رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


شتاء قارس

تمر الولايات المتحدة - بالذات - بشتاء قارس تجاوزت ضحاياه الـ50 في ولاية نيويورك "وهي الأشد تأثرا"، لدرجة دفعت رئيس الولايات المتحدة لإعلان حالة الطوارئ في تلك الولاية. شاهدنا مناظر مخيفة كميات الثلوج التي أقفلت الشوارع وغطت المنازل وأوقفت الحركة في المدن التي كانت لا تهدأ.
تذكير مهم بأن مهما بلغ الإنسان من القوة ومهما حقق من التقدم العلمي، فهو رهينة لمشيئة الله سبحانه وتعالى. في الإطار - تذكرت حالة أوروبا وهي التي تعاني نقص الغاز وارتفاع أسعار مواد التدفئة، فلو كانت تعيش الأزمة نفسها فلا شك عندي أن الضحايا والخسائر ستكون أضعاف ما يحدث في أمريكا الشمالية.
قبل أسابيع كنا نتحدث عن تأخر قدوم الشتاء في المملكة. وهذا التطور الدرامي في درجات الحرارة جعل الحديث يتحول إلى كمية الانكشاف العالمي العام لتطرف درجات الحرارة في الفصلين. فما شاهدناه في فصل الصيف من درجات أربعينية في أوروبا وشمال أمريكا وغيرها، وما خلفه من ضحايا وخسائر مادية كذلك، يعني أن نتيجة انكشاف الكوكب هي متماثلة في الطرفين. هل نحن أمام نظريات جديدة تتبنى الانكشاف الحراري في الطرفين، هذا هو الاحتمال الذي قد يكون واقعا قريبا.
ما يحدد ذلك هو ما سنشاهده خلال المقبل من الأعوام حين نتعرف على حالات مناخية متطرفة. فهل يحتاج العلماء إلى مراجعة نظرياتهم، أم أن هناك أمورا تخفى علينا كمتلقين للمعلومة دون أن نشترك في دقائق تفاصيلها. هذا السؤال هو ما يمكن أن يفتح مجالات جديدة للبحث في المناخ العالمي والمؤثرات الأخرى التي قد لا يهتم بها الباحثون اليوم أو يرونها من قبيل الخيال البعيد عن العلم ولا يعترفون بها أساسا.
الأكيد هو أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق البارئ الباني لهذه المنظومة الهائلة وأن الكرة الأرضية ما هي إلا جزء صغير منها، والاعتراف بما جاء في القرآن الكريم من إنذارات حول كيفية تحول الأزمان وتغير مؤثرات الطاقة بما يفعله الإنسان على هذه الأرض، يحتاج إلى مزيد من القراءة والتمعن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي