إعادة طرح مصفاة ينبع للمنافسة بشراكة أمريكية
تغلبت مصفاة ينبع - وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية و«كونوكو فيليبس» الأمريكية - على المصاعب الاقتصادية التي واجهتها، حيث أعلن الشريكان أمس أنهما أعادا طرح المنافسة الخاصة بإنشاء مصفاة ينبع للتصدير بطاقة 400 ألف برميل يوميا في مدينة ينبع الصناعية، على أن يبدأ تشغيل المصفاة في الربع الثالث من عام 2014، أي بتأخير عام من المدة المتفق عليها.
ويأتي إعلان الشريكين في المصفاة بإعادة طرح المنافسة للمشروع، بعد أن وجها الدعوة لتقديم العطاءات للأعمال المبكرة، وقال الشريكان في بيان مشترك أمس «إنه تم إصدار مستندات لمقاولات كبرى لمقاولين محليين ودوليين من ذوي الخبرة في هذا المجال، وتشمل هذه المقاولات مقاولة لإنشاء وحدة للفحم البترولي وأخرى للزيت الخام وثالثة لمرفق البنزين، إلى جانب مقاولات لإنشاء وحدة التكسير الهيدروجيني وساحة الخزانات وخطوط الأنابيب الخارجية وكذلك المقاولات الخاصة بإمداد الطاقة الكهربائية عالية الجهد والبنية الأساسية الأخرى».
في مايلي مزيد من التفاصيل:
تغلبت مصفاة ينبع - وهي مشروع مشترك بين شركة أرامكو السعودية وكونوكو فيليبس الأمريكية - على المصاعب الاقتصادية التي واجهتها، حيث أعلن الشريكان أمس أنهما أعادا طرح المنافسة الخاصة بإنشاء مصفاة ينبع للتصدير بطاقة 400 ألف برميل يوميا في مدينة ينبع الصناعية، على أن يبدأ تشغيل المصفاة في الربع الثالث من عام 2014، أي بتأخير عام من المدة المتفق عليها.
ويأتي إعلان الشريكين في المصفاة بإعادة طرح المنافسة للمشروع، بعد أن وجها الدعوة لتقديم العطاءات للأعمال المبكرة، وقال الشريكان في بيان مشترك أمس ''إنه تم إصدار مستندات لمقاولات كبرى لمقاولين محليين ودوليين من ذوي الخبرة في هذا المجال، وتشمل هذه المقاولات مقاولة لإنشاء وحدة للفحم البترولي وأخرى للزيت الخام وثالثة لمرفق البنزين، إلى جانب مقاولات لإنشاء وحدة التكسير الهيدروجيني وساحة الخزانات وخطوط الأنابيب الخارجية وكذلك المقاولات الخاصة بإمداد الطاقة الكهربائية عالية الجهد والبنية الأساسية الأخرى''.وأشار البيان إلى أنه من المقرر أن تتم ترسية مقاولات الأعمال المبكرة للمشروع في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أما العروض الخاصة ببقية المقاولات، فسيكون موعدها في الربع الأول من العام المقبل، ويتوقع ترسيتها في الربع الثاني من العام نفسه.
وقال أمس المهندس خالد البوعينين النائب الأعلى لرئيس ''أرامكو السعودية'' للتكرير والتسويق والأعمال الدولية ''إن التحسن الذي طرأ على الأسواق أتاح فرصة جيدة لنا كي نعيد تفعيل عملية المنافسة الخاصة بمشروع مصفاة ينبع للتصدير، تلك المصفاة التي ستصمم حسب أحدث ما وصلت إليه التقنية، التي ستزود السوقين المحلية والعالمية بمنتجات بترولية مكررة عالية الجودة''.
وأوضح المهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو ''إن المصفاة ستضيف قيمة كبيرة إلى مجموعة أعمالنا في مجال التكرير والتسويق، إضافة إلى دعم هدفنا في دفع التنمية الصناعية في المملكة إلى آفاق أرحب وتوفير الفرص الوظيفية''.
من جانبه، بين ويلي تشانغ النائب الأعلى للرئيس للتكرير والتسويق والنقل في شركة كونوكو فيليبس ''إنه لمن دواعي السرور بالنسبة لنا أن نتمكن من استئناف عملية المنافسة الآن حيث الأسواق مواتية بشكل أفضل، فنحن ملتزمون بالعمل مع ''أرامكو السعودية'' على إنجاز مشروع مصفاة التصدير في ينبع، هذا المشروع الذي سيزيد من حضورنا العالمي في مجال التكرير، كما سيمكننا من إضافة مزيد من إمدادات المنتجات المكررة للمساعدة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة''.
