«ناسا» تطلق صاروخها العملاق إلى القمر
أقلع أقوى صاروخ في العالم، "إس إل إس"، أمس بنجاح، في بداية مهمة "أرتيميس" للعودة الأمريكية إلى القمر بعد نصف قرن على آخر مهمة أمريكية من هذا النوع.
وانطلق الصاروخ ليلا وسط كرة لهب عملاقة عند الساعة 01,47 "06,47 بتوقيت جرينتش" من مركز كينيدي الفضائي في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وبعد ساعتين من الإطلاق، أكدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن المركبة على المسار الصحيح باتجاه القمر، لتنجح تاليا المحاولة الثالثة بعد فشل محاولتي إطلاق سابقتين في اللحظات الأخيرة بسبب مشكلات فنية، ثم إرجاء المهمة لأسابيع جراء أعاصير ضربت الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تستمر مهمة "أرتيميس 1" 25 يوما في المجموع، فيما قد تشكل مراحل عدة مشكلات إضافية. لكن الإطلاق الأول لهذا الصاروخ العملاق البالغ علوه 98 مترا الذي بدأ تطويره منذ أكثر من عقد، يمثل منذ الآن نجاحا في حد ذاته لوكالة ناسا.
وقالت المديرة أمام طواقم الوكالة بعد الإطلاق "نحن جزء من أمر مميز للغاية، أول إطلاق لمهمة أرتيميس"، مضيفة "ما فعلتموه اليوم سيلهم الأجيال القادمة".
وفي هذه الرحلة التجريبية التي تنطلق بعد نصف قرن من آخر رحلة أمريكية إلى القمر ضمن برنامج "أبولو"، لن تهبط الكبسولة أوريون غير المأهولة على القمر، بل ستقترب منه عند مسافة تصل إلى 64 ألف كيلومتر، في رقم قياسي لمركبة قابلة للسكن.
وترمي المهمة الجديدة إلى التحقق من أن هذه المركبة الجديدة آمنة لنقل طواقم مستقبلية إلى القمر في الأعوام المقبلة.
وقال بيل نيلسون رئيس وكالة ناسا "إن هذا الصاروخ حمل معه كثيرا من العرق والدموع".
ورغم حصول الإطلاق في وقت متأخر ليلا، حضر نحو مائة ألف شخص إلى المكان لمتابعة المشهد المنتظر.
وقال تود جارلاند البالغ 55 عاما، بعينين دامعتين للوكالة "الفرنسية"، "انتظرت هذه التجربة طوال حياتي. أول ذكرى لدي هي أمي التي كانت توقظني لمشاهدة الهبوط على القمر. لطالما أردت مشاهدة عملية إطلاق مذاك، وها هو ذلك يحصل الآن".
وتأخر الإقلاع 40 دقيقة بسبب تسرب للهيدروجين تم إصلاحه في نهاية المطاف أثناء عمليات ملء خزانات الصاروخ بالوقود المبرد.