إن التمويل الذي تعهدت به القمة أمس مركز بشكل أوضح.
وحذرت منظمة أكشن أيد الخيرية البريطانية من أنه مع وجود مليار جائع فإن قرارات مجموعة الدول الثماني ربما «حرفيا تصنع الفرق بين الحياة والموت للملايين في الدول النامية».
وسعت اليابان مع الاتحاد الأوروبي نحو وضع مدونة لقواعد سلوك الاستثمار المسؤول في مواجهة الاستيلاء المتزايد على الأراضي الزراعية في الدول الناهضة.
وحققت قمة لاكويلا نتائج مختلفة في موضوعات أخرى، فقد حققت تقدما محدودا في محادثات المناخ بعد رفض دول نامية رئيسية التوقيع على استهداف خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2050.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحافيين البارحة الأولى «هناك قدر من الإحباط لأن المرء يريد إقناع الجميع بكل شيء والحصول على كل النتائج على الفور لكن الأمور في تقدم».
وقال قادة مجموعة الدول الثماني إن الأزمة المالية العالمية مازالت تمثل مخاطر على الاقتصاد العالمي. وربما يكون من اللازم اتخاذ مزيد من الإجراءات المحفزة وإنه من الخطر اللجوء إلى «استراتيجيات الخروج» من إجراءات الطوارئ قبل الوقت المناسب.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس «الوصول إلى قاع الركود ليس الوقت المناسب للبدء في استراتيجيات الخروج. نحتاج إلى اختيار نقطة تكون لدينا عندها فرصة للخروج من جوف الموجة».
ورفضت ميركل اقتراحا صينيا عرض خلال القمة بمناقشة البحث عن عملة احتياطي عالمي تكون بديلة على المدى الطويل للدولار الأمريكي، وقالت إنه اقتراح ليست به «علاقة عملية» في الوقت الحالي.