وقد واجه المشروع تحديات اقتصادية كبيرة تتمثل في افتقار مدينة ينبع الصناعية إلى البنية التحتية النفطية، إضافة إلى بعدها من منابع النفط السعودية، التي توجد في المنطقة الشرقية المتشبعة بالنفط.وترددت ''كونوكو فيليبس'' في المشاركة في المشروع غير مرة بسبب ارتفاع التكاليف، إذ أعلنت الشركة الأمريكية في وقت سابق تراجعها عن المشاركة في بناء مصفاة الفجيرة الإماراتية، كما أنها تفكر في اتخاذ الخطوة نفسها حيال مصفاة ينبع في السعودية التابعة لشركة أرامكو السعودية، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة المشروع وانخفاض العوائد المتوقعة منه، التي يعتقد أن التكلفة الإجمالية لمشروع مصفاة ينبع تضاعفت إلى 12 - 13 مليار دولار من التقديرات الأولية الموضوعة للمشروع وهي ستة مليارات دولار عند إبرام مذكرة التفاهم بين ''أرامكو'' و''كونكو'' في أيار (مايو) عام 2006، غير أن الشريكين اعتمدا الاستمرار في التمويل لتطوير مشروع مصفاة التصدير في ينبع، وذلك قبل الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق العالمية.
ويأتي مضي شركة كونوكو فيليبس في المشروع، إيمانا منها بأهمية مصفاة ينبع وموقعها المميز الذي يندرج ضمن الاستراتيجية العامة للشركة من حيث الاستثمار في مشاريع من شأنها توسعة حضورها العالمي في مجال التكرير وتأمين إمدادات جديدة مهمة من المنتجات النفطية، إضافة إلى لجوء ''أرامكو السعودية'' أخيرا إلى إعادة التفاوض حول عدد من المشاريع التي لم يتم إرساؤها بعد، بسبب الأزمة المالية العالمية، وذلك في محاولة منها لخفض تكاليف المشاريع العملاقة، واعتمدت الأخيرة في هذا الصدد استراتيجيات جديدة أكثر مرونة وابتكارية لتقليل حجم المخاطرة المالية في إدارة هذه المشاريع، إذ تتضمن الاستراتيجيات الجديدة تصميم أنماط جديدة من العقود أكثر ملاءمة لأوضاع السوق وشروط التمويل، وأكثر تحوطا لتغير الأسعار، وهو ما قد يقلل التكلفة الإنشائية لمصفاة ينبع ما دون عشرة مليارات دولار.ويجري تصميم المصفاة ذات القدرة التحويلية الكاملة لمعالجة الزيت الخام العربي الثقيل الذي تنتجه ''أرامكو السعودية''، كما ستنتج المصفاة منتجات بترولية عالية الجودة تحتوي على نسب فائقة الانخفاض من الكبريت من شأنها أن تفي بالمواصفات الحالية والمستقبلية لهذه المنتجات، ومن المستهدف أن يبدأ تشغيل المصفاة في الربع الثالث من عام 2014.
وتعتزم كل من ''أرامكو السعودية'' و''كونوكو فيليبس'' تشكيل شركة مشروع مشترك، تمتلك كل واحدة منهما فيها النصف من حيث ملكية وتشغيل المصفاة الجديدة المقترحة ويعتزم الطرفان، بعد الحصول على الموافقات الرسمية اللازمة، طرح جزء من أسهم المصفاة للجمهور في السعودية. وتنوي شركة أرامكو تخصيص مصفاتي الجبيل وينبع لمعالجة إنتاج حقل منيفة العملاق الغني بالكبريت، الذي لا ترغب فيه الأسواق العالمية حاليا، وعجلت شركة النفط الوطنية طرح مناقصة تطوير حقل منيفة الضخم المتوقف منذ 25 عاما، من 200 ألف إلى 900 ألف برميل يوميا من الزيت العربي الثقيل، الذي يحتوي على نسب عالية من الكبريت، حيث من المقرر أن يبدأ الإنتاج في الحقل في حزيران (يونيو) 2011.