حيوانات غيرت مجرى التاريخ

تعيش معنا على هذا الكوكب بصمت، منا من يقدرها ويمنحها منزلة فوق البشر من حوله، ومنا من يمر أمامها دون أن يعيرها أي اهتمام ولا يدري أن وجودها أحد أهم أسباب بقائه على سطح الأرض، فقد أسهم عديد من أنواعها في تغيير مجرى التاريخ على الصعيد العلمي من خلال المساعدة على اكتشاف نظريات علمية وبحثية وأثناء الحروب والكوارث، بالوصول إلى أخطر الأماكن التي استعصت على البشر وإنقاذ أشخاص من الهلاك في فترات صعبة عجز فيها الإنسان عن التدخل، لذا حق لها أن يخلدها التاريخ!
لعل من أشهرهم الكلبة يوركشير التي وجدها جندي أمريكي تائهة في غابة غينيا الجديدة في 1944، وأطلق عليها اسم سموكي، لتصبح شريكته الوفية، فقد أمضت 18 شهرا خلال القتال في غينيا الجديدة والفلبين وخدمت في 12 معركة و150 غارة جوية وإعصار في جزيرة أوكيناوا، وأنقذت حياة نحو 250 جنديا أمريكيا من خلال تحذير الجنود من إطلاق النار الوشيك، وساعدت على وصل أسلاك الاتصالات بين البؤر الاستيطانية بعبور أنبوب تحت الأرض لوضع الأسلاك في مكانها حتى يتم التواصل بين الجنود! وكوفئت بثمانية أوسمة شرفية، ونصب لها تمثال تذكاري في كليڤلاند.
ولعبت كلاب "البالتو" دورا مفصليا أثناء اجتياح وباء الدفتيريا القاتل في 1925 بلدة نوم التي تقع في مدينة ألاسكا، باستخدامها وسيلة لنقل مضادات السموم لعلاج المرضى - من سياتل - بدلا من استخدام الطائرات، حيث ركضت هذه الكلاب التي تنتمي إلى فصيلة هسكي سيبيري خلال العاصفة الثلجية في منتصف الليل لتقديم المصل لإنقاذ حياة سكان تلك البلدة!
أما الحمامة الزاجلة شير آمي فقد كانت أحد جنود القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، وأطلق عليها اسم "الصديقة العزيزة"، حيث نقلت 12 رسالة إلى فيلق إشارة الجيش الأمريكي في فرنسا من ضمنها رسالة مصيرية إلى الكولونيل شارل ويلتسي العالق هو و500 جندي خلف خطوط عدوهم، بعد نفاد المؤونة والذخيرة منهم وأنقذتهم من موت محقق بوابل من النيران الصديقة! وحصلت على وسام "صليب القتال" وحنطت جثتها وعرضت في مؤسسة سميثسونيان الأمريكية.
ووضع البشر الخروف مونتوسيال في 1783 برفقة بطة وديك في أول رحلة جوية على متن منطاد الهواء الساخن، لمعرفة ما إذا كان الإنسان قادرا على البقاء في مناطق عالية الارتفاع. وهذا هو ديدن البشر بوضع الحيوانات في الخطوط الأمامية ليكونوا كبش الفداء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي