توقعات بسوق نفطية أكثر إحكاما في النصف الثاني .. «جولدمان ساكس»: مسار الأسعار تصاعدي

توقعات بسوق نفطية أكثر إحكاما في النصف الثاني .. «جولدمان ساكس»: مسار الأسعار تصاعدي
تدفق موجة من السيولة في أسواق النفط مع ارتفاع عدد عقود النفط الآجلة.

استمرت حالة التفاؤل في السوق النفطية، وتلقت الأسعار دعما جيدا من تخفيف القيود الصارمة المرتبطة بكوفيد - 19 في الصين، ما سيؤدي إلى تعافي الطلب العالمي، بينما يكبح تنامي الطلب زيادة متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية غير الموسمية تم رصدها في الأسبوع الماضي وسط استمرار ضعف الطلب على المصافي.
ومن المحتمل أن يكون استمرار ضعف الطلب على المصافي قد أسهم في البناء الموسمي المضاد للمخزونات النفطية، ومن المتوقع أن يكون إجمالي استخدام المصافي قد ارتفع بمقدار 2.8 نقطة مئوية خلال الأسبوع الماضي ليصل في المتوسط إلى نحو 86.9 في المائة من طاقتها.
ويقول محللون نفطيون، "إن التفاؤل بانتعاش الطلب الصيني تفوق على معنويات الابتعاد عن المخاطرة التي عاقت الأسعار في تعاملات سابقة".
ونقل المحللون عن شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" تأكيدها أنه على المدى القريب ستواصل صادرات المنتجات النفطية المتزايدة، وتحسن طلب المستهلكين بشكل مباشر، دعم عمليات تشغيل المصافي الصينية القوية، وبالتالي تنامي واردات النفط الخام.
وسلط المحللون الضوء على تأكيد منظمة أوبك في تقريرها الشهري أن السوق العالمية في حالة توازن، وستصل إلى حالة فائض صغير خلال النصف الأول من عام 2023، لافتين إلى توقعات دولية ترجح سوقا أكثر إحكاما خلال النصف الثاني من عام 2023 إذا ظلت سياسة إنتاج "أوبك" دون تغيير.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية" مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" للطاقة في النمسا "إن رفع قيود الصين الخاصة بالجائحة أعطى زخما كبيرا للسوق النفطية، حيث أدى تزايد الشعور بالتفاؤل إلى تدفق موجة من السيولة في الأسواق مع ارتفاع عدد عقود النفط الآجلة التي يحتفظ بها التجار إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو الماضي".
وأضاف أن "حالة التفاؤل ازدادت رسوخا وقوة مع تأكيد بنك جولدمان ساكس الاستثماري الدولي أن مسار أسعار النفط الخام صعودي في العام الجاري، وأن أسواق السلع والنفط الخام تحديدا تتجاوز حاليا حالة الخوف من الركود"، مضيفا "لا نعتقد أن الركود سيتحقق".
من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، "إن توقعات حدوث التباطؤ العالمي تنحسر حتى قبل أن ينتعش الطلب في الصين، حيث وجدت أسعار النفط الخام دعما قويا من ضعف الدولار ومن التوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يقترب بالفعل من نهاية سلسلة الزيادات العنيفة في أسعار الفائدة".
وأضاف أن "العقوبات الأوروبية والغربية والسقف السعري المفروض على النفط الخام الروسي من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يبدوان محدودي التأثير ولا يؤثران بقوة في العرض ولا في الطلب"، موضحا أنه في غضون ذلك طرحت بعض دول "أوبك" فكرة تداول النفط الخام بعملات غير الدولار.
من جانبه، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، "إن السوق النفطية تشهد تزايد المشاعر الصعودية الداعمة للمكاسب، حيث تشير التوقعات الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" والقمة الاقتصادية العالمية في منتجع دافوس السويسري إلى أن الاقتصادات الكبرى قد تنجح في تجنب الركود".
وأشار إلى تحول معنويات السوق بشكل لافت إلى الاتجاه الصعودي على خلفية الآمال بأن إعادة فتح الصين ستعزز نمو الطلب، وقد تتجنب الاقتصادات المتقدمة الكبرى حالات الركود الواسع المقدرة سابقا، بسبب التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة، الذي فرض رفعا متواليا لأسعار الفائدة الأمريكية.
بدورها، تقول ليزا إكسوي المحللة الصينية والمختصة في شؤون الطاقة، "إن السوق تبدلت حالتها نحو المسار الإيجابي حاليا ودعم ذلك قول هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة أوبك، (إن بوادر التفاؤل الحذر بشأن تعافي الاقتصادات والطلب على النفط بدأت في الظهور بفضل إعادة الافتتاح الصيني للبلاد)"، موضحا أن أحدث بيانات الناتج المحلي الإجمالي من الصين فاقت التوقعات.
وأوضح أن كثيرا من التفاؤل الأخير تغذيه الأخبار الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إضافة إلى تقرير "أوبك" الشهري الذي حافظ على توقعات نمو الطلب العالمي لعام 2023 دون تغيير عن مستويات ديسمبر الماضي.
من ناحية أخرى، استقرت أسعار النفط دون تغير يذكر أمس، بعدما تخلت عن مكاسبها المبكرة، إذ تشهد السوق توازنا بين المخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة مقابل تفاؤل بأن يؤدي رفع القيود المرتبطة بكوفيد-19 في الصين لزيادة الطلب في أكبر مستورد للنفط في العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لمزيج برنت 22 سنتا، أي 0.3 في المائة، إلى 85.70 دولار للبرميل بحلول الساعة 1831 بتوقيت جرينتش، بينما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتين لتسجل 80.16 دولار للبرميل.
وارتفع كلا العقدين بأكثر من دولار واحد للبرميل ليصلا إلى أعلى مستوياتهما في 2023 قرب منتصف النهار في آسيا، مع وصول خام برنت إلى 87 دولارا للبرميل، والعقود الآجلة لخام غرب تكساس إلى 81.42 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة