رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«الرحلة» المستديرة

يهتم أغلب البشر على وجه الأرض ببطولة كأس العالم بكل تفاصيلها، وينتظرون دورتها كل أربعة أعوام، وقليل منهم من يفكر في تلك المستديرة التي قامت البطولة من أجلها وأساس اللعبة الأشهر في العالم "كرة القدم"، و"الرحلة" التي سنتحدث عنها هي الكرة رقم 14 في تاريخ نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم. استوحي اسمها من الثقافة والعمارة القطرية واتخذت من القوارب الشهيرة الموجودة في علم دولة قطر رمزا لها وشكلتها بما يتناسب مع الدولة المستضيفة للبطولة.
ومرت الكرات المستخدمة في بطولات كأس العالم بمراحل إلى أن حطت بها الرحال على أرض قطر، فقبل 1970 لم تكن هناك كرات مخصصة للبطولة ولا شركة خاصة تنتجها، بل تصنعها الدولة المستضيفة، ليصبح بعدها استخدام كرة رسمية في كل بطولة من بطولات كأس العالم لكرة القدم، بروتوكولا رسميا، حيث يتم تخصيص كرة محددة وبتصميم معين لكل بطولة على حدة، ومنحت "أديداس" حق صناعة كرات كأس العالم منذ ذلك الحين حتى اليوم.
كانت الكرات تصنع من جلد الحيوانات بالكامل وتعاني الثقل وبطء الحركة وتطورت مع مرور الوقت لتصبح أخف وأسرع، وأغلبها يتكون من 32- 12 لوحة من اللوحات الخماسية والسداسية الشكل لتمنح الكرة شكلها المستدير، ويراوح وزنها بين 410 و450 جراما، وداخلها بالونة مطاطية تمكن الكرة من الانضغاط والارتداد.
حتى أتت النسخة الأخيرة كرة "الرحلة " ليشترك في تصميمها علماء الفيزياء وعلماء من وكالة ناسا وتطبق عليها أسس الاستدامة، حيث قامت "ناسا" ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وغيرهما بدراسة الديناميكا الهوائية التي ترصد انسياب الهواء على الجسم المتحرك للكرة، وربط الباحثون بين تأثير ظاهرة ماغنوس -ظاهرة فيزيائية تفسر حركة انحراف كرة القدم بصورة قوسية- والانحرافات الغريبة للكرة.
صنع غلافها الخارجي المكون من ثمانية مثلثات و12 مثلثا كبيرا، من مادة البولي يوريثين التي تم تطويرها واستخدامها خلال الحرب العالمية الثانية كبديل للمطاط لتصنيع الملابس المقاومة لغاز الخردل والطلاءات المقاومة للمواد الكيميائية والتآكل، ما حسن من دقتها واستقرارها عند الطيران والانحراف، ولجعل رحلة "الرحلة" أقسى وأكثر ديناميكية هوائية، وضعت "أديداس" فجوات صغيرة في السطح.
أما تصميمها الداخلي عمل ليوفر لها السرعة واتساق الحركة، مع أقصى قدر من الاحتفاظ بالهواء ودقة الارتداد، لذا تتميز بالانتقال أثناء الطيران بسرعة تفوق أي كرة أخرى في تاريخ البطولة، واستخدمت لأول مرة في تاريخ البطولات أحبار ومواد لاصقة مائية مستدامة، ويكمن سرها الأعظم في احتوائها على مستشعر حركة يوفر بيانات فورية عن كل لمسة بسرعة تقدر بـ500 مرة في الثانية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي