نزيف الخسائر يهوي بمؤشرات الأسهم الخليجية 60 يوما للوراء

نزيف الخسائر يهوي بمؤشرات الأسهم الخليجية 60 يوما للوراء

استمر نزيف الخسائر للأسهم الخليجية لليوم الرابع على التوالي أمس، ومنيت أربع أسواق خليجية هي الدوحة ودبي ومسقط وأبو ظبي الأكثر انفتاحا على الاستثمارات الأجنبية بأكبر الخسائر، وعادت السوق القطرية إلى مستويات مطلع أيار (مايو) الماضي متخلية عن مستوى 6000 نقطة بانخفاض 3.6 في المائة، كما عادت سوق دبي إلى مستويات 21 أيار (مايو) بانخفاض 3.4 في المائة متخلية عن مستوى 1700 نقطة. وتفاقمت خسائر السوق العمانية التي لم تشهد سوى ارتفاع لسهم وحيد منخفضة بنسبة 2.2 في المائة تلتها سوق أبو ظبي التي عادت إلى مستويات 26 أيار (مايو) منخفضة بنسبة 1.4 في المائة بعدما تخلت عن مستوى 2600 نقطة، في حين تمكنت بورصة الكويت من تقليص خسائرها إلى 0.3 في المائة، ونجحت سوق البحرين في أن تكون السوق الخليجية الوحيدة التي تخرج من موجة الهبوط القاسية مرتفعة بنسبة طفيفة لم تصل إلى نصف في المائة.
وتكبدت الأسواق الإماراتية في تعاملات أمس خسائر بقيمة 7.6 مليار درهم لترفع خسائرها للجلسات الأربع إلى 17 مليار درهم في مؤشر على حدة الهبوط الذي تشهده الأسواق.
ويبدو أن الأسواق الخليجية في طريقها لتبديد المكاسب القوية التي سجلتها منذ مطلع الربع الثاني وعلى مدار شهرين، وعلى سبيل المثال فإن سوق دبي التي كانت حتى منتصف الشهر الماضي تحتل المرتبة الثانية بعد السوق السعودية كأفضل الأسواق الخليجية أداء منذ مطلع العام بارتفاع بلغ 22 في المائة شطبت حتى تعاملات أمس أكثر من 18 في المائة من مكاسبها.
وكانت بورصة قطر قد بددت كامل مكاسب الربع الثاني وتحولت إلى الهبوط بنسبة 15 في المائة منذ مطلع العام، وبنهاية تعاملات أمس تقف بورصة الكويت متماسكة بميل طفيف نحو الارتفاع منذ مطلع العام 0.02 في المائة ولم يتبق من مكاسب سوق أبو ظبي سوى 2.1 في المائة فقط من أكثر من 15 في المائة، في حين تظل سوق البحرين أكبر الأسواق الخاسرة بأكثر من 12 في المائة، وسوق مسقط بأكثر من 3 في المائة.
