منتدى الدول المصدرة للغاز: 2009 سنة صعبة للطاقة
لم يتوصل الوزراء المشاركون في أعمال منتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة أمس في اختيار الأمين العام للمنتدى من بين خمس دول تقدمت بمرشحين لتولى رئاسة الأمانة بعد جلسة عمل مغلقة اقتصرت على الوزراء واستمرت لنحو ساعتين، فيما قرر المشاركون في الاجتماع الذي استمر ليوم واحد اختيار عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري رئيسا للمنتدى وشكيب خليل وزير الطاقة الجزائري نائبا للرئيس.
وصادق الاجتماع على أعضاء اللجنة التنفيذية للمنتدى و موازنة النصف الثاني من العام الحالي، واتفق المشاركون على عقد الاجتماع التاسع للمنتدى في قطر في التاسع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وكانت خمس دول هي إيران، ليبيا، الجزائر، روسيا، وترينداد قد دفعت بمرشحين لتولى منصب الأمين العام للمنتدى الذي سيكون مقره الدوحة. وذكر مصدر لـ «الاقتصادية» أن النظام الأساسي يشترط أن ينتخب الأمين العام بإجماع الدول الأعضاء الأثنتي عشرة في المنتدى.
وقال العطية إن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على قطاع الطاقة ستستمر هذه السنة، مؤكدا أن 2009 ستكون فترة صعبة. وانتهى الاجتماع الوزاري الذي شاركت فيه 12 دولة دون مناقشة مسألة تنسيق السياسات السعرية، كما تم تأجيل البت في اختيار الأمين العام للمنتدى حتى الاجتماع المقبل الذي تقرر عقده في الدوحة، مقر المنتدى، في التاسع من كانون الأول (ديسمبر).
وقال العطية «إن تداعيات الأزمة الاقتصادية لا تقتصر على المؤسسات المالية فهي تؤثر بالمثل في أي قطاع آخر ويشمل ذلك النفط والغاز»، وأضاف «أن الربع الأخير من عام 2008 كان فترة صعبة بالنسبة لصناعة الطاقة، كما أن جميع المؤشرات تدل على أن العام الحالي سيشهد فترة صعبة أيضا».
وكشف العطية عن أن «الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي سيزداد بمعدل 1.6 في المائة سنويا، وسيرتفع من 104 تريليونات قدم مكعبة في 2006 إلى 153 تريليون قدم مكعبة في 2030». واعتبر العطية أن «الأزمة الاقتصادية الحالية غير المتوقعة وغير المسبوقة أتاحت مراجعة الاستراتيجيات لمواجهة التأثير المحتمل لهذه التحديات».
من جهته، قال وزير الطاقة والصناعة الروسي سيرجي إيفانوف إن «التعاون بين الدول المصدرة والمستهلكة للغاز ضروري من أجل إيجاد توازن في سوق الطاقة العالمية خاصة في ظل انخفاض أسعار الغاز في الآونة الأخيرة»، وأضاف «أن الهدف من منتدى الدول المصدرة للغاز هو توفير التدابير الضرورية من أجل تحقيق عوائد أفضل من الغاز الطبيعي بالنسبة للدول المصدرة».
وشاركت في الاجتماع الجزائر، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، فنزويلا، والإمارات كعضو ضيف والنرويج كعضو مراقب. وقال العطية إن «الإمارات اليوم شاركت كضيف وهم يسعون لأن يكونوا أعضاء كاملين في المنظمة في حين قبلت هولندا كعضو مراقب».
وأوضح الوزير القطري أن بعض الدول طلبت مهلة لتقديم مرشح من قبلها لمنصب الأمين العام وتم تحديد شهر تشرين الأول (أكتوبر) موعدا نهائيا لتلقي طلبات الترشح، ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل للمنتدى في المبنى الجديد للمقر في الدوحة.
من جهته، قال وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو إن أحد أهداف مجموعة منتدى الدول المصدرة للغاز يتمثل في تعزيز دخل أعضائها بأقصى درجة ممكنة، وأضاف شماتكو في مستهل اجتماع منتدى الدول المصدرة للغاز المنعقد في قطر أن هناك حوافز قليلة للاستثمار في مشاريع تطوير النفط والغاز، وأوضح في تعليقات ترجمت من اللغة الروسية «شهدت أسواق الطاقة حركة تصحيح ولا يمتلك أحد الوصفة الدقيقة لحل المشكلة».
ومن المرجح أن تأتي مسألة التراجع الاقتصادي العالمي وتأثيره في استهلاك الغاز على قمة المواضيع المدرجة ضمن جدول أعمال المنتدى الذي يضم 11 دولة تمتلك أكثر من ثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي من الغاز.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الأول إن من المرجح أن ينخفض الطلب العالمي على الغاز هذا العام للمرة الأولى خلال نصف قرن، وفي إطار تحديده الأهداف الرئيسية لمنتدى الدول المصدرة للغاز قال شماتكو «اتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة لزيادة دخل الدول الأعضاء بأقصى درجة ممكنة».
وأثارت الاجتماعات السابقة لمنتدى الدول المصدرة للغاز قلق مستهلكي الغاز خشية أن يكون للمجموعة تأثير على أسواق الغاز يماثل تأثير منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» على أسواق النفط.
وقال شماتكو «أنا واثق من أن الدول المصدرة للغاز ستتمكن من تحقيق توازن بين المنافسة وتنسيق سياسات إنتاج الطاقة»، وأضاف «وأنا على يقين من أن تعاوننا سيكون له تأثير على سوق الغاز وعلى استقرارها».