معنويات سوق النفط تتبدل نحو الاتجاه الصعودي .. 10 دولارات زيادة مرتقبة للأسعار

معنويات سوق النفط تتبدل نحو الاتجاه الصعودي .. 10 دولارات زيادة مرتقبة للأسعار

تواصل أسواق النفط حصد مكاسبها مدعومة بتحسن توقعات الطلب في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وتترقب السوق مزيدا من الأخبار الإيجابية عن الطلب الصيني بعد استئناف حركة السفر وإنهاء الإغلاق بالتزامن مع قرب حلول عطلات رأس السنة القمرية، بينما تأرجحت بيانات الطلب العالمي مع ارتفاع مخزونات النفط الخام بنحو 1 في المائة عن المتوسط لهذا الوقت من العام.
في المقابل، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بزيادة مخزونات النفط للأسبوع الأول من العام الجديد، لكن تبقى التقلبات السعرية هي السمة السائدة في السوق. وارتفعت مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 19 مليون برميل الأسبوع الماضي وهي أكبر قفزة منذ فبراير 2021. ووفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة كانت هذه الخطوة متوقعة إلى حد كبير من قبل السوق في أعقاب التجميد الجنوبي الذي أدى إلى توقف كثير من طاقة التكرير في ساحل الخليج الأمريكي.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون "إن السوق النفطية لا تزال في عالم عدم اليقين حيث تعاني التقلبات المتزايدة مع استمرار التساؤلات حول تعافي الصين بعد الإغلاق وفاعلية العقوبات الغربية على النفط الروسي".
وقال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، "إن المعنويات الإيجابية تعود إلى السوق، وهو الأمر الذي كان محور عديد من تقارير البنوك الاستثمارية"، مبينا أنه يوجد الآن اتجاه صعودي قصير الأجل يراوح بين خمسة وعشرة دولارات للبرميل في سعر النفط مع احتمال تسجيل مزيد في النصف الثاني من العام، بحسب تقديرات بنك ستاندرد تشارترد.
ولفت إلى أن أنشطة المضاربة تميل إلى التقلص بعد موجات هبوط الأسعار منذ أوائل يونيو من العام الماضي، موضحا أن الاتجاه الهبوطي الذي دام سبعة أشهر من المرجح أن يتوقف الآن، وأن تحل محله حالة من التعافي على الرغم من بقاء مخاوف الركود والتباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة وعديد من دول العالم.
من جانبه، قال جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا، "إن تحالف (أوبك +) يسعى إلى استقرار السوق وتحقيق توازن ومستوى سعري ملائم لتعزيز الاستثمارات الجديدة خاصة في مشاريع المنبع".
وذكر أن أحدث توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لأسعار النفط تشير إلى أن متوسط سعر خام برنت سيرتفع إلى ما بعد 80 دولارا للبرميل في بداية العام الجاري قبل أن يتراجع حتى ديسمبر 2024 بسبب توقعات أن يتجاوز إنتاج النفط العالمي الاستهلاك في العامين الجاري والمقبل.
من ناحيته، ذكر أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن عدة عوامل رئيسة تؤثر حاليا في السوق النفطية، وهي وضع إنتاج النفط الروسي والقدرة على تصدير المنتجات البترولية في ظل الحظر الأوروبي والسقف السعري الراهن، وأيضا قدرة عديد من الدول غير الأعضاء في "أوبك" على زيادة إنتاج النفط وتخفيف الصين القيود المتعلقة بكوفيد، ما يؤثر بشكل كبير في توقعات أسعار النفط.
وأشار إلى أنه إجمالا يرى المراقبون أن هناك مزيدا من الأسباب التي تجعل أسعار النفط صعودية أكثر من أن تكون هبوطية مع وضع قيود على إمدادات النفط العالمية لإبقاء الأرصدة ضيقة على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي الواضح.
بدورها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية، "إن معنويات السوق النفطية تتبدل نحو الاتجاه الصعودي"، مدللة على ذلك بتوقعات صادرة عن شركة بوفا جلوبال ريسيرش، ترجح أن يبلغ متوسط سعر خام برنت مائة دولار للبرميل خلال عام 2023 مع احتمال تسجيل مكاسب أوسع في حال خروج الصين بشكل نهائي وكامل من أزمة جائحة كوفيد.
وأضافت أن "السوق تتجاهل بناء مخزون النفط الخام الأمريكي الكبير مع ارتفاع الأسعار، حيث ركز التجار على الصين لأنها تسرع عمليات الشراء قبل العام القمري الجديد"، مبينة أن استهلاك النفط الخام في الصين يبقى هو المحرك الأقوى للأسعار، حيث إن الشركات الصينية تشتري شحنات الخام الأمريكي قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة كما أصدرت الحكومة مجموعة وفيرة من حصص الاستيراد، ما حفز الآمال في تحسن استهلاك النفط الخام. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط بما يزيد على 1 في المائة أمس مواصلة المكاسب بعد أن أظهرت بيانات انخفاض أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في كانون الأول (ديسمبر) وبدعم من التفاؤل بشأن توقعات الطلب في الصين. وتعيد الصين، أكبر مستورد للنفط، فتح اقتصادها بعد القيود الصارمة على انتشار فيروس كورونا، مما يعزز الآمال في ارتفاع الطلب على النفط.
وبحسب "رويترز"، ارتفع خام برنت 79 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 83.64 دولار خلال التعاملات أمس، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 99 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 78.40 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين 3 في المائة في جلسة الأربعاء، بدعم آمال في تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية.
وقالت المحللة تينا تينج في "سي إم سي ماركيتس"، "تسرع الصين مخزونات النفط الخام قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، إذ تحسنت توقعات الطلب وسط تحول في سياسة كورونا الخاصة بها".
وقالت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، "إنه من المتوقع أن ينمو الناتج الصناعي 3.6 في المائة في عام 2022 عن العام السابق، على الرغم من تعطل الإنتاج والخدمات اللوجستية من قيود كورونا".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 78.23 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 77 دولارا للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 76.88 دولار للبرميل.

الأكثر قراءة