توقعات صعودية لأسعار النفط .. طلب موسمي يدفع لتجاوز حالة الضيق في أسواق الطاقة

توقعات صعودية لأسعار النفط .. طلب موسمي يدفع لتجاوز حالة الضيق في أسواق الطاقة
أزمة الطاقة وقضايا سلسلة التوريد أدت إلى زيادة التضخم على مستوى العالم.

استمرت توترات السوق وتحركات الأسعار في تذبذبات متلاحقة بينما توقعت مؤسسات دولية ومنها "فيتش سوليوشنز" أن قرار خفض إنتاج "أوبك+" بنحو مليوني برميل يوميا سيساعد في الحفاظ على حد أدنى للأسعار مع توقع حدوث ارتفاع قصير الأجل في الأسعار خلال فصل الشتاء.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن السوق النفطية في المرحلة الراهنة تجتاز حالة من ضيق أسواق الطاقة العالمية مع حدوث تعزيز موسمي في الطلب، إضافة إلى تأثير تقلص المعروض في ضوء مزيد من التراجع في الصادرات الروسية.
وأكدوا أهمية اجتماع وزراء الطاقة في تحالف "أوبك+" في 4 ديسمبر المقبل الذي يأتي في ظل تصاعد توترات السوق وعقب اجتماع محوري سابق أسفر عن تعديل إنتاج التحالف الإجمالي بخفض بمقدار مليوني برميل يوميا من مستويات الإنتاج المطلوبة في أغسطس الماضي اعتبارا من الشهر الجاري.
وحذروا من أن الهند قد تكون واحدة من أكثر الدول المعرضة لضغوط إذا رفضت روسيا بيع النفط الخام بالسعر الأقصى بموجب العقوبات المقترحة التي ستفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرين إلى أنه في العام الماضي كانت الهند ثالث أكبر مستورد للخام في العالم (214 مليون طن) بعد الصين (526 مليون طن) والولايات المتحدة (305 ملايين طن) -بحسب إحصائيات صادرة عن بريتيش بتروليوم.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن آفاق أسعار النفط الخام تشير إلى مكاسب جديدة مرتقبة خاصة مع بدء تطبيق الحظر على الصادرات النفطية الروسية إلى الاتحاد الأوروبي مطلع الشهر المقبل، مشيرا إلى أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية رفعت بشكل طفيف توقعاتها لأسعار نفط برنت لعامي 2022 و2023 إلى 102.13 دولار للبرميل و95.33 دولار للبرميل على التوالي.
وأشار الى أن أسعار النفط كانت قد قفزت متجاوزة 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ أعوام في فبراير الماضي مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا بينما كان خام برنت قد سجل أدنى مستوى له في العام الجاري في 3 يناير عند 78.98 دولار للبرميل.
أما جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا فيرى أن الاقتصاد العالمي يعاني ارتفاع التضخم بشكل حاد، ما دفعه إلى أعلى مستوياته في 40 عاما وترتب عليه حدوث الارتفاعات الشديدة لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ولفت إلى أنه منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا اهتزت الأسواق وأدت أزمة الطاقة وقضايا سلسلة التوريد إلى زيادة التضخم على مستوى العالم، موضحا أنه رغم كونها بعيدة عن أعلى مستوياتها في وقت سابق من هذا العام إلا أن أسعار النفط الخام لا تزال مرتفعة بشكل قوي ولا يستبعد مراقبو السوق تحركا جديدا يصل إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل مع تجاوز فترات الركود الشديدة التي تعيق الطلب على النفط.
ومن ناحيته، يقول أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة إنه رغم الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة والتعافي الصيني الذي لا يزال غير مؤكد بسبب استراتيجية بكين لإدارة كوفيد فإن المخاطر على المدى القريب في النفط تميل إلى الاتجاه الصعودي.
وتوقع تعافي الطلب العالمي في الشهور المقبلة بقيادة تخفيف القيود في الصين، لا سيما مع بيانات "ساكسو بنك" التي تنبه إلى زيادة الطلب الصيني رغم الرياح المعاكسة الحالية من حالات الإصابة بالفيروس المتزايدة، موضحا أنه مع استعداد الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات ضد النفط الروسي وتخفيض "أوبك+" الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا نجد أن من المرجح أن تتجه السوق إلى مزيد من التشديد.
وأوضحت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية أن مكاسب الأسعار قادمة في ظل قيود العرض وخفض الإنتاج مع تأكيد "جولدمان ساكس" أن خام برنت قد يرتفع إلى 125 دولارا للبرميل العام المقبل إذا خففت الصين من سياساتها بشأن كوفيد كما توقع أن يبلغ برنت عام 2023 مستوى 110 دولارات للبرميل.
وأشارت إلى أن هناك بالفعل كثيرا من التوقعات الصعودية للأسعار بسبب اضطرابات الإمدادات المحتملة في روسيا وليبيا والعراق وإيران، لافتة إلى أن الطلب الفوري يستمر في الصعود بقوة كما رفع بنك مورجان ستانلي أيضا توقعاته لمكاسب أسعار النفط في ضوء قرار "أوبك+" بخفض الإمدادات النفطية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لتستأنف خسائرها التي توقفت مؤقتا الثلاثاء ضمن عمليات تعاف من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر ويأتي هذا التراجع تحت ضغط مخاوف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين. وقد طغى ذلك على بيانات أولية أظهرت انخفاض تجاوز التوقعات في مخزونات الخام في الولايات المتحدة.
وانخفض الخام الأمريكي بنسبة 1.5 في المائة إلى مستوى 85.86 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح عند 87.16 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 87.49 دولار، وتراجع خام برنت بأكثر من 0.8 في المائة إلى مستوى 92.90 دولار، من مستوى الافتتاح عند 93.69 دولار، وسجل أعلى مستوى عند 94.75 دولار.
وقالت مجموعة إي إن جي يمكننا أن نرى مزيدا من الضغط الهبوطي على أسعار النفط، نتيجة خيبة الأمل بعد التأكيد أن الصين ستلتزم بسياسة صفر كوفيد.

الأكثر قراءة