تطبيق يجعل المدن أكثر أمانا للشباب

تطبيق يجعل المدن أكثر أمانا للشباب

عندما تذهب ياشي شريفاستافا، "22 عاما"، إلى الكلية في مدينة جايبور الهندية سيرا على الأقدام، تدخل بيانات في تطبيق يساعد في بناء بيئة أكثر أمانا.
تستخدم شريفاستافا وأصدقاؤها تطبيق سيفتيبن، وهو تطبيق يظهر المناطق الآمنة وغير الآمنة على الخرائط، وقد قدمته منذ ذلك الحين أيضا للطلاب المبتعثين في الجامعة الذين لا يتحدثون اللغات المحلية. تقول، "يمنحني ذلك إحساسا بالمسؤولية والشعور بالأمان الداخلي".
تعود أصول التطبيق إلى الفترة التي أعقبت اغتصاب جيوتي سينج في 2012 وقتلها في نيودلهي - وهو حادث أثار احتجاجات على مستوى البلاد بشأن العنف ضد النساء وأكد المخاطر التي يواجهنها في المناطق الحضرية.
بالنسبة إلى كالبانا فيسواناث، المؤسسة المشاركة لتطبيق سيفتيبن وخبيرة في مجال الجندر والسلامة الحضرية، كان مفتاح التغلب على هذه المخاطر هو الحصول على مدخلات من الشباب وحشد المصادر حول الأماكن التي تفشل فيها سلطات المدينة في حماية الناس.
تقول فيسواناث، "لقد كانت الفكرة دائما هي (تحديد) المشكلات في المدينة ونقلها إلى الحكومات المحلية لإصلاحها بالفعل".
إن التطبيق الذي أنشأته مع زوجها رائد التكنولوجيا آشيش باسو، يتيح للأشخاص إدخال تفاصيل عناصر كإضاءة الشوارع وكاميرات المراقبة وجودة تعبيد الشوارع على خريطة، إلى جانب تخمين درجة الأمان فيها. ثم يقدم سيفتيبن طرقا أكثر أمانا ويخطر المستخدمين بأقرب مكان آمن في منطقة غير آمنة.
إنه مدعوم بأكثر من 339000 عملية تدقيق للسلامة، حيث يتم فحص بيانات سيفتيبن مع المعلومات الواردة من الحكومات والمصادر الأخرى. يسمح تطبيق سيفتيبن نايت المنفصل للموظفين المدربين من المؤسسات الشريكة المحلية بالتقاط الصور لتحويلها إلى بيانات، التي يمكن أن تغذي عمليات التدقيق أيضا.
"إذا بدأت بالفعل في تصميم المدن والسلامة في الأماكن العامة للنساء (...) فأنت تبني مدنا أكثر شمولا للجميع. سيكون هؤلاء أطفالا، وكبارا، حتى بالنسبة لي أيضا" كما تقول فيسواناث.
توافق نيكيتا فيرما، وهي مستخدمة للتطبيق يبلغ عمرها 21 عاما في جايبور وعضو في مشروع سيتيز فور يو(ث) للرفاهية الحضرية في ولاية راجاستان. إذ تقول، "لا يمكن تطوير مدينة بمجرد سؤال شخص واحد. يجب أن يكون جهدا جماعيا".
تقول فيرما إن الشابات معرضات بشكل خاص للخطر. "في أي وقت أخرج من المنزل، وأستخدم هذا التطبيق، يمكنني رؤية ظلمة المدينة (...) إن الأماكن ليست آمنة. إنها تجعلنا غير مرتاحين. فلا توجد إضاءة مناسبة ولا ممرات مشاة مناسبة".
على الرغم من الهدف الجاد للتطبيق، إلا أنه من المفترض أيضا أن يكون ممتعا. إذ يتلقى المستخدمون نقاطا لإضافة معلومات أو إجراء التحويلات، لذلك تتعامل شريفاستافا وأصدقاؤها معه على أنه لعبة. تقول، "إنها كالمنافسة، ففي نهاية اليوم، نتحقق من النقاط".
الدروس المستفادة من المشروع ذات صلة خاصة بالدول النامية مع ما يسمى بتضخم الشباب، حيث انخفض عدد وفيات الرضع، لكن معدلات الخصوبة لا تزال مرتفعة، ما يعني أن جزءا كبيرا من السكان يتألف من الأطفال والشباب.
كما أكد مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وهو وكالة تابعة للأمم المتحدة، على الحاجة إلى الأحياء الصالحة للمشي ووصول المشاة والسلامة العامة.
يشارك تطبيق سيفتيبن بياناته مع حكومات المدن والمنظمات الأخرى حتى تتمكن من تنفيذ أعمال التحسين. حيث استخدمت حكومة بلدية نيودلهي المعلومات لتقليل عدد النقاط المظلمة في المدينة بأكثر من 60 في المائة من 7438 في 2016 إلى 2780 في 2018. كما غيرت الشرطة طرق دورياتها.
يشرح جمعة أسياجو، وهو المنسق العالمي لبرنامج المدن الأكثر أمانا في مركز الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أهمية المدن التي يمكن السير فيها على الأقدام مقارنة بتلك المبنية حول القيادة، التي "تحرم (الشباب) من اللعب والمشي كما كانوا يفعلون دائما (...) وبنت إحساسهم بالمواطنة، هذا الإحساس بقيم المجتمع". ويقول إن الطريقة التي يمر بها الشباب من منازلهم إلى مدارسهم هي جزء من تعلمهم كالذهاب إلى المدرسة نفسها.
يعمل تطبيق سيفتيبن الآن خارج الهند في 65 مدينة عبر 16 دولة. وإحدى شركائه هي شركة فيكسد إن جوهانسبورج لاستشارات السلامة الحضرية والمجتمع. تقول باربرا هولتمان، مديرة شركة فيكسد، إن المعايير مشتركة لكن مدى أهميتها يعتمد على السياق.
في كيب تاون، تواجه المجتمعات التي تعيش في مستوطنات غير رسمية عبر كيب فلاتس مشكلات طويلة الأمد مع الصرف الصحي السيئ مقارنة بمجتمعات الطبقة المتوسطة الأكثر ثراء على طول جبل تيبل، وهو إرث من الفصل العنصري. تقول هولتمان، "إن الناس يقولون سأرسل ابني بالقرب من الجبل لأن الفرص موجودة هناك".
تضيف هولتمان أن مفتاح تحسين هذه المساحات الحضرية هو شراكة ثلاثية الاتجاهات بين المستخدمين ومقدمي الخدمات المجتمعية والسلطات المحلية. "لا يمكنك الذهاب وإلقاء (التطبيق) في مكان ما. إنك بحاجة لبناء علاقات".
توافق على ذلك أنجي بالاسيوس كويلو، وهي أخصائية في التنقل الحضري في بنك التنمية في أمريكا اللاتينية، مقارنة بتبني تطبيق سيفتيبن في الأحياء الفقيرة في بوينس آيرس مع مراقبتها الأوسع - سواء في المناطق الرسمية والأحياء غير الرسمية – في عاصمة كولومبيا، بوجوتا.
تضيف، "لا يهم إذا كنت تعمل داخل مستوطنات عشوائية، فلا تزال تشعر أنها منفصلة عن المدينة الرسمية. وستواجه مشكلات مختلفة تتعلق بإمكانية الوصول (...) فالتنقل في الأحياء الفقيرة يرتبط أكثر بالدين والأمن. إنه شعب مهاجر، لذلك لديك عديد من القضايا متعددة الطبقات".
تقول بالاسيوس، إن التحدي يكمن في اكتساب الكتلة الحرجة واستكمال معلومات تطبيق سيفتيبن بمزيد من البيانات النوعية، التي يمكن جمعها من خلال المقابلات. تضيف، "في رسم الخرائط التشاركي الذي قمنا به، رأينا اختلافات مع نتائج الخرائط التي أجريناها مع سيفتيبن. وهذا هو سبب قيامنا بالجزء النوعي منه، لفهم تلك الفروق الدقيقة والثغرات في المعلومات".
تجادل بالاسيوس بأن ما يتضح هو الحاجة إلى تغيير كيفية تحديد استخدام الأراضي. "هل هناك مزيج كاف من المباني السكنية والتجارية؟ هل توجد حدائق؟ فالأمر لا يتعلق فقط بوضع الأسمنت على الطريق أو وضع الأرصفة والضوء.

الأكثر قراءة