للأسبوع الثاني .. أسعار النفط ترتفع وسط تفاؤل بتراجع الضغوط التضخمية
صعدت أسعار النفط أمس، وسط تفاؤل بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سينهي دورة التشديد النقدي، ما يعزز الاقتصادات ويدعم الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آذار (مارس) 48 سنتا، بما يعادل 0.6 في المائة، إلى 86.64 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، في حين زادت أسعار الخام الأمريكي 54 سنتا إلى 80.87 دولار للبرميل، بزيادة 0.7 في المائة.
وسجل الخامان مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. وأغلق كلاهما مرتفعا 1 في المائة، بالقرب من أعلى مستويات إغلاق لهما منذ الأول من ديسمبر.
ويرى معظم الاقتصاديين في استطلاع أجرته "رويترز" أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سينهي دورة التشديد النقدي بعد رفع قدره 25 نقطة أساس في كل من اجتماعيه التاليين لتحديد السياسة، ثم سيبقي أسعار الفائدة ثابتة على الأرجح لبقية العام على الأقل.
وقال جون ويليامز رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك "إن البنك المركزي الأمريكي سيقر مزيدا من رفع أسعار الفائدة، وإنه يرى علامات على أن الضغوط التضخمية ربما بدأت في التراجع من مستوياتها بالغة الارتفاع".
وعبر عدد من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي الآخرين عن دعمهم لتحول نزولي في وتيرة رفع أسعار الفائدة.
في الوقت نفسه يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي. ويجعل ضعف الدولار النفط الخام، المسعر بالعملة الأمريكية، أرخص للمشترين في الخارج.
ومما دعم الأسعار أيضا، ارتفاع الطلب الصيني على النفط بنحو مليون برميل يوميا إلى 15.41 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر) عن الشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ فبراير، وفقا لأحدث أرقام الصادرات التي نشرتها مبادرة البيانات المشتركة "جودي".
وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية "إن أسواق الطاقة قد تشهد نقصا في الإمدادات في 2023 جراء انتعاش الاقتصاد الصيني والصعوبات التي تواجه صناعة النفط الروسية في ظل العقوبات".
إلى ذلك، قالت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية في العاصمة السنغالية داكار أمس "إن حرب روسيا وأوكرانيا تضر بالأفارقة بشكل خاص من خلال مفاقمة انعدام الأمن الغذائي وإثقال كاهل اقتصاد القارة بعبء كانت في غنى عنه".
وقالت يلين "إن إنهاء الحرب سيكون أفضل شيء لمساعدة الاقتصاد العالمي"، لكن تقديرات وزارة الخزانة أشارت إلى أن سقف الأسعار على النفط الخام والمنتجات المكررة من روسيا الذي تبنته مجموعة السبع للحد من عائدات روسيا من شأنه توفير ستة مليارات دولار سنويا لأكثر 17 دولة إفريقية استيرادا للنفط.
وفي حديثها في مستهل جولة تشمل ثلاث دول إفريقية، قالت يلين "إن بعض الدول الناشئة توفر مبالغ أكثر من خلال استخدام سقف الأسعار للتفاوض على تخفيضات أكبر مع روسيا، وإن وزارة الخزانة تشجع دولا أخرى على فعل ذلك".
فرضت مجموعة السبع وأستراليا سقف أسعار على النفط الروسي في الخامس من ديسمبر، وحظرت استخدام خدمات التأمين البحري والتمويل وغيرها من الخدمات المقدمة من الغرب للشحنات التي يزيد السعر فيها على 60 دولارا للبرميل. ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ سقف آخر يستهدف المنتجات البترولية المكررة الروسية، مثل الديزل وزيت الوقود، في الخامس من فبراير.
وقالت يلين "إن واشنطن قدمت مساعدات إغاثية وغذائية طارئة بنحو 13 مليار دولار العام الماضي، وإنها تؤسس حاليا شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وإفريقيا لتلبية الاحتياجات الغذائية على المدى القصير لأكثر من 300 مليون إفريقي".
ويلين هي الأولى من بين عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين يعتزمون زيارة إفريقيا هذا العام، بينهم الرئيس جو بايدن، مع سعى واشنطن إلى تعزيز العلاقات مع القارة وتوفير ثقل مقابل للثقل الذي تتمتع به الصين، التي جعلت قروضها عديدا من الدول مثقلة بالديون.