فن الشوارع في أحياء جوهانسبرج .. من مدينة مخيفة إلى مشرقة
يفرغ "دي بونجز" علبة طلاء على جدار مواجه لقطعة أرض خالية في وسط جوهانسبرج المدمر وهو يقف على رافعة، فهذا الرسام المتخصص في فن الشوارع ينجز إحدى لوحاته الجدارية العملاقة التي أصبحت جانبا بارزا من هوية المدينة.
ويقول الفنان لـ"الفرنسية"، "إن الفن أحدث تغييرا في المنطقة وبدل نظرة الأشخاص إلى المدينة، فأصبحوا حاليا يرون فيها مدينة مشرقة، بينما كانت تفتقر سابقا إلى الطابع الحيوي وكانت مخيفة نوعا ما".
ويشتهر الفنان المتحدر من بلدة موهلاكينج غرب جوهانسبرج، بلوحاته الجدارية الضخمة التي تشكل رسومات "بورتريه" لأطفال أنجزت في أحيائهم الفقيرة الواقعة في ضواحي المدينة.
ويشير إلى أن هذا المشهد الجديد "يمنح الناس الثقة ويجعلهم يرون أنفسهم من منظور مختلف عن حياتهم اليومية الصعبة".
وكان المركز التاريخي للمدينة التي تضم ستة ملايين نسمة قد شهد مرحلة من الانهيار والإهمال خلال ثمانينيات القرن الماضي، بداية حين فرضت عقوبات دولية على نظام الفصل العنصري الذي كان معتمدا آنذاك، ثم عقب انتخاب نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد عام 1994، وما تلاه من فرار مجموعات من مواطني جنوب إفريقيا البيض إلى الضواحي الثرية التي كانت محمية بجدران عالية، آخذين معهم أعمالهم التجارية.
وأصبحت مبان عدة خالية، فيما أغلقت فنادق من دون المس بأثاثها.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الـ21، تولى عدد من رجال الأعمال استثمار هذه العقارات الشاغرة، فجرى تحويل طوابق كاملة كانت تشكل مكاتب في السابق إلى شقق سكنية في وسط المدينة الذي ينتظر منذ أعوام إعادة إعماره. وحولت أبراج كانت مهجورة إلى مساكن منخفضة الإيجار، فيما أعادت الفنانة هانلي كوتزي الألوان إلى واجهة إحداها مع رسمها امرأة على مساحة 166 مترا مربعا، مستخدمة أكثر من ألفي طبق وصحن صغير ووعاء.