وكما يجمع المحللون فإن عودة الصورة التشاؤمية لقدرة الاقتصاد العالمي على التعافي وتدهور أسعار النفط أعاد مجددا المخاوف من أوضاع الشركات الخليجية التي يخشى أن تأتي أرباحها النصفية أقل من التوقعات مع انكشاف عديد من البنوك الخليجية على مجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين المتعثرتين. ولم تشهد بورصة قطر التي تراجعت لرابع جلسة على التوالي سوى ارتفاع وحيد لسهم بنك قطر الوطني بنسبة 1.1 في المائة إلى 117.90 ريال قبيل إعلان البنك نتائجه النصفية في حين هوت جميع الأسهم المتداولة وعددها 34 شركة وسط بقاء التداولات على حالتها الضعيفة بقيمة 310 ملايين ريال من تداول 10.7 مليون سهم منها 6.3 مليون لثلاثة أسهم هي الريان وناقلات وبروة، وانخفضت أسعارها مجتمعة بنسب 3.5 و6.3 و6.4 في المائة على التوالي. وقاد سهم صناعات قطر وأسهم البنوك الثقيلة في المؤشر موجة الهبوط الحادة للسوق، حيث انخفض سهم صناعات بنسبة 7.1 في المائة إلى 91.5 ريال، والمصرف الإسلامي 3.3 في المائة إلى 67.5 ريال و الخليجي 2.5 في المائة إلى 2.55 ريال وبنك الدوحة بالنسبة نفسها أيضا إلى 35.2 ريال والبنك التجاري 2.3 في المائة إلى 62.1 ريال، والبنك الدولي 2 في المائة إلى 14.5 ريال وسجل سهم دلالة أكبر نسبة هبوط في السوق 8.3 في المائة إلى 14.5 ريال. ووفقا لوسطاء في البورصة القطرية فإن محافظ الاستثمار الأجنبية المؤسساتية التي اشترت الأسهم القطرية عند أدنى مستوياتها في آذار (مارس) الماضي ودعمت السوق نحو الارتفاع القوي على مدار شهرين تواصل عمليات تسييل واسعة النطاق لجزء كبير من أصولها الأمر الذي فاقم من موجة البيع التي تطول الأسهم كافة بما في ذلك أسهم البنوك التي لم تفلح معها قرارات الدعم الحكومية بعدما اشترت الحكومة محافظ الاستثمار العقارية التابعة للبنوك أخيرا.
وتأثرت سوق دبي بالتقارير السلبية التي أصدرتها مؤسسات مالية دولية وإقليمية بشأن تقييم البنوك والقراءة السلبية لاندماج "إعمار" مع شركات دبي القابضة حيث خفضت ستاندرد آند بورز تصنيفاتها لأربعة بنوك في دبي هي الإمارات الدولي ودبي الوطني والمشرق ودبي الإسلامي وأرجعت السبب إلى تأثرها بتدهور البيئة الاقتصادية في الإمارة مع تزايد المخاطر التي تواجهها من جراء الانكشاف على قطاع العقارات الذي يعاني موجة تصحيح حادة. وقالت المجموعة المالية المصرية "هيرميس" في تقرير لها عن "إعمار" إن الاندماج المتوقع بين الشركة وشركات دبي القابضة لن يكون في مصلحة "إعمار"، ولم تصدر "هيرميس" أية توصيات بشراء سهم "إعمار" بعدما قالت إن الدمج سيضر الشركة في حين ستكون شركات دبي القابضة الأكثر استفادة. وتأثر سهم إعمار سلبا بهذا التقرير، وتعرض لموجة من البيع المكثف دفعته لجر سوق دبي ككل نحو الهبوط الحاد على الرغم من التداولات المتدنية التي تجاوزت بالكاد 300 مليون درهم منها 90 مليونا لسهم إعمار الذي قلص خسائره قرب الإغلاق من 8.5 في المائة عندما وصل إلى أدنى سعر 2.37 درهم إلى 7.3 في المائة عند سعر 2.4 درهم.
