النصر الجامع

تحدث كثيرون بعد الانتصار الرائع الذي حققه منتخبنا الوطني في أولى مبارياته ضمن بطولة كأس العالم 2022، ومن أجمل ما قيل، إن هذا النصر وحد الأمة العربية والإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل. الجميع شارك الفرحة، نسينا خلافاتنا، وتجاوزنا كل العقبات التي كانت تقف في وجه تقاربنا ووحدة مشاعرنا.
وزع الناس الحلويات وانتشروا في الطرقات وتحركت مسيرات في أغلب العواصم، بل إن كثيرا من المغتربين عبروا بكل عفوية عن سعادتهم بهذا الانتصار الذي جمع القلوب محبة وتفاؤلا بالمقبل من الأيام. إنه الفوز يا سادة الذي يقتل الحزن وينفي الكآبة ويجمع الناس لينهي كل ما يفرقهم من السلبية.
يجب أن نستغل الأيام التي نعيشها في توحيد القلوب والبحث عن مزيد من التقارب. النصر بحد ذاته دافع للفخر والسعادة، وهذا يستدعي أن نبذل الجهود في كل المجالات، فالرياضة أثبتت ذلك ويمكن أن نرى مثل هذا الحال عندما نركز على الإيجابية التي نشاهدها اليوم.
لعل المراقب لكأس العالم يرى كيف اصطف العرب جنبا إلى جنب وهم يشجعون بعضهم، ويفرحون لفرحهم، ويدعون لبني لغتهم بالتوفيق والسداد والانتصار. ما حققه منتخبنا ما هو إلا درس في القتال والاجتهاد الراقي في الملعب، وهو ما يمكن أن يتعلم منه الآخرون ليخرج الواقع أجمل وتكون الإنجازات أكمل وأكثر جاذبية.
لعل من الدروس المهمة في مباراة منتخبنا أهمية التواضع والتعامل مع الخصم باحترام، فقد شاهدنا قبل المباراة كثيرا من التعليقات على "راكبي الجمال"، التي ما لبثت أن تحولت إلى مآتم وهم يشاهدون أفضل لاعبي العالم يخرج متألما يجر خيبته ويندب حظه ويقول الهزيمة قاسية.
كما أن من الدروس المهمة تذكر دور القيادة في الدفع للإنجاز، وتحفيز البذل والأداء المتميز، فولي العهد قال لهم استمتعوا وأرونا لعبكم ومهاراتكم واستمتعوا بالبطولة، لا ضغط نفسي على الأبطال وإنما تحفيز ذكي جعلهم يقاتلون من أجل النصر الذي تحقق في النهاية أمام واحد من أفضل الفرق العالمية.
القتال وبذل كل ما يمكن بذله والقيادة المتفاعلة من قبل اللاعبين ومدربهم، دروس مهمة كذلك، وعندما نجمع كل هذا ومعه الدعم اللامحدود من الشعب المحب لهذه اللعبة نعلم كيف انتصر المنتخب وكيف يمكن أن ينتصر في المقبل من الأيام. ندعو لمنتخبنا بمزيد من الانتصارات وهو أهل لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي