انخفاض في أداء الصناديق الإسلامية في الربع الأول من 2009

انخفاض في أداء الصناديق الإسلامية في الربع الأول من 2009

شهدت صناديق الاستثمار الإسلامية انخفاضاً ملحوظاً في أدائها خلال الربع الأول من العام الحالي بحسب ما رصدته تقارير موقع (مباشر). ومن خلال حصر 174 صندوقاً استثمارياً إسلامياً في دول الخليج ومصر والأردن وجد أن أسعار وثائق 120 صندوقاً شهدت تراجعاً خلال تلك الفترة. وكان صندوق السنابل في قطر هو الأكثر تراجعاً بين تلك الصناديق حيث حقق نسبة تراجع في الأداء بلغت 25.06 في المئة يليه صندوق البيت المالي التابع لبنك قطر الوطني، حيث انخفض بمعدل 25.05 في المئة وحل صندوق الصفات للأسهم المحلية في الكويت ثالثاً بنسبة 24.78 في المئة. وبالنسبة للارتفاعات خلال الربع الأول من العام الجاري فقد شهدت أسعار وثائق 53 صندوقاً استثمارياً ارتفاعا محدودة خلال تلك الفترة. وكان صندوق الفرسان للمتاجرة في الأسهم والتابع لكام السعودي الفرنسي الأكثر ارتفاعاً بنسبة 7.08 في المئة يليه جلوبل للأسهم السعودية - النور التابع لبيت الاستثمار العالمي بنسبة نمو بلغت 3.69 في المئة. وجاء بعد ذلك صندوق أسهم الأسواق الناشئة التابع لبنك HSBC العربية السعودية بارتفاع نسبته 3.24 في المئة يليه صندوق النعيم الإسلامي التابع لبنك أبو ظبي الوطني بنسبة ارفاع 2.75 في المئة. وفي المرتبة الخامسة كان صندوق الامتياز المالي بنسبة نمو 1.94 في المئة.
وبالنسبة لأداء صناديق الاستثمار الخليجية خلال العام الماضي 2008 فقد شهد تراجعاً بنسبة تتراوح بين 50- 55 في المئة. وعلى الرغم من التراجع الذي شهدته تلك الصناديق إلا أنها تظل أفضل من عوائد المؤشرات الفردية للدول والتي بلغت -27 في المئة في دبي و-65 في المئة في المملكة السعودية و-56 في المئة في مصر و-38 في المئة في الكويت. وقد شهدت أسواق الأسهم العالمية والخليجية تراجعا حاداً فلا يمكن بالتالي أن تكون الصناديق الاستثمارية التي تستثمر في تلك الأسواق أن تكون بمنأى عن تلك الاضرار الاستثنائية التي لم تشهدها المنطقة من قبل بحسب ما أكده زياد الدباس المستشار المالي لبنك أبو ظبي الوطني. وأكد أن صناديق الاستثمار تمثل الحصة الأكبر من استثماراتها لأسهم شركات لديها سيولة كبيرة، أي أن الشركات التي تسمح بتملك نسبة كبيرة من أسهمها للأجانب، تعتبر تلك الشركات الأكثر تأثراً بالأزمة العالمية نظراً لقيام المساهمين الأجانب بتصفية مواقعهم في الخليج لتعويض جزء من خسائرهم في بلدانهم الأصلية. ومن جانبه استبعد هيثم عرابي – رئيس شركة جلفمينا للاستثمارات البديلة - حدوث أية انهيارات في الصناديق الاستثمارية. ولعل ما تعرضت له صناديق الاستثمار الخليجية في أعقاب الأزمة المالية العالمية يدعو هذه الصناديق لإعادة النظر في استراتيجياتها الاستثمارية، وتقييم الأداء الذي قامت به خلال الفترة الماضية ومن ثم التحسب لأية مخاطر مستقبلية. ولكن الخبير الاقتصادي لاحم الناصر يرى أن الصناديق الإسلامية تحتاج إلى وقفة أكبر، حيث يعتبرها انحرفت عن تحقيق طموحات وتطلعات المجتمعات التي تعمل بها، كما أنها انحازت إلى تنمية الأرباح دون النظر في مقاصد الشرع وحاجات مجتمعاتها، حيث إن أغلبها تستثمر إما في صناديق المرابحات الدولية أو في أسواق الأسهم. ويرى أنه لا مجال للمبرر القائل إن المستثمر يرفض المخاطر الناجمة عن الاستثمار في المشاريع المنتجة ذلك أنه لا يوجد أخطر من أسواق الأسهم ومع ذلك تشهد إقبالاً منقطع النظير من المستثمرين. ويقول الناصر إن الصناديق الإسلامية فقدت هويتها والغرض منها بسبب اللهاث وراء تحقيق الأرباح السهلة السريعة. كما أن الكثير من أمناء الاستثمار ومديري الصناديق غير مؤهلين فكرياً وعملياً، حيث إنهم عاجزون عن الابتكار ولا يتابعون مستجدات تلك الصناعة في العالم. ويؤكد الناصر أن هناك آلاف الصناديق العاملة في مختلف المجالات والتي يمكن تعديلها بحيث تتوافق مع أحكام الشريعة مثل صناديق رأس المال المخاطر .

الأكثر قراءة