رئيس «آي بي إم»: إذا حل الذكاء الاصطناعي محل العمالة .. فهذا شيء جيد

رئيس «آي بي إم»: إذا حل الذكاء الاصطناعي محل العمالة .. فهذا شيء جيد
رئيس «آي بي إم»: إذا حل الذكاء الاصطناعي محل العمالة .. فهذا شيء جيد

قادت شركة آي بي إم بعضا من أكثر المشاريع ريادة في القرن الـ20 في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، بما في ذلك تطوير نظام "ديب بلو" للعب الشطرنج، الذي أصبح أول من هزم جاري كاسباروف بطل العالم عام 1997. ثم في 2010، تم اختبار نظام آي بي إم "واتسون إيه آي" للإجابة عن الأسئلة بلغة طبيعية في برنامج المسابقات التلفزيونية الأمريكي "جيباردي" وفاز بالجائزة الأولى.
لكن خلال الأعوام التالية أدى الفشل في متابعة هذه المشاريع إلى تخلف الشركة عن الركب. الآن، يبحث أرفيند كريشنا رئيسها التنفيذي، عن طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول موفرة للعمالة للمؤسسات الكبرى.
في المقابلة التالية يخبر "فاينانشيال تايمز" لماذا عانت "آي بي إم" لتحويل اختراقاتها عبر "واتسون" إلى نجاح تجاري، وكيف يحاول الاستفادة من حقبة جديدة في الذكاء الاصطناعي:
ووترز: أريد أن أقفز مباشرة إلى موضوع الذكاء الاصطناعي. أوجد برنامج شات جي بي تي "روبوت محادثة الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة أوبن إيه آي" حالة من التركيز في أذهان الجميع. هل حدث شيء مهم -وإذا كان الأمر كذلك- فما هو؟
كريشنا: أعتقد أن اللحظة التسويقية التي قدمها برنامج شات جي بي تي مذهلة. لقد رأينا هذه اللحظات من قبل: جلبت شركة تدعى نتسكيب متصفح إنترنت لفت انتباه الجميع. أعلم أن "نتسكيب" لم تكن الفائزة النهائية، لكن الإنترنت كان بالتأكيد. أعتقد أن ما فعله برنامج شات جي بي تي ساعد على جعل الذكاء الاصطناعي حقيقيا بالنسبة إلى كثير من الأشخاص الذين كانوا على دراية به نوعا ما، لكن ربما لم يروا تماما قوة الذكاء الاصطناعي. لذا فإن الفضل الكامل يعود إلى ما فعلوه من هذه الناحية.
ولأكون أكثر هوسا بالتكنولوجيا قليلا، تعتمد التكنولوجيا الأساسية على شيئين: أحدهما نماذج اللغة الكبرى والآخر توليدي. عندما ننظر إلى هذه النماذج، يجب أن أعطي الفضل لكثير من الناس. فقد عملت شركة جوجل عليها لنحو عقد من الزمان وعملت شركة فيسبوك عليها، كما عمل كثير من الجامعات عليها، من جامعة ستانفورد إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى بيركلي إلى إلينوي، يمكنني الاستمرار، بما في ذلك بعض، ريتشارد، من بلدك ومن كامبريدج وأكسفورد، وربما آخرون حول العالم أيضا.
يعقد كبار المراسلين والمعلقين في "فاينانشيال تايمز" محادثات شهرية مع أكثر قادة التكنولوجيا، والمبتكرين والأكاديميين إثارة للتفكير في العالم، لمناقشة مستقبل العالم الرقمي ودور شركات التكنولوجيا الكبرى في تشكيله. الحوارات متعمقة ومفصلة، وهي تركز على الطريقة التي ستتفاعل بها مجموعات التكنولوجيا، والمستهلكون، والسلطات لحل المشكلات العالمية وتقديم خدمات جديدة. اقرأها جميعا هنا.
وقد عملنا عليها أيضا. إذا كنت تستخدمه "الذكاء الاصطناعي" للبحث في مجال المستهلك، فلا بأس. لكن إذا كنت أستخدمه للإجابة عن سؤال حول معاملة مالية لشخص ما، فهذه مشكلة كبيرة في الواقع. أو، إذا كان يتم استخدامه للإجابة عن سؤال شخص ما حول أي علاج يجب عليه أن يبحث عنه. لذلك، بالنسبة إلى حالات استخدام المؤسسات، ما زلت أعتقد أن هناك فرصة هائلة خارج مساحة المستهلك البحتة.
لكن للإجابة عن سؤالك الأولي، أعتقد أن الذكاء الاصطناعي مهم حقا ولا أقول هذا لأول مرة. ضمن الذكاء الاصطناعي، أعتقد أننا مررنا بهذه المراحل (...) من التعلم الآلي إلى التعلم العميق. أعتقد في الواقع أن نموذج اللغة الكبير هو الجزء الأكثر أهمية.
تكمن الميزة الحقيقية لهذه النماذج في أنك تقوم بتدريب النموذج مرة واحدة وتكون المرة الأولى باهظة الثمن، لكن بعد ذلك يمكنك إنشاء مائة أو ألف نموذج بسهولة بالغة. هذه ميزة هائلة على صعيد التكلفة وميزة هائلة من حيث السرعة. أعتقد أن المؤسسات ستفهم ذلك بسرعة كبيرة وستعمل مع أولئك الذين يمكنهم قيادتها في هذا الطريق.
ووترز: عندما تتحدث إلى الشركات والرؤساء التنفيذيين ويسألون "ما الذي يمكننا فعله بشأن الذكاء الاصطناعي هذا؟" ماذا تقول لهم؟
كريشنا: أشير دائما إلى مجالين أو ثلاثة، في البداية. الأول، أي شيء يتعلق بخدمة العملاء، والإجابة عن أسئلة الناس. إنه مجال مهم حقا حيث أعتقد أن بإمكاننا الحصول على إجابة أفضل بكثير ربما بنحو نصف التكلفة الحالية. بمرور الوقت، يمكن أن تصل إلى أقل من النصف لكن بإمكانها الانخفاض إلى النصف بسرعة كبيرة.
والثاني يتعلق بالعمليات الداخلية. مثلا، كل شركة مهما كان حجمها تقلق بشأن ترقية الأشخاص، وتوظيف الأشخاص ونقل الأشخاص، ويجب أن تكون هذه عمليات عادلة إلى حد معقول. لكن 90 في المائة من العمل المتضمن في هذا يتمثل في جمع المعلومات معا. أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل ذلك ومن ثم يمكن للإنسان اتخاذ القرار النهائي. هناك مئات من هذه العمليات داخل كل مؤسسة، لذلك أعتقد أن هذا يمكنه أن يحل محل العمل الكتابي الذي يقوم به ذوو الياقات البيضاء.
ثم أفكر في العمل التنظيمي، سواء أكان في القطاع المالي مع عمليات التدقيق، أو في قطاع الرعاية الصحية. يمكن أتمتة جزء كبير من ذلك باستخدام هذه التكنولوجيات. ثم أعتقد أن هناك حالات استخدام أخرى، لكنها على الأرجح أصعب وأبعد قليلا. أشياء مثل اكتشاف العقاقير أو محاولة إنهاء عملية كيميائية.
لدينا نقص عمالة في العالم الحقيقي بسبب مشكلة ديموغرافية يواجهها العالم. لذلك علينا أن نمتلك تكنولوجيات قادرة على مساعدتنا. تبلغ نسبة البطالة في الولايات المتحدة الآن 3.4 في المائة، أدنى مستوى لها منذ 60 عاما. لذلك ربما يمكننا العثور على أدوات تحل محل بعض أجزاء العمالة، وهذا أمر جيد هذه المرة.
ووترز: نعم، أتذكر بوضوح شديد، قبل ستة أو سبعة أعوام، عندما سمعت من كثير من شركات التكنولوجيا أنها أتقنت اللغة، وأتقنت المساعد الذكي. لقد رأينا كثيرا من روبوتات الدردشة في ذلك الوقت. بدأنا نسمع كثيرا عن برامج سيري وأليكسا وجوجل أسيستنت، وكيف ستؤثر هذه الأشياء في خدمة العملاء، وبعض التطبيقات التي تتحدث عنها. لا يبدو أن أيا من هذا قد انتهى.
لماذا لم تنجح تلك الموجة من الذكاء الاصطناعي من حيث اللغة، ولماذا ينبغي أن نصدق أن هذه المرة ستكون مختلفة؟
كريشنا: قد أتخذ موقفا مختلفا بعض الشيء. أعتقد أنها نجحت لكن في حالة استخدام ضيقة للغاية، ليس بالمعنى الواسع الذي يثير حماس الناس اليوم. يكمن الحماس اليوم في حقيقة أنه يمكننا أن نسألها "هل ينبغي أن أذهب إلى باريس؟ في أي شهر؟ خططي لي لرحلة"، ويمكنها القيام بشيء ما. لم يتمكن الجيل السابق من فعل ذلك حقا.