وطال الهبوط جميع الأسهم المتداولة في السوق 24 شركة ولم يرتفع سوى سهم بنك دبي التجاري بنسبة 4.4 في المائة إلى 3.5 درهم وقال البنك إنه غير منكشف على مجموعتي القصيبي وسعد السعوديتين، وهوت جميع الأسهم النشطة والثقيلة بنسب قياسية حيث انخفض سهم أرابتك بنسبة 4.8 في المائة إلى 2.54 درهم والاتحاد العقارية 5.5 في المائة إلى 85 فلسا ودبي المالي 7.3 في المائة إلى 1.51 درهم وأرامكس 5.1 في المائة إلى 1.3 درهم وشعاع 5.8 في المائة إلى 1.44 درهم ودبي الإسلامي 3.4 في المائة إلى 2.28 درهم. ولم تشهد سوق العاصمة أبو ظبي سوى ارتفاع لسهمين فقط هما بنك أبو ظبي الوطني بنسبة 1.4 في المائة ومصرف أبو ظبي الإسلامي 0.37 في المائة في حين هبطت بقية الأسهم المتداولة 26 شركة وسط تعاملات متدنية بقيمة 138 مليون درهم، وعاد مؤشر السوق إلى مستوياته في نهاية أيار (مايو) الماضي. وسجلت جميع أسهم العقارات هبوطا قياسيا بقيادة سهم رأس الخيمة العقارية الأنشط من حيث القيمة والحجم بنسبة 5.5 في المائة إلى 67 فلسا وصروح 3.8 في المائة إلى 2.52 درهم والدار 3.3 في المائة إلى 3.54 درهم، كما تراجعت أسعار أسهم الطاقة بقيادة سهم آبار بنسبة 4.3 في المائة إلى 1.77 درهم ودانة غاز 1.9 في المائة إلى 1.02 درهم، وسجل سهم بنك الاتحاد الوطني أكبر نسبة انخفاض بين أسهم البنوك 5.7 في المائة إلى 3.48 درهم. وللجلسة الرابعة تستمر موجة الهبوط في السوق العمانية التي تخلت هي الأخرى عن مستوى 5500 نقطة بضغط من جميع أسهمها القيادية والثقيلة، ولم تشهد السوق كبقية أسواق الخليج سوى ارتفاع لسهم وحيد الأنوار للسيراميك الأنشط من حيث الحجم والقيمة بتداولات بلغت 834 ألف ريال من تداول 2.1 مليون سهم من إجمالي تعاملات للسوق ككل بقيمة 5.4 مليون ريال من تداول 16.1 مليون سهم وارتفع السهم بنصف في المائة إلى 0.388 ريال. وقادت أسهم البنوك بقيادة سهم بنك مسقط الأثقل في المؤشر موجة الهبوط القاسية للسوق العمانية، وانخفض السهم بنسبة 1.8 في المائة إلى 0.678 ريال والبنك الأهلي 3.8 في المائة إلى 0.174 ريال وبنك عمان الدولي 0.96 في المائة إلى 0.311 ريال وبنك صحار 0.62 في المائة إلى 0.161 ريال، كما تراجعت جميع أسهم قطاع الصناعة بقيادة سهم حديد الجزيرة بنسبة 6.5 في المائة إلى 0.302 ريال وجلفار للهندسة 4.8 في المائة إلى 0.264 ريال. وتمكنت بورصة الكويت بدعم طفيف لأسهم العقارات والأغذية من تقليص كثير من خسائرها، وعادت تعاملاتها بعد يوم واحد من التحسن عند 150 مليون دينار إلى الانخفاض مجددا في تعاملات أمس بقيمة 60 مليون دينار من تداول 295 مليون سهم.
وتباين أداء أسهم البنوك بين انخفاض لسهمي البنك الوطني بنسبة 3.2 في المائة إلى 1.18 دينار وبيت التمويل الكويتي "بيتك" بنسبة 1.7 في المائة إلى 1.14 دينار وبنك برقان 2.6 في المائة إلى 0.375 دينار وارتفاع لسهمي بوبيان بنسبة 1 في المائة إلى 0.5 دينار والأهلي 3.1 في المائة إلى 0.49 دينار في حين تراجع سهم زين بنسبة 3.4 في المائة إلى 1.12 دينار.
وتمكنت السوق البحرينية من مخالفة مسار بقية الأسواق الخليجية لتكون السوق الوحيدة الرابحة بدعم من ارتفاع طفيف لأسهم البنوك والخدمات على الرغم من بقاء التداولات على ضعفها الشديد بقيمة 144 ألف دينار فقط من تداول 866 ألف سهم منها 738 ألفا لثلاثة أسهم هي السلام وأريج والإثمار. وانخفض سهم واحد فقط الاستيراد بنسبة 2.4 في المائة إلى 0.322 دينار في حين ارتفعت بقية الأسهم المتداولة بقيادة سهم بنك البحرين الوطني بنسبة 0.9 في المائة إلى 0.56 دينار والسلام 0.89 في المائة إلى 0.13 دينار وبتلكو 0.88 في المائة إلى 0.575 دينار وناس 0.84 في المائة إلى 0.24 دينار.

الأكثر قراءة