"كاثي باسيفيك" تجاهد للإقلاع .. لا تزال تعاني آثار الجائحة
قضى أحد طياري شركة كاثي باسيفيك أكثر من خمسة أعوام في الوظيفة وكان يخطط لمسيرة مهنية طويلة، لكن في نهاية أيلول (سبتمبر) استقال من طيران هونج كونج، وجمع ممتلكاته وتوجه إلى أستراليا لوظيفة أقل دخلا في أكاديمية طيران.
كاثي وطياروها الذين طالت معاناتهم كانوا أحد أكبر ضحايا الجائحة، حين عطل تقليص الوظائف الحاد وقيود كوفيد - 19 العقابية العمليات والأرباح.
"احتجت إلى وقت للراحة من كل شيء (...) لا أريد العمل لكاثي بعد الآن"، حسبما قال الطيار الذي طلب ألا يذكر اسمه، مضيفا أن اختبارات كوفيد المستمرة والقيود استنزفا معنوياته وجعلاه متعبا ومتوترا.
اضطربت ظروف العمل بشكل سيئ عندما أقالت كاثي 8500 شخص، نحو ربع موظفيها، في أوج الجائحة في 2020. تبع ذلك سيل من تقاعد الطيارين بعد عام بسبب الغضب من تخفيضات في الأجور وصلت إلى 60 في المائة، فضلا عن الانزعاج من قيود كوفيد - 19 الصعبة.
بحلول الربع الثالث من هذا العام انخفض عدد الطيارين إلى ما مجموعه 2412، وفقا لوثيقة داخلية اطلعت عليها فاينانشيال تايمز، أي عددهم تقلص أكثر من ربع ما كان عليه في 2019، مع استقالة عديد من كبار الموظفين – طيارين وضباط أوائل. ولا يزال 30 إلى 50 طيارا يستقيلون كل شهر، وفقا لرابطة موظفي الطواقم الجوية في هونج كونج؛ اتحاد الطيارين.
جاء معظم الاستياء من قوائم "الدائرة المغلقة"، التي تضمنت إكمال رحلات جوية عدة لمدة تصل إلى أربعة أسابيع دون السماح لهم بالعودة إلى المنزل، متبوعة بحجر صحي إجباري في الفنادق.
يعني ذلك عدم رؤية عوائلهم وأصدقائهم لمدة تصل إلى سبعة أسابيع. في المجمل، قضى الموظفون 73 ألف ليلة في الحجر الصحي العام الماضي، حسبما صرحت الشركة.
قال طيار آخر حلق مع الشركة لأكثر من عشرة أعوام ولم يرد ذكر اسمه: "تكون في ظلام دامس لخمسة أو ستة أيام. تنام طوال اليوم حسب التوقيت الأمريكي، وتستيقظ طوال الليل حسب توقيت هونج كونج"، مشيرا إلى رحلاته إلى أمريكا الشمالية.
باول ويذيرلت، رئيس اتحاد "إتش كيه إيه أوه إيه" للطيارين، قال إن الاستياء المنتشر بين الطيارين كان يعنى أن باستطاعة شركات طيران أخرى، مثل كانتاس والخطوط الجوية القطرية، جذبهم.
تسعى كاثي إلى توظيف أكثر من 700 طيار وألفي موظف من طواقم الطائرات على مدى العام المقبل. في أول حملة لتوظيف طواقم الطائرات في تشرين الأول (أكتوبر)، تلقت أكثر من 1000 طلب، رغم أن الراتب الشهري الأساسي لمضيفي الطيران الذي يبلغ 9100 دولار هونج كونج "1160 دولارا أمريكيا"، أقل من مستويات ما قبل الجائحة.
قالت كاثي إن لديها ما يكفي من الطيارين وطواقم الطائرات لدعم العمليات "وكان الهدف حماية أكبر قدر من الوظائف، والوفاء بمسؤولياتنا تجاه مركز هونج كونج للطيران وتجاه عملائنا في الوقت نفسه".
في الشهر الماضي قالت الشركة إنها ستضيف أكثر من 500 ألف مقعد وما يقارب 700 رحلة جوية جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) و1200 رحلة في كانون الأول (ديسمبر)، خاصة إلى اليابان والمملكة المتحدة.
إضافة إلى ذلك، كانت الشركة تعمل على استعادة جزء من أسطولها الذي توقف أثناء الجائحة في مناطق لتخزين الطائرات في صحاري أستراليا. وتأمل أن تصل إلى ثلث سعة الركاب التي كانت عليها قبل الجائحة بحلول نهاية العام، أي أقل كثيرا من منافسين مثل الخطوط الجوية السنغافورية التي تتوقع الوصول إلى أكثر من 80 في المائة من مستويات ما قبل الجائحة بحلول ديسمبر.
رونالد لام، رئيس قسم العملاء والمسؤول التجاري الذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي في كانون الثاني (يناير)، أخبر فاينانشيال تايمز الشهر الماضي أن الأمر سيستغرق عامين آخرين – حتى نهاية 2024 أو بداية 2025 – لوصول كاثي باسيفيك إلى سعة ما قبل الجائحة مرة أخرى.
شركة الطيران المعروفة بصالاتها الفاخرة وبرامج الولاء تواجه أيضا أسئلة عن هويتها بعد خفض التكاليف.
سعيا منها للبحث عن مصادر عوائد جديدة بعد معاناتها أثناء الجائحة، تتطلع الشركة إلى إعادة التموضع باعتبارها علامة تجارية لأسلوب السفر الفاخر، مع التركيز على التجارة الإلكترونية.
قال مسؤول تنفيذي سابق، "لديك ما يكفي من المتاعب عندما تحاول إدارة شركة طيران أن تكون علامة تجارية جيدة للنقل". أضاف، "إدارة علامة تجارية فاخرة أمر صعب. إنه صعب حقا (...) خاصة الآن حيث يعود الناس إلى السفر بأعداد كبيرة".
في النهاية، انتهى المطاف بشركة الطيران إلى البحث عن طرق لحفظ المال حيث حاولت تقليل عدد طاقم الطائرة لكل رحلة وقللت تكلفة بعض الخدمات أثناء الرحلة، كما قال شخص من الطاقم الجوي ومسؤول تنفيذي سابق.
ردا على ذلك، أصرت كاثي على أن عدد طواقم الطائرات كان "مماثلا للسوق وأعلى بكثير من متطلبات التنظيم". أضافت أنها غيرت بعض خدمات المشروبات للتقلل من استخدام البلاستيك و"حسنت عروض الأطعمة والمشروبات أكثر" في درجة رجال الأعمال ضمن مبادرات الاستدامة.
قال أحد الطيارين، "مع الأسف الأمر كما هو عليه. تحولت كاثي من روليكس إلى كاسيو. لا أعتقد أنك ستشهد انتعاشا كبيرا لفترة طويلة جدا".