حراك السعودية اليوم .. ماذا نحتاج؟

لست في حاجة إلى إثبات أن لدينا الآن حراكا شاملا، ففي الأسبوع الواحد يعقد أحيانا أكثر من مؤتمر وملتقى، ليس كما كان على المستوى المحلي فقط وانما حراك عالمي تقوده السعودية، العضو البارز في مجموعة العشرين، بكل اقتدار، ويشارك فيه المختصون من معظم بلاد العالم. ونتائج هذه اللقاءات، إضافة إلى المواقف القوية والواضحة من مختلف القضايا العالمية، خير رد على الحملات التي توجه إلى بلادنا. ومعنى ذلك، أن رسالتنا لا تصل إليهم بوضوح، من هنا تبرز الحاجة إلى إعلام خارجي يواكب المرحلة بقوة إعلامنا الداخلي نفسها الذي تطور كثيرا، وبعد أن كانت هناك عدة جهات تهتم بالإعلام الخارجي، بالتعاون مع وزارة الخارجية، لم نعد نعلم ما الجهة المسؤولة عن الإعلام الخارجي.
وأنا أتحدث عن نفسي وإذا كانت المهمة قد أسندت إلى جهاز التواصل الحكومي، فإن الأمل كبير أن يضع هذا الجهاز الذي يستحق أن يتحول إلى هيئة مستقلة، حيث يضم مختصين ومختصات من أبناء بلادنا، خطة تمكنه من الوصول إلى المنصات الإعلامية العالمية ومخاطبتها باللغة والأسلوب المتبع لديهم، ولن تكون المهمة صعبة لأن المادة الغنية بالنتائج والإيجابيات للمواقف السعودية متوافرة ومقنعة أكثر من غيرنا، فالحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسياحي والرياضي يوفر مادة تستحق أن تنقل بجدارة للعالم.
والأهم من ذلك توافر عقول سعودية لديها خبرة في التعامل مع العقليات الغربية وغيرها وكذلك إتقان الدبلوماسية الشعبية وتحليل استطلاعات الرأي لأن بعضهم عاش في الدول التي تعتمد تلك الأساليب، خاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا، ولولا أنني أخاف عدم ذكر بعض الأسماء لضربت أمثلة لبعض ممن إذا تحدث أقنع بلغة سليمة وهدوء لا يقبل الاستفزاز وأفكار مرتبة حسب الأولويات، ما يؤكد فهمه وتخصصه في الموضوع الذي يتحدث عنه في السياسة أو الاقتصاد أو حقوق الإنسان أو غيرها من الموضوعات المهمة التي نحن في حاجة إلى إيصالها للمنصات الدولية، لا أن نتحدث عنها فقط في وسائل إعلامنا ومؤتمراتنا ونكتفي بذلك معتمدين على من يحضر هذه اللقاءات من الدول الأخرى الذين لا يحملون هم قضايانا وإبراز مواقفنا المشرفة.
وأخيرا: سبق أن وضع مجلس الشورى توصية بإنشاء هيئة مستقلة للإعلام الخارجي ترتبط بمجلس الشؤون السياسية الذي يرأسه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يتابع ويدفع الحراك الشامل في جميع المجالات إلى الأمام بموضوعية يحترمها كل منصف في دوائر السياسة والإعلام في الدول الكبرى، وقد عبر زعماؤها عن ذلك في أكثر من مناسبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي