هبوط الأسواق الناشئة يخفض مكرراتها ويرفع العائد النقدي إلى 3.4 % .. والسعودية عند 2.8 %

هبوط الأسواق الناشئة يخفض مكرراتها ويرفع العائد النقدي إلى 3.4 % .. والسعودية عند 2.8 %

أدت التراجعات التي شهدتها الأسواق الناشئة خلال العام الماضي إلى تراجع أسعار الأسهم إلى مستويات هي الأدنى منذ 2020 على أقل تقدير، ما أدى إلى انخفاض مكررات بعض الأسواق وارتفاع العائد النقدي.
وبحسب رصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية" تراجعت الأسهم التي يتتبعها مؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة 22 في المائة بالدولار الأمريكي، ليتراجع مكرر الربحية للشركات التابعة إلى 12.4 مرة.
وشهد 2022 تغيرا واضحا في توجهات المستثمرين نحو الأوعية الاستثمارية، على خلفية التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة، ما أدى إلى تآكل جاذبية الأسهم.
وعلى سبيل المثال، تجاوز العائد على سندات الخزينة المحمية من التضخم لأجل عشرة أعوام 1.5 في المائة، ارتفاعا من سالب 1 في المائة تقريبا في بداية 2022.
ويراهن المتداولون على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بشكل كبير ويبقيها مرتفعة لأعوام مقبلة في الوقت الذي يحاول فيه تهدئة التضخم.
ومكرر الأرباح "السعر للعائد" هو حاصل قسمة سعر السهم على ربحيته، ويعني ذلك عدد الأعوام التي يحتاج إليها مالك السهم ليستعيد ما دفعه عند شراء هذا السهم، وعليه فكلما انخفض مكرر ربحية شركة فهو مؤشر إيجابي، في حين كلما ارتفع كان مؤشرا على تضخم سعر السهم، مقارنة بأرباحه.
أما عائد التوزيع النقدي للشركات التابعة والمقيمة بالدولار الأمريكي، فارتفع إلى 3.4 في المائة، مقارنة بمطلع 2022 عند 2.3 في المائة تقريبا، ما قد يسمح بتوافر فرص في الأسواق، رغم تأثير الخوف من أسعار الفائدة المرتفعة، التي قد تؤدي إلى تفويت الفرصة.

قطر والإمارات
جاءت أسواق الإمارات وقطر في مقدمة أسواق المنطقة من حيث العائد النقدي، وكذلك الأقل في مكرر الربحية، إذ بلغ مكرر ربحية الأسهم القطرية التابعة لمؤشر " إم إس سي آي" عند 13 مرة وعائد نقدي قرابة 4 في المائة، أما سوقا الإمارات تتداولان عند مكرر 11.5 مرة وبعائد نقدي قرابة 3.5 في المائة.
أما الأسهم السعودية التابعة للمؤشر، فتتداول عند مكرر 16 مرة وبعائد 2.8 في المائة، وفي مصر عند مكرر 8.6 مرة وبعائد 3.1 في المائة، أما الأسهم التركية فتتداول بمكرر سبع مرات، وبعائد نقدي مقيم بالدولار عند 1.4 في المائة.
ويستحوذ مؤشر "إم إس سي أي" للأسواق الناشئة على تمثيل للأسهم الكبيرة والمتوسطة، وكذلك الصغيرة في 24 سوقا ناشئة من خلال أكثر من 3200 شركة وبقيمة سوقية تقدر بنحو 7.27 تريليون دولار بنهاية 2022، ليغطي المؤشر ما يقرب من 99 في المائة من القيمة السوقية للأسهم الحرة المعدلة بالدولار.

البرازيلي الأكثر جاذبية والهندي الأقل
وبالنظر إلى أبرز الأسواق الناشئة فقد تراوحت مكرراتها، بحسب مؤشرات "إم إس سي آي" بين ست مرات كأفضل المكررات والخاصة بالسوق البرازيلية، وبحدها الأعلى عند مكرر 26 مرة للسوق الهندية.
أما التوزيع النقدي، فبلغ العائد للسوق البرازيلية 11.9 في المائة مستفيدة من التقييمات، التي قالت عنها "بلومبيرج" إنها من بين أرخص الأسعار في العالم، على تحفيز الطلب لشراء أسهم البرازيل رغم استمرار عدم اليقين السياسي بشكل كبير.
في المقابل، تعد سوق الأسهم في الهند هي الأقل من بين الأسواق الناشئة محل الرصد في عائد التوزيع النقدي بواقع 1.2 في المائة، بعدما وصلت السوق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في ديسمبر الماضي.
والتقييمات المرتفعة للشركات الهندية أدت إلى تقليص بعض المراكز، مع ارتفاع صافي المسحوبات من المستثمرين المؤسسيين الأجانب إلى 18 مليار دولار في 2022، مقارنة بالتدفقات الداخلة البالغة 3.8 مليار دولار المسجلة في 2021.

وحدة التقارير الاقتصادية

الأكثر قراءة