التفاؤل .. استراتيجية المستثمرين لمواجهة كآبة الأسواق
إذا كان المستثمرون قد تعلموا شيئا من تجربة 2022 الكئيبة في الأسواق، فهو كيف يكونون متفائلين.
ذلك ليس سهلا، خاصة مع استمرار تكرر الأخبار السلبية العام الماضي بشأن كل شيء له أهمية في تحديد أسعار الأصول، بما في ذلك ثلاثة من أهم العناصر، التضخم وسياسة البنك المركزي والأوضاع الجيوسياسية. لكن الأمر لا يستحق أن نصبح تعساء. مع الأسف، تذكرنا الحياة باستمرار بأنها قصيرة. إليكم دليلي غير العلمي للتغلب على هذا الشعور.
أولا، جرأة الشعور بالأمل للحمقى فقط. كانت الجهود المتكررة لرؤية الجوانب المشرقة حيث لم تكن موجودة أحد مظاهر 2022 المستمرة. مرة تلو الأخرى - في آذار (مارس) وحزيران (يونيو) وتشرين الأول (أكتوبر) - ظن ذوو الشخصيات المبتهجة لسبب غير مفهوم أنهم قد يرون علامات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يفعل العكس تماما مما كان يستمر بقوله طوال العام الماضي، ويتهاون في رفعه لأسعار الفائدة.
كانت النتيجة سلسلة من الارتفاعات الفاشلة في السوق الهابطة - ارتفاعات في السندات الخطرة متضمنة في الأسواق الهابطة على نطاق واسع والأسواق الكبيرة أيضا. أظهر تحليل من "جولدمان ساكس" العام الماضي أن تلك الارتفاعات الثلاثة حسبت ضمن الأكبر من نوعها في الأسهم العالمية منذ 1981، والأطول مدة. تنطبق بعض الجوانب التقنية المعقدة هنا، الارتفاع المفاجئ في الصيف كان بسبب إغلاق المستثمرين على المدى القصير الرهانات السلبية أكثر مما كانت تتعلق بقرار المستثمرين المتفائلين بشكل غريب الذين قرروا بأن الوقت قد حان للشراء. مع ذلك، يستمر هذا النمط.
لماذا؟ قال جريج بيترز، كبير مسؤولي الاستثمار المشارك في بي جي أي إم فيكسد إنكوم، "كان الناس محبطين للغاية لمدة عشرة أشهر. لم يستطيعوا تحمل الأمر أكثر من ذلك لذا يحاولون أن يكونوا أكثر تفاؤلا. الأمر بتلك البساطة. إنه أمل زائف مرارا وتكرارا، فينبوع الأمل لا ينضب". يبدو ذلك تبديدا للطاقة. لا تكونوا محبطين للغاية.
من السهل بالتأكيد أن يكون الشخص حكيما بعد فوات الأوان، لكن بعض المشاركين في الأسواق يقولون إنهم لم ينخدعوا بالأمل الزائف في المقام الأول. "باعتقادي أن طبيعة الأسواق غير متوقعة معظم الوقت"، كما قال أندرو بيز، رئيس استراتيجية الاستثمار في "راسل إنفستمنتس". كما يقول إن الحالات النادرة التي تكون فيها الأسواق متوقعة هي عندما تواجه صعوبات بما يكفي ليصبح الوقت مناسبا لاقتناص بعض الصفقات. "علينا تحديد الأوقات التي يواجه فيها الناس الصعوبات. آخر مرة حدث ذلك فيها بوضوح كانت في مارس 2020"، كما يقول، عندما ارتفعت فروق الائتمان وبديل مؤشر فيكس لمستويات الضغط في الأسهم.
"يدور الجدال دوما حول ما إن كنا قد رأينا لحظات من الاستسلام. كان الجواب طيلة العام الماضي هو لا. رأينا تحركات كبيرة في السوق لكنها لم تكن المؤشرات المهمة حقا التي تثير الذعر".
ذلك هو الخيار الأول. انتظروا المصاعب الحقيقية. الخيار الثاني هو تحمل المصاعب، ولا سيما عندما لا يكون لديك خيار آخر فعلا. يتفق أليكس أومانسكي، مدير محافظ في شركة بارون كابيتال للاستثمار التي تبلغ قيمتها 48 مليار دولار، مع ذلك. كان صندوق بارون جلوبال أدفانتج لأسهم التكنولوجيا أحد صناديقه الذي انخفض 50 في المائة أو نحو ذلك العام الماضي.
"لقد كنا نتوقع تراجعا بالطبع، لكن حجمه وسرعته وحدته كانت مفاجئة قليلا"، كما يقول، مع بعض الاستخفاف ودون شفقة على النفس. يقول بصراحة، "نحن ما نحن عليه". إنه صندوق نمو. في سوق هابطة. من المؤكد أنه مر بفترة صعبة، لكنه يقول، بالنسبة له، كانت أكثر الفترات إثارة للرعب هي الارتفاع الضخم في 2022. "كان هناك كثير من الأموال" المقبلة لدرجة أنه كان عليه توسيع عدد الشركات في محفظته وزيادته من العدد المعتاد الذي يراوح بين 40 و50 شركة إلى أعلى رقم في مستوى الستينيات - منطقة غير مريحة.
"لم أكن أستطع النوم في أواخر 2020 وبداية 2021، لأن المال كان يستمر بالقدوم ولم يوجد ما أشتريه بسعر جيد لذا كان علينا التضحية إما بالجودة وإما بالسعر"، كما يقول. الآن، على النقيض من ذلك، "كل شيء معروض للبيع، كأنك تدخل متجر لوي فيتون وتجد تخفيضات 50 في المائة". أقر أن ذلك التخفيض قد يصل إلى 70 في المائة. لكن إن كنت واثقا بطريقتك، فإن ذلك يعبر عن بعض القيمة ويعد طريقة للصمود في وجه العاصفة.
أما الخيار الأخير فهو الاستمرار بإخبار نفسك بأنك مشارك في الأمر على المدى الطويل. يعترف جون بيلتون، رئيس الاستراتيجية متعددة الأصول في جيه بي مورجان لإدارة الأصول، بصراحة أن 2022 كان عاما سيئا، حيث انخفضت الأسهم وفشلت شبكة الأمان المعتادة للسندات. لكنه يقول، "إذا بقيت في مخبأك لوقت طويل سيفوتك وقت استقرار الأمور (...) من المهم جدا اغتنام الفرص للدخول إلى السوق". يقول بيلتون إن ذلك قد يبدو كنصيحة لشراء سهم هبط سعره بسرعة. "لكن الحال لا يكون هكذا إلا إذا كنا نتعامل مع أصول ضعيفة"، حسبما يقول.
محاولة تحديد وقت الدخول أو الخروج من السوق صعبة، ومن المستحيل فعلها باستمرار، لكن اغتنام الارتفاعات يساعد كثيرا. أشار فريق الاستثمار في "جيه بي مورجان" في عرض تخصيص أصول طويلة المدى إلى أن التمسك بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 على مدى العقدين الماضيين كان سيحقق عوائد سنوية بـ9.76 في المائة. لكن تفويت أفضل عشرة أيام يقلص تلك العوائد السنوية إلى 5.6 في المائة. وتفويت أفضل 30 يوما يقلصها إلى ما يقارب الصفر.
يقول بيلتون، "نحن لا نقول احذروا من قاع السوق. بل نقول فكروا في كيفية إعادة بناء المحافظ". مع الأسف، لا أستطيع ضمان أن يكون 2023 مشرقا أكثر من ذلك، لكن من المفترض أن تساعد مثل هذه الرؤية مع قليل من الحظ على الأقل.