قراءات
العلم الجديد
هذا الكتاب الذي يزخر بكنوز المعرفة القديمة ويربطها بالمعرفة الحديثة مرورا بمخاض القرون الوسطى القاسي والمتوحش، يتخذ من التاريخ كتجربة حياتية عاشها البشر منذ الطوفان إلى يومنا هذا مصدر إلهامه ومنهج تحليله بقراءته الجديدة للتاريخ بأساطيره وخرافاته وشخصياته الخيالية. يصل فيكو إلى قناعته الراسخة بأن تلك الأساطير تسرد الحقيقة، وعلينا أن نفهمها وننظر إليها كما كان ينظر إليها الأقوام الذين ابتدعوها أي أنها الحقيقة الوحيدة التي كان بإمكانهم استيعابها، ولكي ندرك هذه الحقيقة علينا أن ننزل من علياء فكرنا الفلسفي وأن نترك غرورنا المعرفي وأن نكتشف طفولة العالم بالغوص في تلك الطفولة دون التأويلات الخاطئة التي تصنعها فلسفتنا الباطنية. بربط تاريخ الإنسان بكل المكونات التي تؤنثه التي تناولها فيكو في الكتاب الثاني حول المعرفة الشعرية، ميتافيزيقا وأخلاق واقتصاد وفلك وجغرافيا، وبتحليلها من خلال فقه اللغة وعلم الاشتقاق تمكن المؤلف من الخروج بعلم "جديد" يصحح كثيرا مما سبقه من أخطاء ومن تأويلات اعتباطية لا تستند إلى براهين تاريخية أو فقهية.
ميلاد المتحف
ما وظيفة المتحف الثقافية؟ وكيف تطورت المتاحف الحديثة؟ هذا الكتاب يثري فهمنا ويحفزه ويتحداه. إنه يضع المتحف في صلب العلاقات الحديثة بين الثقافة والسياسة. ذلك أنه ينبغي فهم المتحف العمومي لا بوصفه مكانا للتعليم فحسب وإنما باعتباره إصلاحية للسلوك حيث تقام مجموعة من العروض والنشاطات الاجتماعية المنظمة. يلقي الكتاب ضوءا جديدا على العلاقة بين الأشكال الحديثة للثقافة الرسمية والشعبية، عبر مناقشة التطور التاريخي للمتاحف إلى جانب المهرجانات والمعارض الدولية. إنه يستقصي، عبر دراسات غنية بالتفاصيل، حالات من بريطانيا وأستراليا وأمريكا الشمالية لمعرفة الكيفية التي نظمت بها المتاحف والمعارض في القرنين الـ19 والـ20 مقتنياتها وزوارها، وصولا إلى سياسات المتحف المعاصر وتوجهاته السياسية. المؤلف طوني بينيت، أستاذ الدراسات الثقافية ومدير معهد دراسات السياسات الثقافية في كلية العلوم الإنسانية في جامعة جريفيث في أستراليا.
عينان زرقاوان
قالوا عنها، تعد رواية "عينان زرقاوان" من أوائل روايات توماس هاردي، وتمتاز بحيويتها وقدرتها على شد القارئ. إن الفصل الدرامي المتعلق بالهاوية، على سبيل المثال، يحتوي على كثير من التوتر والإثارة والسخرية والمشاعر الرقيقة، إضافة إلى بعض اللمسات الرومنسية. إن مسرح أحداث الرواية هو بين ويسكاس ولندن وذلك ما يعطي الرواية ملامح السيرة الذاتية، فالبطلة ذات العينين الزرقاوين ألفريدا سوانكورت هي تجسيد لشخصية إيما جيفورد التي أصبحت زوجة توماس هاردي الأولى. لقد جذبت طبيعة ألفريدا المرحة حولها العديد، لكنها عانت التحيز وما تبعه من أحداث ساخرة بينت قيود المجتمع في ذلك الوقت. إن رواية "عينان زرقاوان"، تمثل تجربة أخاذة ومثيرة لقراء اليوم. الكاتب توماس هاردي. 1840-1928 روائي إنجليزي، كتب الرواية والقصة القصيرة والشعر كما كان من أنصار الحركة الطبيعية. ولد في مدينة دورتشيستر في مقاطعة دورست لأب يعمل بناء وأم مثقفة وطموحة زودت ابنها بالتعليم الذي يحتاج إليه حتى سن الـ16 حينما تولى تعليمه وتدريبه بعدها المعماري المحلي جون هكس لكي يصبح معماريا قبل انتقاله إلى لندن في 1862.