لكن إذا سألتها "هل يمكنني الحصول على موعد بين الساعة 9 صباحا و10 صباحا؟" فيمكنها البحث عما إذا كان هناك وقت فراغ، ويمكنها البحث عما إذا كان هذا الموعد مناسبا لك، ويمكنها أن تسألك بعض الأسئلة لتوضيح ذلك، ثم حجز الموعد لك. لذلك أعتقد أنه في الجيل السابق، تم التعامل مع نصف مكالمات كثير من العملاء الموجهة إلى مراكز الاتصال بواسطة الذكاء الاصطناعي. وفي الواقع، في كثير من الحالات، يكون الناس أكثر سعادة.
يتمتع الذكاء الاصطناعي دائما بنبرة لطيفة، ولا ينفعل، بل يجيب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. لذلك لا أعد الأمر "لم ينجح". أعتقد أنه نجح، لكن في سياق أنظمة الذكاء الاصطناعي تلك.
الآن، المجال مفتوح للإجابة عن أسئلة أوسع نطاقا وربما أسئلة صيغت بشكل سيئ. لأنه في السابق كان يجب أن يكون سؤالك دقيقا جدا.
في معظم الأنظمة التي يتم استخدامها في الحياة الواقعية، لا يحدث الأمر دفعة واحدة. هذا النوع من الأنظمة نادر جدا. حتى لو نظرنا إلى الهواتف الذكية اليوم. اعتاد الناس على التجول حاملين أجهزة حاسوب الجيب وأجهزة صغيرة. نسي الجميع أجهزة بالم بايلوت! لا يعزو الناس الفضل إلى "حقيقة" أنك تخطو هذه الخطوات في الهندسة الحقيقية. كل خطوة هي خطوة كبيرة جدا.
ثم، أخيرا، هناك خطوة ويقول الجميع "واو، هذا ما كنت أنتظره"، وننسى أنه، في الواقع، كنت بحاجة إلى تلك الخطوات العشر السابقة لأن كلا منها قرب قطعة من اللغز.
ووترز: نعم، إذا نظرنا إلى الوراء، فقد حظيت شركة آي بي إم نفسها بكثير من الاهتمام بسبب أشياء مثل "الحاسوب العملاق" ديب بلو، الذي تفوق على جاري كاسباروف في لعبة الشطرنج وفوز واتسون "نظام الحاسوب بالذكاء الاصطناعي" بلعبة في برنامج جيباردي: كانت عروض الذكاء الاصطناعي تلك متقدمة للغاية في مختلف المراحل. إذن، ماذا حدث؟ هل انطلق الذكاء الاصطناعي في اتجاه مختلف عما كانت تستكشفه شركة آي بي إم؟ ما الذي تغير؟
كريشنا: لا، أعتقد أننا ربما اتخذنا مسارا صعبا للغاية ولم تكن السوق جاهزة تماما. ربما كنا مبكرين بأكثر من عشرة أعوام.
هناك شيئان لم يسيرا على ما يرام بالنسبة إلينا. أولا، اعتقادنا أن العالم لم يكن مستعدا للقيام بذلك بنفسه، لذلك ذهبنا في طريق محاولة بناء "الصندوق الأسود" لحلول الذكاء الاصطناعي. لكن تلك كانت متجانسة للغاية ولم يكن العالم مستعدا لتقبل ذلك. أراد الناس أن يعرفوا "ما الذي أقوم ببنائه؟". أرادوا أجزاء القطعة. كان الأمر أقرب إلى عالم معماري.
والثاني، أنه عندما نظرنا إلى بعض تلك المشكلات -مثلا ما يتعلق بالرعاية الصحية- أعتقد أننا ربما كنا ساذجين بعض الشيء. يجب أن تتمتع بالخبرة المناسبة، وعليك أن تعمل مع الجهات التنظيمية، وعليك أن تفهم حقا ما تحتاج إليه لكي ترضى.
لذا، إذا وضعت الأمرين معا، فربما تكون ملاحقة الرعاية الصحية رحلة مدتها 15 عاما، وليس رحلة خمسة أعوام. أعتقد في الواقع أن هذا سيحدث ويمكنك أن ترى بعض الأمثلة المبكرة للشركات التي بدأت في العمل، لكن ربما ما زلنا نحتاج إلى بضعة أعوام.
ووترز: مذهل.
