أسواق النفط في مواجهة متضادين .. التشديد النقدي وآمال انتعاش الطلب الصيني
يسود التباين أسواق النفط، مع تقييم تداعيات رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة، وهو ما يقابلها مخاوف من تعطل الإمدادات وآمال في انتعاش الطلب الصيني.
وأشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة في العام المقبل، حتى مع انزلاق الاقتصاد نحو ركود محتمل، بينما رفع بنك إنجلترا و"المركزي الأوروبي" أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت أمس 2.08 دولار أو 2.6 في المائة إلى 79.13 دولار للبرميل، وذلك مع صعود الدولار وإصرار صانعي السياسات المالية في الاستمرار في سياسة التشديد النقدي لمواجهة التضخم، فيما نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.07 دولار أو 2.7 في المائة إلى 74.04 دولار للبرميل.
لكن الخامين سجلا مكسبا أسبوعيا مع تلقي المعنويات دعما من شح محتمل في المعروض بعد إغلاق شركة تي.سي إنرجي الكندية خط أنابيب كيستون بعد تسرب وبفضل توقع زيادة الطلب في 2023.
وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" التزامها بتوقعاتها لنمو الطلب العالمي بمقدار 2.55 مليون برميل يوميا هذا العام و2.25 مليون برميل يوميا في 2023 بعد تخفيضات متعددة، قائلة إنه على الرغم من أن التباطؤ الاقتصادي "واضح تماما" فإن هناك ارتفاعا محتملا نابعا من أمور من بينها تخفيف سياسة صفر كوفيد في الصين.
وقال محللون من "إيه.إن.زد" للأبحاث في مذكرة أمس، "السياسة النقدية الأكثر تشددا لها تأثير بالفعل في النشاط الصناعي. وقد أثر احتمال مزيد من التشديد في أعقاب تعليقات من صانعي السياسة على المعنويات".
وتوقع بنك مورجان ستانلي ارتفاع أسعار خام برنت إلى نحو 110 دولارات للبرميل بحلول منتصف 2023، مشيرا إلى تلقي الأسعار دعما من ارتفاع الطلب واستمرار شح المعروض من الخام.
وقال البنك الاستثماري في مذكرة "ما زلنا نتوقع ارتفاع أسعار النفط بدعم من تعافي الطلب "بعد تخفيف الصين قيود كورونا وتعافي قطاع الطيران"، وسط نقص المعروض بسبب انخفاض مستويات الاستثمار والمخاطر التي تواجهها الإمدادات الروسية وانتهاء عمليات السحب من احتياطي البترول الاستراتيجي وتباطؤ "إنتاج" النفط الصخري الأمريكي".
وذكر البنك أن الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي ستدفع السوق إلى زيادة طفيفة في المعروض، ومن المرجح أن تبقى الأسعار مقيدة إلى حد ما في نطاق معين خلال الربع الأول.
لكن مارتين راتس محلل النفط في "مورجان ستانلي" يتوقع عودة السوق إلى التوازن في الربع الثاني وأن تشهد شحا أكبر في النصف الثاني من 2023.
وبالنسبة للغاز الأمريكي، يتوقع البنك أن يفوق العرض الجديد الطلب في العام المقبل، ما يؤدي إلى توازن أقل، ويشكل مخاطر سلبية على أسعار ما بعد الشتاء.
وفي غضون ذلك، تعتزم روسيا إنشاء منصة إلكترونية لتحديد أسعار الغاز للمستهلكين الأوروبيين خلال أشهر، وارتفعت صادرات الغاز الطبيعي اليومية الخاصة بشركة غازبروم "بي.جيه.إس.سي" الروسية في النصف الأول من كانون الأول (ديسمبر)، ما يشير إلى أول زيادة شهرية منذ آب (أغسطس)، وسط ارتفاع التدفقات إلى الصين وأوروبا الشرقية، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وأشارت الحسابات، إلى أن عملاق الغاز الروسي شحن ما متوسطه 173 مليون متر مكعب في اليوم إلى دول خارج الاتحاد السوفيتي السابق في فترة الأول إلى 15 ديسمبر، وهذا أعلى 30 في المائة من المتوسط اليوم في نوفمبر، ومنذ بداية 2022.