وسط عاصفة صناديق بلاكستون .. «أبولو» تتجه لمستثمري التجزئة

وسط عاصفة صناديق بلاكستون .. «أبولو» تتجه لمستثمري التجزئة

بعد أن تعرضت صناديق بلاكستون للائتمان التي تركز على شركات وصناديق التجزئة لموجة من طلبات الاسترداد، تواجه منافستها شركة أبولو تدقيقا بشأن خططها الخاصة لاستهداف الأفراد الأثرياء.
دافع مارك روان، المؤسس المشارك لشركة أبولو، الأسبوع الماضي عن سعي شركته لتقديم منتجات رأس المال الخاص للعملاء الأثرياء مع طرحها لمنتج مقيد تقول إنه يمكن أن يضاهي عوائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكن مع تقلبات أقل.
قال روان في مؤتمر للمستثمرين في مصرف جولدمان ساكس: "أعتقد بالفعل أنه أمر جيد للصناعة في الوقت الحالي"، مع ظهور أسئلة حول مدى ملاءمة ما يسمى بالاستثمارات البديلة لمستثمري التجزئة بعد أن فرض صندوق بلاكستون قيودا على عمليات السحب من صندوق عقاري قيمته 69 مليار دولار.
"سنقوم بتدريب العملاء والمستشارين على التفكير في مقدار السيولة التي يحتاجون إليها ومقدار استعدادهم لادخار الأموال أو استثمارها".
تأتي تعليقات روان بعد أيام من قرار صندوق بلاكستون الذي شوه ما كان المحرك الأكبر لنمو الأصول والرسوم داخل أكبر مدير للأصول البديلة في العالم، وأثار تساؤلات حول الدفع الأوسع للأسهم الخاصة للتودد إلى الأفراد ذوي الثروات الصافية العالية.
قال أحد المديرين التنفيذيين لإدارة الثروات في واحد من مصارف وول ستريت البارزة: "لم ترغب شركات الأسهم الخاصة قط في التجزئة. التجزئة لم تكن مالا ذكيا. الآن يقرعون بابنا"، مشيرا إلى أن نجاح صندوق بلاكستون في مجال التجزئة قد دفع إلى موجة من المقلدين.
تقوم شركة أبولو، التي تدير أكثر من 500 مليار دولار، بطرح "أبولو ألايند ألتارنتيفز"، وهي أداة تقول إنه يمكنها تكرار العوائد السنوية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 التي تبلغ من 10 إلى 12 في المائة، لكن مع تقلبات أقل، ما يبرر ارتفاع رسومها بالنسبة إلى صناديق المؤشرات من أمثال شركة فانجارد التي تتقاضى بضع نقاط أساس فقط.
قال روان في وقت سابق من هذا العام: "أعتقد حقا أن هذا قد يكون أكبر منتج منفرد داخل عائلة شركة أبولو في المستقبل غير البعيد".
تعد أداة أبولو إيه أيه أيه واحدة من عشرات المنتجات المخصصة التي يعرضها مديرو رؤوس الأموال الخاص على تجار التجزئة الأثرياء الذين يرغبون في التنويع بعيدا عن التعرض للسوق العامة.
قالت شركة أبولو إنها تأمل في جمع 50 مليار دولار من قنوات التجزئة حتى 2026 لصناديق تتنوع من أداة أيه أيه أيه إلى صناديق ديون الشركات والعقارات.
تعترف شركات مثل "أبولو"، و"بلاكستون"، و"أريس"، و"كيه كيه آر" و"بلو أول" بشكل متزايد بأن عروضها التقليدية للمعاشات التقاعدية وصناديق الثروة السيادية لن تكون كافية لتحقيق تطلعاتها لإدارة تريليونات الدولارات. في الوقت نفسه، كان الأفراد الأثرياء يطالبون بالوصول إلى الأصول "البديلة" التي لم تكن عوائدها المرتفعة متاحة لهم بسهولة حتى وقت قريب.
في حين أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتتبع أكبر الشركات الأمريكية المدرجة، سيتم دعم أداة أبولو أيه أيه أيه بنحو 200 استثمار أجرتها شركة أثينا للمتاجرة بالمعاشات التقاعدية التابعة لشركة أبولو. يأتي جزء كبير من أرباح شركة أبولو مما يسمى بأرباح "الفروقات"، حيث تستثمر علاوات التأمين بشكل أكثر إبداعا لتحديد الفرق بين الوعود المقدمة للعملاء وعوائد الاستثمار.
جزء صغير من هذه الاستثمارات تضمن حصص ملكية في كثير من أدوات شركة أثينا التي، مثلا، تقرض الشركات متوسطة الحجم أو تمول شراء المعدات الثقيلة أو الطائرات.
في حين أن معظم محفظة شركة أثينا الاستثمارية كانت في سندات الدين العليا، فقد حققت محفظة الأسهم هذه خلال العقد الماضي عوائد في المتوسط بين 10 و12 في المائة سنويا، وهو رقم قياسي يجعلها "بديلا جوهريا لحيازات الأسهم الأساسية لمؤشر ستاندرد آند بورز ضمن مخصص للمستثمر"، وفقا لروان.
قالت شركة أبولو إن صافي قيمة الأصول لمحفظة الأسهم في شركة أثينا ارتفع 11 في المائة هذا العام حتى مع انخفاض مؤشر ستاندرد آند 500 أكثر من 15 في المائة.
يصر عمالقة رأس المال الخاص على أن التخصيص التقليدي بنسبة 60/40 للمستثمر بين الأسهم والسندات المدرجة قد أصبح عديم الفائدة بسبب سخاء البنوك المركزية الذي يربط السوق بأكملها. أتاحت هذه المعضلة الفرصة أمام الأصول الخاصة التي يتم تقديم عوائدها كتحوط ضد تقلبات السوق العامة.
في الوقت ذاته، أصبحت شركات الأسهم الخاصة نفسها أكثر تنوعا، إذ توجهت بعمق إلى ائتمان الشركات والعقارات، وغالبا ما أصبحت تلك المجالات أساس منتجات التجزئة الجديدة هذه.
لا تزال شركة بلاكستون التي تدير صناديق العقارات وديون الشركات الخاصة بها، مثل "بريت" و"آر سي آر إي دي"، نحو 200 مليار دولار من إجمالي الأصول إلى حد بعيد الشركة الرائدة في عروض التجزئة لرأس المال الخاص. تتمتع صناديق التجزئة عبر شركات إدارة رأس المال الخاص بعروض متكافئة: ستكون توزيعات الأرباح جيدة لكن عمليات الاسترداد ستقتصر على 5 في المائة من إجمالي الأصول لكل ربع لأن مصدر مكاسب الاستثمار طويل الأجل ينبع من علاوة الاحتفاظ بعدم السيولة.
تقول شركة أبولو إن منتج أداة أيه أيه أيه لديه خمسة مليارات دولار على شكل التزامات من الداعمين بما في ذلك مصرف سومي ترست الياباني. لدى شركتي "أبولو" و"أثينا" بالفعل عشرة مليارات دولار مخصصة لأداة أيه أيه أيه.
أقر روان سابقا بأن منتجات التجزئة المعروضة لم تثبت نفسها بعد في عاصفة سوق حقيقية، وهذا أمر يتفق معه المحللون.
حيث كتب بريان ماكينا في مذكرة بحثية إلى عملائه في شركة جيه إم بي سيكوريتز هذا الأسبوع: "تشهد هذه الشركات ما يمكن أن نصفه بأنه أول اختبار إجهاد لها في الحياة الواقعية".

الأكثر قراءة