كريشنا: بمجرد أن تحولنا للقول "حسنا، لنفعل مزيدا من الأشياء الصغيرة، لنقم بخدمة العملاء، دعنا نفعل ذلك فيما يتعلق بالتدقيق، دعنا نفعل ذلك فيما يتعلق بالعثور على المستندات، دعنا نفعل ذلك فيما يتعلق بقراءة المستندات، دعنا نفعل ذلك فيما يتعلق بالموارد البشرية" ثم، فجأة، بدأنا نحقق الكثير من النجاح التجاري.
ووترز: إلى أي مدى تعتقد أننا بعيدون عن الاستخدامات العملية الحقيقية لهذه التكنولوجيا وليس العروض التوضيحية؟
كريشنا: أعتقد أن هذا يحدث الآن. لقد عدت لتوي من اجتماع خاص في واشنطن العاصمة، وطرح علي هذا السؤال أيضا ممن لا يقل عن 12 شخصا، جميعهم على استعداد لتنفيذ هذا العمل على أرض الواقع. لأن ما هو ممكن أصبح الآن في مخيلة الناس.
ووترز: هل تعتقد أننا سنرى رابحين وخاسرين؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الشيء الذي سيميز الرابحين عن الخاسرين؟
كريشنا: هناك مساحتان للتمييز بينهما. هناك الأعمال الموجهة للمستهلك وهناك الشركات التي ستستخدم هذه التكنولوجيات. إذا فكرت في معظم حالات الاستخدام التي أشرت إليها سابقا، فستجد أنها تدور حول تحسين الإنتاجية للمؤسسات. والشيء الذي يتعلق بتحسين الإنتاجية هو أن المؤسسات سيتوافر لديها مزيد من الأموال للاستثمار كي تميز بها منتجاتها. هل سيكون ذلك من خلال مزيد من البحث والتطوير؟ أم جعل التسويق أفضل؟ أم مبيعات أفضل؟ وهل هو بالاستحواذ على أشياء أخرى؟ نحن نفتح شهيتهم الاستثمارية من خلال جعل التكلفة الثابتة للمؤسسة أكثر كفاءة لهم. هناك كثير من المجالات التي يمكنك من خلالها إنفاق هذا التدفق النقدي الفائض.
ووترز: نسمع عن التكنولوجيا التي تعمل على تحسين الإنتاجية منذ فترة طويلة، لكن ذلك لم يظهر في البيانات الكلية. لا أريد أن أبدو ساخرا في حديثي، لكن لماذا يجب أن يكون هذا مختلفا؟
كريشنا: عملك هو أن تستجوب الأشخاص مثلي حول هذا الموضوع. أنا لا أسميها سخرية، لكنني قد أختلف مع فرضيتك بأنها لم تظهر في أرقام الإنتاجية. أعتقد أن الاقتصاديين يقيسون فقط ما يعرفون طريقة قياسه ثم يستنتجون منه الإجمالي. لكن هذه الأشياء الإجمالية قد لا تحسب الأشخاص الذين يتمتعون الآن بالمرونة في العمل، فكثير من الناس الآن يعملون 40 ساعة في الأسبوع. وكان المعتاد أن يتطلب تصميم الرقاقة 600 شخص، لكنها الآن تحتاج إلى نحو 200 شخص.
لذا أعلم أن استخدام كل هذه الأساليب أدى إلى تحسن بنحو ثلاثة أضعاف. إذا نظرت إلى شركات التدقيق الأربع الكبرى، فكم عدد الأشخاص الذين يقومون بوظيفة التدقيق الآن؟ على الأقل تمت أتمتة نصف هذه المهام، إن لم يكن أكثر من نصفها. لذلك أنا أتشكك بعض الشيء في أنها لم تظهر في البيانات. ما يحدث الآن هو أن كل مؤسسة تقول "حسنا، لدينا هؤلاء الأشخاص، دعونا نوجههم إلى القيام بوظائف تدر دخلا أكبر بدلا من إخراجهم".
ووترز: دعنا ننتقل إلى موضوع مختلف: الصين. يدور كثير من الحديث في الوقت الحالي عن المنافسة النسبية مع الصين. أريد أن أبدأ بموقف "آي بي إم". إذا عدنا 15 عاما إلى الوراء، أو ربما 20 عاما، كانت "آي بي إم" في ذلك الوقت تستثمر كثيرا في محاولة بناء السوق هناك. ومثلها مثل كثير من شركات التكنولوجيا الأمريكية، كانت تعتقد أن هذه السوق رائعة وأن فيها فرصة عظيمة لزرع التكنولوجيا الخاصة بها. "لكنك" تراجعت. إذن، كيف كانت تجربة "آي بي إم" في الصين، ولماذا أدت إلى خيبة أمل؟
كريشنا: أنا لا أحبذ استخدام كلمة خيبة الأمل. نعم، لقد توجهت "آي بي إم" إلى الصين في أوائل التسعينيات، ولا يزال لدينا كثير من الأشخاص فيها، ولا يزال لدينا أعمال هناك. هل كان من الممكن أن تعمل شركاتنا بشكل أفضل هناك؟ أعتقد أن ذلك كان ممكنا، لكنها مسألة تحتاج إلى قليل من الاستعداد والتعاون. ليست لدينا نية لمغادرة الصين، بل نعتزم البقاء فيها طالما سمحت لنا حكومة الصين بذلك. نود الحفاظ على أعمالنا وتنميتها هناك إذا أمكن، هذا هو موقفنا الحالي.
عندما يتحدث الناس عن قطاعين مختلفين في التكنولوجيا، فهذا لا يساعد أي أحد، لا أعتقد أن ذلك يساعد الولايات المتحدة وهو لا يساعد الصين أيضا. لذلك أعتقد أننا نريد أن نكون في قطاع واحد دائما.
ووترز: ألن يكون هناك انقسام أعمق -إن حدث- خلال الأعوام القليلة المقبلة؟
كريشنا: يبدو أن النقاش حول هذا الموضوع يسير في اتجاه غير متسق. لقد سرني أن الرئيس بايدن والرئيس شي التقيا على الأقل في قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا وجرى حديث بينهما. أعتقد أن هذا يساعد على نزع فتيل بعض التوترات. تحدث كلاهما عن المسائل التي يمكن أن تعود إلى طبيعتها. إذا نظرت إلى التعليقات منذ ذلك الحين، بخلاف بعض المجالات كأشباه الموصلات المتقدمة والحوسبة الفائقة، فإن الأمور الأخرى مسموح بها. كل ما عليك هو فقط أن تتوخى الحذر في مسألة بيعها لمن، وماذا ستفعل بها.
أعتقد أن التكنولوجيا وصلت إلى النقطة التي تعتقد فيها معظم الدول أنها لا تقل أهمية بالنسبة إليها عن الأنظمة المالية. فالدول تريد أن تكون لها بنوك خاصة بها، وتريد عملتها الخاصة، وتريد القدرة على طباعة نقودها وأن تضع سياساتها النقدية بنفسها. أعتقد أن الدول تريد المرونة نفسها في أنظمة التكنولوجيا أيضا. فطالما اعتقدوا أن لديهم شيئا من هذه المرونة، فسيستخدمون بعض اللبنات الأساسية، وهذا ما ندافع من أجله.
ووترز: عندما تقيم القدرة التنافسية لصناعة التكنولوجيا الأمريكية على مستوى العالم، وحين تقارنها بالخطط الطموحة جدا التي وضعتها الصين، كيف تقيم هذا المشهد؟ مثلا، تحدثت عن الحوسبة الفائقة، ورأينا الصين أخيرا وهي تقفز إلى المقدمة عندما صنعت أول حواسيب الإكساسكيل. الولايات المتحدة تملك حاسوبا مثله الآن، لكن الصين تريد بناء عديد منها. هل بدأت الأساسات تتغير بالفعل؟
كريشنا: في الواقع لا أعتقد ذلك، أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة العوائد المتناقصة فيما يتعلق بالحواسيب الفائقة التقليدية. ما المشكلة التي يمكنك حلها على جهازين اثنين من حواسيب الإكساسكيل الفائقة التقليدية التي لا يمكنك حلها على نصف حاسوب إكساسكيل؟ لا أعتقد أن أي شخص يستطيع ذكر حتى مشكلة واحدة. لأنك ستصل إلى حدود الأداء لما يمكننا أن نتخيله كسبب للاستخدام. لذلك أعتقد أننا ربما وصلنا إلى نقطة العوائد المتناقصة.
لكن بالنسبة إلى سؤالك بشكل عام، أعتقد أن الأمر يتعلق بالنشر الفعلي للتكنولوجيات الجديدة وتبنيها. يجب أن نعترف بالفضل كله للصين، لأنها تبدو كأنها تعمل بسرعة كبيرة وعالية على ذلك بالفعل. لكن عندما نفكر في الأنظمة التي يمكنك الوثوق بها والتي يمكنك استخدامها والتي أصبحت عالمية وتساعد الأشخاص في حياتهم، فلن نجد أمثلة كثيرة عليها.

الأكثر قراءة