هل الخوف من تفويت الفرص هو الجشع الجديد؟
قال وارن بافيت إنه إذا أصر المستثمرون على محاولة ضبط وقت تحركاتهم في أسواق الأسهم، فينبغي أن يكونوا خائفين عندما يكون الآخرون جشعين، وجشعين فقط عندما يكون الآخرون خائفين.
إنه تناقض جيد. والتصوير العريق للأسواق في قبضة الدفع والجذب الدائمة له جاذبية دائمة لأنه "بغض النظر عن الفوارق الدقيقة والمحاذير" يفسر بالفعل كثيرا من سيكولوجية السوق بدقة تامة. تنشأ الصعوبة، كما هو الحال الآن، عندما يبدأ الجشع والخوف في تعريف أنفسهما على أنهما الشيء نفسه.
في تحليل انهيار بورصة إف تي إكس - وسلسلة من الإخفاقات الحديثة الأخرى التي تبدو مشابهة بشكل ينذر بالسوء لظاهرة عصر المال الفضفاض - ظهر الخوف من تفويت الفرص "فومو" مرارا وتكرارا كعنصر حاسم في بناء الاستثمارات قبل سقوطها. لقد كان الخوف، في هذا الاستخدام للكلمة وفي سياق بورصة إف تي إكس والفترة السابقة للعملات المشفرة، يوجد شيئا بدا كثيرا كالاندفاع غير المنطقي. إن هذا الاندفاع بدوره كان يغذي شيئا يشبه الجشع كثيرا من وجهة نظر السوق.
كما تقول سردية الخوف من تفويت الفرص، فإن أموال الاستثمار "كثير منها تحت رعاية صناديق كبيرة"، تندفع بشكل جماعي إلى أصول معينة "في كثير من الحالات، مع الحد الأدنى من البحث والتقصي اللازمين"، ليس لأنها تؤمن بالضرورة بالفرص الضمنية، بل لأن المكافآت تقوم على أنها لا يمكن تفويتها وعواقب التأخير أو الشك مخيفة إلى حد ما.
إن الفكرة ليست جديدة، حتى لو كان الاختصار "فومو" جديدا.
هل النسخة الحالية من الخوف من تفويت الفرص مجرد جشع متنكر؟ من المغري التفكير كذلك أو على الأقل، استنتاج أن كلمة "الخوف" هنا تصف رعبا أكثر تقديرية ويمكن التغلب عليه بسهولة أكثر من الخوف من الخسارة أو تدمير القيمة أو ما هو أسوأ. إن تصوير الخوف من تفويت الفرص باعتباره خوفا حقيقيا يتطلب دليلا على وجود ثمن يجب دفعه مقابل تفويت. إن لوم الذات على تفويت طفرة، أو غضب مستثمر غير راض، لا تحسب تماما.
مع ذلك، خلال نصف العقد الماضي من الاستثمار المرتكز على التكنولوجيا، قاد سوفت بنك الطريق في بث مجموعة أكثر شرعية من المخاوف بشأن "الخوف من تفويت الفرص" في بعض المستثمرين. عندما تم إطلاق صندوق فيجن الأول في 2017، تم تصميم الأداة المالية التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار بشكل صريح لإنشاء نوع جديد من الاستثمار التكنولوجي.
لقد فعل ذلك "أو خطط لذلك" باستخدام نطاقه ليس فقط لتحديد الفائزين المحتملين، بل لإغراقهم بالتمويل الكافي لضمان أنه على مقاييس مثل حصة السوق من المحتمل أن يكونوا كذلك. هذا الضمان الضمني للهيمنة، مهما كان معيبا، حدد توجها يمكن أن يتردد صداه، إذا كان الاستثمار لا يتعلق بالآفاق بل بأشياء مؤكدة، فإن الخوف من تفويت الفرص ليس جشعا بل حكمة.
الخوف من تفويت الفرص في التكنولوجيا والعملات المشفرة الآن هو في طي النسيان تقريبا، لكن هناك نسخة أكبر وأكثر تعقيدا الآن في الأفق في الصين، ويمكن أن تهيمن على الشركات والاستثمارات المالية العام المقبل. يقول عدد كبير من مديري الصناديق إنهم يجهزون أنفسهم بالفعل لحدث قصير الأجل من "الخوف من تفويت الفرص". إعادة فتح الصين بسرعة نسبيا أو التخفيف الحاد لقواعد صفر كوفيد هو تغيير لا يمكن لأي مستثمر عالمي أو مستثمر يركز على آسيا أن يفوته. يمكن أن تتصاعد حالة الهيجان بسرعة كبيرة.
لكن تجارة الخوف من تفويت الفرص طويلة المدى تتعلق بالجغرافيا السياسية، وبالطريقة التي تتعارض بها السياسات الصناعية الأمريكية والصينية مع بعضهما بما يكفي لجعل شكل من أشكال الفصل يبدو حتميا. وراء خطاب قانون الرقائق الأمريكي وطموحات "صنع في الصين"، هناك تحولات جيوسياسية قد تلزم مزيدا من الشركات - في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وأماكن أخرى - بالاختيار بين الكتلتين.
مع ذلك، بالنسبة إلى آخرين، قد يكون هناك ضغط كبير لإعادة التفكير في الوجود في الصين. وربما يتعين على قادة الشركات ومستثمريهم التفكير في أنه قد تكون هناك أسباب وجيهة لتفويت أكبر محرك لنمو الناتج المحلي الإجمالي في العالم.