جاذبية الهند المتزايدة .. ارتفاع قياسي للأسهم

وصلت سوق الأسهم في الهند إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا الشهر، حيث جذب النمو الاقتصادي القوي والإصلاحات المالية والحكومة المؤيدة للأعمال اهتماما أكبر من مديري الصناديق العالمية.
ارتفع مؤشر نفتي 50 بنسبة 7 في المائة هذا العام، مقارنة بمؤشر إم إس سي آي الشامل الذي يتتبع أسهم الأسواق الناشئة بالعملات المحلية، الذي انخفض 16 في المائة. تأتي الذروة الجديدة لمؤشر الأسهم في بداية هذا الشهر في الوقت الذي تتجه فيه الشركات متعددة الجنسيات بشكل متزايد إلى الهند من أجل التوسع الدولي والوصول إلى مجموعة سريعة التوسع من المستهلكين متوسطي الدخل.
عززت اضطرابات سلاسل التوريد في الصين جاذبية الهند للأعمال التجارية العالمية. من المتوقع أن تحول شركة أبل 5 في المائة من إنتاجها من آيفون 14 إلى الهند هذا العام، وقد يتم تصنيع ربع جميع أجهزة آيفون في الهند في وقت مبكر من 2025، وفقا لبنك جيه بي مورجان.
إن الهند في طريقها حاليا لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول نهاية العقد. من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمتوسط 6 في المائة سنويا، أسرع من أي اقتصاد رئيس آخر، وفقا لشركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية.
في الوقت نفسه، يعمل الاعتماد السريع للهواتف الذكية في الهند إلى جانب شبكة مدفوعات رقمية مدعومة من الحكومة على تسريع تحول البلاد نحو مجتمع غير نقدي، وهو الاتجاه الذي سرعته الجائحة.
سيصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية في الهند إلى 732 مليونا هذا العام، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل في 2017، وهو 300 مليون، وفقا لشركة نيوزو لتزويد البيانات. من المتوقع أن يرتفع عدد مستخدمي الإنترنت النشطين من 692 مليونا في 2021 إلى 900 مليون بحلول 2025، وفقا لاتحاد الإنترنت والهواتف المحمولة في الهند.
قال كيفين كارتر، وهو مستثمر متخصص في الأسواق الناشئة، الذي صمم صندوقا متداولا في البورصة للإنترنت والتجارة الإلكترونية في الهند، يعرف باسم آي إن كيو كيو، للاستفادة من النظام البيئي التكنولوجي في البلاد "إن تأثير الهواتف الذكية في حياة الناس عميق".
من المتوقع أن يتضاعف عدد المستخدمين الفرديين لنظام "واجهة المدفوعات الموحدة" المدعوم من الحكومة ثلاث مرات في غضون خمسة أعوام إلى 750 مليونا، بينما يمكن أن يتضاعف المستخدمون التجار إلى مائة مليون، وفقا للبنك المركزي الهندي.
في الوقت نفسه، تطورت الشركات الهندية كمجموعتي إنفوسيس لتكنولوجيا المعلومات وتاتا للخدمات الاستشارية لتصبحا لاعبتين عالميتين مهمتين، ما شجع الشركات المحلية الأخرى على دخول الأسواق الخارجية.
تعمل شركة باجاج أوتو المصنعة للدراجات النارية، على تطوير دراجات كهربائية جديدة والتوسع في إندونيسيا وإفريقيا. في مجال الرعاية الصحية، قال جلين فينيجان، مدير المحفظة الرئيس في شركة سكيريفور أسيت مانجمنت، "إن الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات بين الطبقة المتوسطة المتنامية في الهند سيساعد شركتي سيبلا وسينجين على التطور إلى شركات أدوية عالمية.
"إن هناك كثيرا من الابتكارات المثيرة للاهتمام عبر صناعة الأدوية في الهند، حيث توجد مجموعة كبيرة من الباحثين العاملين، لكن من الضروري العثور على شركاء جديرين بالثقة".
وفقا لبنك سوسييتيه جنرال، تحتل الهند المرتبة الثانية من حيث قيمة سوق الأسهم في جميع أنحاء العالم بعد نيوزيلندا. يتوقع البنك الفرنسي أن تحقق سوق الأسهم الهندية نموا في أرباح السهم بنسبة 13.2 في المائة هذا العام، وسيرتفع إلى 19.6 في المائة في 2023.
لكن التقييمات المرتفعة للشركات أدت إلى تقليص بعض المراكز، مع ارتفاع صافي المسحوبات من المستثمرين المؤسسيين الأجانب إلى 17.9 مليار دولار حتى الآن هذا العام، مقارنة بالتدفقات الداخلة البالغة 3.8 مليار دولار المسجلة على مدار 2021 بالكامل، وفقا لبيانات من شركة سي إل إس إيه للوساطة.
تراجعت عوائد المستثمرين الدوليين هذا العام بسبب ضعف الروبية مقابل الدولار، حيث انخفض مؤشر إم إس سي آي إنديا 2.6 في المائة بالعملة الأمريكية.
قال روبرت باكلاند، محلل الأسهم العالمية في سيتي جروب، "إن سوق الأسهم الهندية تبدو باهظة الثمن"، لكن هذا يبرره نمو الأرباح القوي.
"إن التقييم المرتفع للهند كاف لإبقاء كثير من المستثمرين حذرين، لكن الشركات الهندية جيدة جدا في تحويل النشاط الاقتصادي إلى عوائد"، حسبما قال باكلاند.